رواية كائن لا تحتمل خفته

الرواية للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، تُصنف من ضمن الأدب العالمي، وهي من الروايات المترجمة، عدد صفحاتها 280، والتي ألفها 1984، تعتبر واحدة من أشهر روايات وأعمال كونديرا، حازت انتشاراً واسعاً بسبب مواضيعها الفلسفية وعرض لمحات عميقة في فهم النفس الإنسانية والوجود.[١]


ملخص الرواية

يحمل عنوان الرواية "كائن لا تحتمل خفته" بعداً فلسفياً معقداً يعكس المحور الأساسي للرواية، فمصطلح "الكائن" يشير إلى الإنسان ووجوده الفردي والفريد من نوعه، فاستخدم الكائن للإشارة إلى الفرد بكل تعقيداته وتناقضاته، وفي "لا تحتمل خفته" فالمفهوم المركزي في العنوان هو "الخفة" التي لا تحتملها الحياة، هذه الخفة في نظره تشير إلى فكرة أن الحياة والوجود لا يحملان أي وزن أو معنى مطلق، ويُقابل مفهوم الخفة في العنوان مفهوم الثقل، وهما المفهومان الذي يدور حولهما كل شيء، ففي الرواية يقارن كونديرا ما بين المفهومين، مشيراً إلى أنّ الحياة يمكن أن يُنظر إليها إما بخفة وحرية، بدون أي معنى ذاتي، أو بثقل، محملة بالمسؤوليات والعواقب الوجودية.


فيبتدأ روايته بتساوؤل توماس مع نفسه بقول: (أيدعو تيريزا لتأتي إلى بيته مغامرا بإثقال حياته بالحب، أم يدعها تمر وينساها كطيف آخر عابر؟ لا تلبث أن تنطلق من هذا التساؤل لسؤال أعم؛ ما الأفضل: حياة نعيشها متخففين من كل ثقل وشعور ومعنى ندور في الهواء دون شيء يربطنا بالأرض، أم أخرى ترتسم فيها خطواتنا وفقا لجاذبية المعاني والمشاعر الثقيلة؟)


تدور الرواية في تشيكوسلوفاكيا خلال أواخر الستينات وأوائل السبعينات في خضم التوترات السياسية والثقافية، عند اجتياح روسيا دولة التشيك خلال الحرب العالمية الثانية، وسيطرة النظام الشيوعي عام 1968م.


يتمركز خط الرواية حول أربع شخصيات رئيسية، هي: توماس الطبيب مُحبّ النساء، وتيريزا زوجته، وسابينا عشيقته، وفرانز عشيق سابينا، وتتناول القصة العلاقات المعقدة بينهم، تعرض رغباتهم واختياراتهم، بحيث تسلط الضوء على مواضيع الحب والحرية والهوية والترابط ما بين حيوات الأفراد، وقد جعل كونديرا شخصياته أدوات لشرح فلسفته في الحياة، فيشرح كل شخصية على حدى، ويستعرضها من زاوية فلسفية ونفسية ثم يعاود إلى السرد.


خصائص رواية كائن لا تحتمل خفته

يُنظر إلى كتابة كونديرا على أنها كتابة فلسفية وجريئة، كونها تناقش أفكارًا عن التحرّر والأخلاق والخلود والجشع البشري، ومن خصائص رواية كائن لا تحتمل خفته ما يلي:

  • التداخل في السرد والتأمل الفلسفي، حيث يقاطع الخط السردي ليقدم نظرة فلسفية وتأملات وملاحظات، في سياق دعوة القراء للتأمل في أفعال الشخصيات ودوافعهم من منظور فلسفي.
  • استخدام لغة غنية بالتفاصيل والصور البصرية، ما يجعل العالم الذي يصفه واقعيًا وملموسًا، هذه التفاصيل تساعد في إضفاء حيوية على السرد وجعل القراء يتخيلون بسهولة المشاهد والمواقف.
  • عرض الكثير من التساؤلات وعدم الإجابة عليها، فالرواية بالنسبة لكونديرا لا تؤكد على شيء، بل تبحث عن الأسئلة وتطرحها.


ولقراءة ملخص المزيد من الروايات: رواية إيكادولي، الغريب لألبير كامو


المراجع

  1. "رواية كائن لا تحتمل خفته"، كتوباتي. بتصرّف.