تعد رواية زوربا لمؤلفها الروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس من أبرز روايات الأدب الإنساني حسب ما ورد عن الكاتبة دانيا يوسف في دراستها لهذه الرواية، وقد احتلّت مكانة كبيرة عند النقاد والدارسين وعند القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية زوربا اليوناني

يُلاحظ أنّ الكاتب نيكوس كازانتزاكيس حاول في روايته هذه رسم غور النفس الانسانية وإرهاصاتها، وذلك من خلال التناقض الشديد بين الشخصيتين الرئيستين؛ شخصية قارئ الكتب وشخصية الأمي، حسب ما ذكر الكاتب والباحث فارس حميد أمانة في بحثه حول هذه الرواية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُشير الكاتب مفيد نجم في دراسته لهذه الرواية إلى أنّ أهمية رواية "زوربا اليوناني" تكمن في شخصية البطل "زوربا"، لذلك جعل الكاتب من اسم هذه الشخصية الأيقونية العلامة الدالة عليها عندما جعل منها العنوان الرئيس للرواية؛ لذلك جاء العنوان مدخلًا ملائمًا لما سيطرحه الكاتب بين طيات روايته هذه وإشارة إلى أن زوربا هو المحور الرئيس فيها.


المكان

تشير دانيا يوسف في بحثها حول رواية "زوربا اليوناني" إلى أنّ أحداثها تدور في جزيرة (كريت) اليونانية مكان التقاء الشخصيتين المحوريتين في هذا العمل الأدبي باسيل وزوربا.


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية زوربا اليوناني بين عدد من الشخصيات الرئيسية وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمد ناصر المولهي في دراسته لهذه الرواية، وهي:

  • باسيل: هو شخص مثقف وثري مهووس بالقراءة والثقافة، وكان يرغب في استثمار أمواله.
  • أليكسيس زوربا: هو شخص بسيط أُمي لكنه خبير بشؤون الحياة المتعددة، عمل في عدة مِهَن، يمثل الشخصية المتحررة من كل قيد والمؤمنة بالإنسان والحياة، وقد سعى الكاتب إلى أن يجعل القارئ يتمنى أن يكون زوربا، ويُشار إلى أنّ زوربا هو شخص حقيقي التقاه الكاتب في السابق وأُعجب به، فقرر أن يكتب رواية عنه.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية زوربا اليوناني بين عدد من الشخصيات الثانوية وفقًا لما ورد عن الكاتب فارس حميد أمانة في بحثه حول هذه الرواية، وهي:

  • الأرملة هورانتس.
  • القبطان.
  • الأعرج.
  • العجوز مافراندوني.
  • مميكو.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الكاتب التونسي محمد ناصر المولهي والكاتبة دانيا يوسف في دراستهما التحليلية لهذه الرواية إلى أنها تحكي قصة صداقة بين رجل فقير وخبير بتفاصيل الحياة اسمه أليكسيس زوربا، وشاب غني مثقّف اسمه باسيل، وهي صداقة تبدو غريبة بين شاب يطمح إلى إيجاد طريقة لاستثمار ماله وزوربا الذي سيعمل عند باسيل في منجم الفحم الحجري الذي ورثه، ويحاول زوربا صناعة مصعد يربط بين الجبل والشاطئ في سعيه لاستخراج الفحم، لكنّه مشروع يبوء بالفشل ويستهلك أموال الرئيس باسيل.


في لقاء باسيل وزوربا يشعر باسيل أنه في رحلة يكتشف فيها ذاته ويتحرر من أوهامه الشخصية على يد زروبا، ويجري ذلك بالحوار بينهما تارة وبالشجار تارة أخرى، فباسيل القادم من مجتمع مرموق سيتعرّف خلال محاولته استثمار المنجم على مجتمع مُغاير لما عرفه؛ مجتمع تحكمه تقاليد صارمة تصل حد القسوة، وفي نفس الوقت هو مجتمع قريب من الطبيعة بل يكاد يندمج معها.


العقدة والحبكة

تتصاعد الأحداث لتبلغ ذروتها بحادث قتل الأرملة التي انتحر شاب صغير من أجلها، فتجتمع كل القرية لقتلها ولم يحاول أحد إنقاذها إلا زوربا الذي هجم على جلّادها متصارعًا معه، لكنّ مافراندوني العجوز والد المنتحر يختطف جسدها المرتعش من بين الجميع ويحزّ رأسها فاصلًا إياه عن جسدها، وذلك وفقًا لما ورد عن الباحث والكاتب فارس حميد أمانة في بحثه حول هذه الرواية.


الحل

تحمل النهاية فشل باسيل الذريع في استثمار منجمه، وذهاب أحلامه في جزيرة كريت، ونهاية الأحداث تشير إلى روح متفائلة جديدة بات يحملها في قلبه، اكتسبها بسبب صداقته لزوربا؛ فقد تأثر به، بالرغم من نفوره من الكثير من عاداته، ولكنه اقتبس منه حب الطبيعة وتلك الروح المتفائلة، وذلك وفقًا لما ورد عن الكاتبة دانيا يوسف في بحثها حول هذه الرواية.


السمات الفنية في رواية زوربا اليوناني

يُلاحظ بعد قراءة رواية زوربا اليوناني أنها اتسمت بعدد من السمات والخصائص الفنية حسب ما ورد في أحد الأبحاث حول هذه الرواية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • السرد السلس والمرتب ترتيبًا زمنيًا واضحًا.
  • إبراز الفلسفة الممتعة للحياة من خلال شخصية زوربا.
  • قلة الأحداث الواردة في الرواية، وبالرغم من ذلك استطاع الكاتب إيصال فكرته وفلسفته.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات في مجالات مختلفة: رواية ناقة صالحة، رواية لا تخبري ماما.