تعد رواية مئة عام من العزلة لمؤلفها الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز من أكثر أعماله الأدبية التي تمثّل ما يُعرَف بالواقعية العجائبية أو الواقعية السحرية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم مُلخصًا موجزًا لها.[١]
ملخص رواية مئة عام من العزلة
يرصد غابرييل غارسيا في روايته هذه مجموعة من المشكلات التي تعاني منها الإنسانية وما تزال، موظفًا عددًا من القضايا الواقعية مُضيفًا عليها مجموعة من الجوانب السحرية، وموضحًا موقفه السياسي، وناشرًا رسالته من أجل العدل والسلام، وقد ترجمت إلى العديد من اللغات إلى جانب اللغة العربية، وتقع أحداثها في حدود (506) صفحة.[١]
وحسب ما ورد عن الناقد حبيب فارس فقد جاء عنوان الرواية مدخلًا ملائمًا ومُمهدًا لفكرة الانعزال والاغتراب بشقّيه المادي والروحي، والتي يُلاحظ أنها كانت الأساس الذي استند إليه غابرييل غارسيا في هذه الرواية في عرضه للأحداث وتوضيح علاقة الشخصيات مع بعضها البعض.
وقد درات أحداث هذه الرواية بشكل أساسي في قرية (ماكوندو)، التي أبدع غابرييل غارسيا في وصفها بطريقة غريبة وعجيبة قد تجعل القارئ في حيرة من أمره، ومن الجدير بالذكر أنّ الأماكن في رواية مئة عام من العزلة قسمت إلى أماكن مفتوحة (مثل القرية)، وأخرى مغلقة (مثل خيمة الغجر وبيت عائلة بوينديا).[٢]
كما دارت الأحداث وفقًا لما ورد عن الناقد حبيب فارس في دراسته لهذه الرواية بين عدد من الشخصيات الرئيسية؛ البطل (خوزيه بوينديا) الجد الأكبر لعائلة بوينديا التي سكنت قرية ماكوندو، وهو يمثل شخصية الزعيم المغامر والمؤسس العظيم، و(أورسولا) زوجة خوزيه التي عاشت حياة مديدة تقارب مئة عام حاولت خلالها جمع شمل الأسرة والحفاظ على بقائها، و(ميليكيادس) وهو من الغجر، إلى جانب عدد من الشخصيات الثانوية؛ (العقيد أوريليانو بوينديا) الجندي والقائد المقدام للقوات الليبرالية خلال الحرب الأهلية، و(روبيكا) وهي الطفلة اليتيمة التي تبنّتها الأسرة، و(أمارانتا أورسولا) آخر نساء أسرة بوينديا، و(غاستون) زوج أمارانتا.
يعرض غابرييل غارسيا في روايته هذه -نقلًا عن دراسة لها للكاتب حكيم مرزوقي- قصة قرية (ماكوندو) المنعزلة من خلال سرد قصة عدة أجيال متعاقبة من عائلة (بوينديا) على امتداد عشرة عقود من الزمن؛ فالأب (خوزيه بوينديا) يقتل أفضل صديق له دفاعًا عن الشرف والرجولة، ليرحل ويؤسس مع زوجته (أورسولا) قرية جديدة اسمها (ماكوندو)، ومع مرور الأيام يصبح لديهم عدد كبير من الأحفاد، وقد كان هناك خوف في العائلة من حدوث خطيئة سينتهي بها نسل العائلة، ويأتي الغجر إلى القرية ومعهم أشياء واختراعات غريبة.
ووفقًا للكاتب حكيم مرزوقي في دراسته لهذه الرواية يرحل الغجري (ميليكيادس) عن القرية تاركًا وراءه مجموعة من الأوراق تسجل تاريخ القرية منذ تأسيسها حتى فنائها، كما يأتي إلى القرية غرباء كُثر يكونون سببًا للتشاؤم، وتتدهور الأوضاع فيها بعد وفاة ثلاثة آلاف عامل في مذبحة على مقرُبة من محطة سكة الحديد.
وفي النهاية حسب ما كان واردًا في أوراق الغجري (ميليكيادس) يلد آخر فرد من أفراد عائلة (بوينديا) طفلًا له ذيل خنزير نتيجة زواج غير شرعي، ثم تأتي رياح شديدة تدمّر القرية رأسًا على عقب كما ذكر الكاتب حكيم مرزوقي في دراسته حول رواية مئة عام من العزلة.
السمات الفنية في رواية مئة عام من العزلة
اتسمت رواية مئة عام من العزلة بعدد من الخصائص والسمات الفنية وفقًا لما ورد عن الناقد حبيب فارس وغيره من النقّاد، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]
- الخروج عن الأساليب السردية التقليدية، وتوظيف أساليب سردية جديدة متمثّلةً بالرسم الواقعي السحري للأحداث والشخصيات، فمثلًا تدور الأحداث أزمنة وأماكن وهمية لكنها تشبه الأزمنة والأماكن الواقعية.
- الجمع بين الخيال والحقيقة وبين الواقع واللاواقع في سرد أحداث الرواية.
- الجمع بين الأسلوب السردي والقليل من الأسلوب الحواري في عرض أحداث الرواية.
- البُعد عن التكلّف والإغراق في استخدام المحسّنات اللفظية.
ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من روايات الواقعية السحرية: رواية سهرة تنكرية للموتى، رواية سرادق الحلم والفجيعة.
المراجع
- ^ أ ب ليلى ناصلي، لنيل شهادة الماستر في الأدب المعاصر تحت عنوان العجائبية سنة التخرج 2019-2018.pdf العجائبية في رواية مئة عام من العزلة، صفحة 83. بتصرّف.
- ↑ ليلى ناصلي، لنيل شهادة الماستر في الأدب المعاصر تحت عنوان العجائبية سنة التخرج 2019-2018.pdf العجائبية في رواية مئة عام من العزلة، صفحة 62. بتصرّف.
- ↑ ليلى ناصلي، لنيل شهادة الماستر في الأدب المعاصر تحت عنوان العجائبية سنة التخرج 2019-2018.pdf تجليات العجائبية في رواية مئة عام من العزلة، صفحة 7. بتصرّف.