فرانز كافكا

فرانز كافكا

في كلّ فرع من فروع الأدب تبرز مجموعة من الأسماء التي استطاعت من خلال أعمالها أن تترك أثرًا وتحظى باهتمام واضح من النقّاد ومن المهتمّين بالأدب عمومًا، وفي مجال الرواية والقصة الكبيرة كان هناك حضور بارز للكاتب فرانز أو فرانس كافكا، وهو من أصول تشيكية، وكتاباته كانت باللغة الألمانية واتسمت بصورة عامة بالعجائبية والغرائبية، ومن الجدير بالذكر أنّ معظمها نُشر بعد وفاته، بعكس وصيته التي طلب فيها أن تُحرَق جميع أعماله بعد الوفاة.^[١]

مولد فرانز كافكا ونشأته

وُلِد فرانز كافكا في الثالث من شهر تموز عام 1883م في براغ التي كانت -في وقت سابق- جزءًا من بوهيميا في الإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو الابن الأكبر لعائلته، نشأ بين أحضان أسرة يهودية من الطبقة المتوسطة العليا تتحدث باللغة الألمانية، والده هيرمان كافكا كان يعمل تاجرًا للملابس، ووالدته جولي لوي كانت مساندة له، لم يكن فرانز كافكا على صلة كبيرة بهما؛ فوالده ذو طبيعة قاسية وصعبة ومتعجرفة، ويعمل مع زوجته لساعات طويلة، فأوكلت مهمة تربية الأبناء للخدم والمربيات، لذا وجد فرانز كافكا في الأدب ملاذًا له وملجأ، وقد انعكست طبيعة تلك الحياة بوضوح على كتاباته لاحقًا.^[٢]

تعليم فرانز كافكا

بحلول عام 1889م بدأ فرانز كافكا تعليمه، فالتحق بالمدرسة الابتدائية في براغ، ومن البداية كان مجتهدًا وذكيًا ومردوده الأكاديمي جيد، وبعد أن انتهى من تلك المرحلة التحق بالمدرسة الثانوية -أي في عام 1901م- وتخرج منها وقد أبلى فيها بلاء حسنًا، من بعدها التحق فرانز كافكا بجامعة تشارلز فرديناند بتخصص الكيمياء، إلا أنّه وبعد مضي أسبوعين من بدء الدراسة الجامعية تحوّل إلى تخصص القانون وتخرج منه عام 1906م، وتجدر الإشارة إلى أنه وفي مختلف مراحل الدراسة أبدى فرانز اهتمامًا بالأدب وكانت له بعض الكتابات.^[٣][٤]

الحياة العملية لفرانز كافكا

بعد الانتهاء من دراسة القانون عمل فرانز كافكا كاتبًا قانونيًا في المحاكم المدنية والجنائية، وأمضى في ذلك عامًا كاملًا، لكنه لم يكن عملًا مدفوع الأجر بل كان بمثابة تدريب إلزامي بعد دراسة تخصص القانون، بعدها عمل في وكالة تأمين، لكنه لم يكن مرتاحًا ولم يقدر على المواءمة بين العمل والكتابة؛ فتركه بعد أقلّ من عام، وبعد أسابيع قليلة من استقالته بدأ العمل في معهد التأمين ضد حوادث العمال، واستمرّ فيه حتى عام 1922م؛ إذ أُجبر على تركه متقاعدًا لأسباب صحية، وخلال سنوات العمل تلك لم يُهمل فرانز كافكا العمل الأدبي.^[٤]

أبرز مؤلفات فرانز كافكا

نُشرت لفرانز كافكا مجموعة من الأعمال الأدبية والمؤلفات التي نالت شهرة وأهمية واضحة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

• رواية المحاكمة: تتمحور هذه الرواية حول شخص اسمه جوزيف يُدان بجريمة مجهولة الأسباب والدوافع -أي أن الرواية لم تذكرها-، فيُعتقل ويُعرض على المحكمة لإطلاق حكم قضائي عليه.^[٥]
• قصة الانمساخ: يحكي فرانز كافكا في هذا العمل الأدبي قصة رجل استيقظ في أحد الأيام وقد وجد نفسه تحول إلى حشرة، فيروي معاناته في ذلك وما ترتب عليه من أحداث.^[٦]
• رواية القصر: تدور أحداث هذه الرواية في مكان غير معلوم، وترصد قصة رجل يُدعى إلى قصر موجود في أعالي الجبال للعمل فيه، وهو لا يعرف عنه وعن المكان الموجود فيه إلا معلومات قليلة، فتتكشف له الحقيقة شيئًا فشيئًا مع تطور الأحداث.^[٧]

وفاة فرانز كافكا

توفي فرانز كافكا في الثالث من حزيران عام 1924م عن عمر يُناهز 41 عامًا إثر إصابته بمرض السلّ.^[٨]

ولقراءة معلومات عن غيره من الكُتّاب والأدباء: ألكسندر بوشكين، ميلان كونديرا.