تدخل رواية الغريب لمؤلفها الكاتب والروائي الفرنسي ألبير كامو ضمن نطاق الروايات والأعمال الأدبية الفلسفية؛ لما تحتويه من أفكار خاصة بفلسفة المؤلف العبثية التي اشتهر بها، مما أكسبها رواجًا واسعًا بين أوساط القرّاء ودفع الباحثين إلى تناولها بالدراسة والتمحيص، وفي هذا المقال قدمنا لكم معلومات عامة عن هذه الرواية وملخصًا موجزًا لها، إلى جانب مجموعة من الخصائص التي اتسمت بها.[١]


ملخص رواية الغريب لألبير كامو

لاقت رواية الغريب لألبير كامو بعد صدورها للمرة الأولى عام 1942م شهرة كبيرة بين الناس، وتُرجمت للغات عدّة، ووقعت بنسختها العربية في حدود (141) صفحة، تطرّق المؤلف من خلالها حالة إنسانية وجودية يعاني منها الفرد فيبقى متأرجحًا بين القلق واليأس، مُدرجها في إطار روائي ضمن فترة الاستعمار الفرنسيّ للجزائر، وبصورة عامة تناولت الرواية موضوعات إنسانية وفلسفية عدّة يتلخص من خلالها حال الإنسان العبثيّ.[٢][٣]


وقد بدأت ملامح المذهب التي تنتمي إليه الرواية بالتبلور والظهور بدءًا من العنوان، الذي جاء بمُفرَدَة واحدة لكنها تحمل دلالة كبيرة وذات صلة بالموضوع العام للرواية، إذ إنّ فيها إشارة إلى الشخصية الرئيسة -وهي الكاتب نفسه كما يتضح- التي اتصفت بالغرابة والعبثية الفكرية ونشأت في مجتمع غريب عنها أيضًا، فدارت الأحداث بصورة عامة في الجزائر، بين شخصيات قُسمت إلى شخصيات رئيسية، تمثّلت بمورسو وهو الراوي، وشخصيات ثانوية، مثل: الموظفة ماري، والجار سلامانو، والصديق ريمون سانتيس، وغيرها العديد.[٤]


ويسرد ألبير كامو في روايته هذه قصة حياة مورسو، وهو شابّ عبثي وغير مبالٍ يعيش في الجزائر، يتلقى في أحد الأيام برقيّة تُخبره بوفاة أمه التي تركها في ملجأ للعجزة لعدم قدرته الإنفاق عليها، فيطلب إجازة من عملها للقيام بالإجراءات اللازمة للجنازة والدفن، ويذهب بعدها إلى مدينة مارنغو حيث كانت أمه، ويتم مراسم الدفن لكن دون أن يتأثر أو يشعر بأي مشاعر حزن.[٥][٤]


يعود مورسو بعد الدفن ويُمارس حياته بشكل طبيعي، ويخرج في نزهات مع أصدقائه إلى الشاطئ، وفي إحدى المرات يلتقي هو وصديقه ريمون برجل عربي -مجهول الهوية والاسم في الرواية- وتحدث مشاجرة كبيرة انتهت بأن قتل مورسو هذا الرجل العربي بخمس رصاصات واحدة تلو الأخرى أودت بحياته، فيدخل مورسو السجن وبدأت التحقيقات والاستجوابات وتمت دراسة الشخصية الغريبة لمورسو.[٥][٤]


يجد مورسو نفسه متهمًا بقضية جديدة؛ إذ تقرّرَ أن تتم محاكمته على إهماله بأمّه وعدم إحساسه بها أكثر من محاكمته لقتل الرجل العربي، وفي خضمّ ذلك كلّه لم يكن مورسو متأثرًا، بل كان يرى أنّ قضيته بسيطة وسيستطيع الخروج منها، وفي قاعة المحكمة يتوالى الشهود الواحد تلو الآخر فيما يتعلّق بأمّه وعدم إعالته لها، ووسط ضجة كبيرة يصدر الحكم بالإعدام على مورسو لإهماله بأمه وشعوره اللاإنسانيّ.[٥][٤]


خصائص رواية الغريب لألبير كامو

وُجِدَت عدة أسباب من ناحية فنية أدّت إلى اكتساب رواية الغريب لألبير كامو المكانة والقيمة التي حظيت بها، منها اتسامها بالخصائص والسمات الفنية الآتية:[٦]

  • هيمنة ضمير المتكلم في السرد الروائي، وقد يُشير ذلك إلى أنّ الكاتب ينقل أفكاره وفلسفته إلى القارئ وكأنّه المتحدث من خلال هذا العمل الأدبي.
  • التنويع في التقنيات الزمنية المستخدمة في الرواية، وذلك لخدمة الفكرة العامة منها.
  • استقامة البناء الروائي على رموز وإيحاءات فلسفية بأسلوب شاعريّ.
  • المزاوجة بين البساطة والتعقيد في الرواية بأسلوب فنّي مميز.


ولقراءة ملخص المزيد من الروايات الجميلة: رواية حوجن، رواية غاتسبي العظيم.

المراجع

  1. حياة حجام، مظاهر التمرد والعبث في رواية الغريب لألبير كامو، صفحة 36. بتصرّف.
  2. عبد القادر توزان، الرموز والإبهام في رواية الغريب لألبير كامو، صفحة 2. بتصرّف.
  3. حياة حجام، مظاهر التمرد والعبث في رواية الغريب لألبير كامو، صفحة 6. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث نبيلة عراب، تداعيات الخطاب ما بعد الكولونيالي في رواية الغريب لألبير كامو، صفحة 158. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ليندة يوسفي، كريمة بوقرو، دراسة مقارنة بين رواية الغريب لألبير كامو ورواية معارضة الغريب لكمال داود، صفحة 12. بتصرّف.
  6. فريدة خباطي، البنية السردية في رواية الغريب لألبير كامو، صفحة 91. بتصرّف.