حازت رواية فرانكشتاين في بغداد للكاتب العراقي أحمد سعداوي على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2014م، وفقًا لما ورد عن الكاتب ناهض زقوت في قراءة تحليلية لها، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النُقّاد والدارسين ومن القُرّاء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم تحليلًا لها.


تحليل رواية فرانكشتاين في بغداد

وفقًا لما ورد عن الكاتب ناهض زقوت في قراءته التحليلية لهذه الرواية حاول الكاتب تجسيد الواقع العراقي خلال السنوات التي احتل فيها، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

جاء عنوان الرواية "فرانكشتاين في بغداد" مركبًا لا مفردًا دالًا بجزئه الأول على شخصية من الشخصيات، ودالًا بجزئه الأخير على مكان وقوع معظم أحداث الرواية، مما ساهم في إيقاع القارئ في حيرة من أمره حول هوية فرانكشتاين.[١]


المكان 

تدور الأحداث في رواية "فرانكشتاين في بغداد" كما يبدو من العنوان في مدينة "بغداد" العراقية، باختلاف أحيائها ومناطقها، وعمومًا تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن إقامة مثل: البيوت الموجودة في حي البتاويين، وبعض الفنادق، وأماكن انتقال، مثل الأماكن التي كان يمكث فيها الشسمة لفترات قصيرة.[٢]


الشخصيات الرئيسية

دارت أحداث رواية فرانكشتاين في بغداد بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الكاتب ناهض زقوت وغيره من الباحثين في قراءة تحليلية لها، وهي:[٣]

  • هادي العتاك: هو رجل خمسيني يعدّ شخصية غريبة الأطوار وغامضة، كان الناس يخشون التعامل معه، فهو في نظرهم شخص كذوب.
  • الشسمة: تعد شخصية خيالية، وتمتاز بتفردها في الرواية، واتصافها بالغموض والإبهام من حيث الصفات والهوية، ومكان الوجود والانتساب.
  • أم دانيال "إليشو": هي امرأة عجوز تعيش في بيت كبير في حي البتاويين، وهي تمثل البُعد النصراني في حيّها.
  • العميد سرور مجيد: هو مسؤول وحدة المتابعة والتعقيب في العراق، تخلى عن مبادئه وتحالف مع الاحتلال.


الشخصيات الثانوية

دارت أحداث رواية فرانكشتاين في بغداد بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الكاتب ناهض زقوت وغيره من الباحثين في قراءة تحليلية لها، وهي:[٣]

  • محمود السوادي: هو صحفي جاد ومجتهد يعمل بانتظام، لكنه يقع في الخديعة أكثر من مرة.
  • ناهم عبدكي: هو صديق هادي العتاك يعمل على عربة يجرها حصان، أصبح من سكان الحي بعد إصلاحه للخرابة اليهودية وإقامته فيها.
  • أبو أنمار: هو صاحب فندق العروبة، يظهر حاملًا لصفات سكان حي البتاويين.
  • عزيز المصري: هو صاحب المقهى الشهير الذي يجتمع فيه المثقفون والصحفيون وعامة الناس، وهو الذي يعترف بحقيقة الشسمة وكيف أنشأها هادي العتاك.
  • فرج الدلال: يجسّد الشخصية السلبية والجشعة، كان من مهاجمي العجوز والمستهزئين بها وبمعتقداتها.


الأحداث الرئيسية

تدور الأحداث حول هادي العتاك الذي يجمع أشلاء الضحايا التي تناثرت في أرض بغداد زمن الاحتلال ليلصقها ببعضها، ليُشكّل كائنًا بشريًا غريبًا أسماه "الشسمة"، ليبدأ هذا الكائن بالثأر والانتقام ممّن قتل أصحاب أجزائه التي تشكل منها، مما يُثير الخوف والرعب بين الناس، ويلتف حوله الكثيرون ممن يظنون أنه المُخلّص والمُنقذ، ويسرد هادي حكاية تشكيل هذا الكائن الغريب على زبائن المقهى، لكنهم يسخرون منه ويرون أن حكايته هذه بالرغم من طرافتها وإثارتها إلا أنها بعيدة عن الحقيقة، ويصل خبر الكائن الغريب إلى العميد سرور مجيد، الذي كان يشكّ أنّ في الأمر شيئًا من الحقيقة.[٤]


العقدة 

يشكّل العميد سرور مجيد فريق عمل سرّي لملاحقة هذا الكائن "الشسمة"، والذي أصبح مجرمًا يشكل الخطر على الجميع، فتبدأ المطاردات لإلقاء القبض عليه، فتتداخل خطوط الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد. يكتشف الجميع أنهم متورطون بشكل أو بآخر.[٤]


الحل

يكتشف الجميع أنهم متورطون بشكل أو بآخر في قضية "الشمسة"؛ إذ يشكلون جزءًا من هذا الكائن، أو يمدونه بوقد البقاء والنمو، وتنتهي الأحداث نهاية محزنة؛ فيظهر هادي العتاك أمام الجميع فاسدًا ومسؤولًا عن ذلك الدمار الذي عمّ بغداد، وأمّ دانيال تغدو غريبة خارج بيتها وأرضها متّبعة الوهم الذي حسبته ابنها، ناكثة بذلك عهودها التي قطعتها بعدم ترك البيت أو التنازل عنه أو مغادرة الحي، والإصرار على البقاء في بغداد على الرغم من هول الأحداث، وكثرة الانفجارات المفاجئة التي باتت تجتاح بغداد وتهدّد كل من فيها.[٥][٤]


السمات الفنية في رواية فرانكشتاين في بغداد

اتسمت رواية فرانكشتاين في بغداد بعدد من الخصائص والسمات، يُذكَر منها ما يأتي:[٦]

  • المزج بين الخيال والواقع في هذه الرواية.
  • استخدام لغة قريبة للقارئ، وتجنب استخدام العبارات المعقدة أو صعبة التفسير.
  • تضمين الحوار في الرواية.
  • اتصاف بعض شخصيات الرواية بشيء من الغموض والإبهام.
  • تركّز الأحداث وعدم تشعبها.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية صانع الظلام، رواية في ممر الفئران.

المراجع

  1. رحيق غسان كامل أبو زينة، Ghassan Kamel Abu Zaina.PDF?sequence=1&isAllowed=y رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي دراسة نقدية تحليلية، صفحة 47. بتصرّف.
  2. رحيق غسان كامل أبو زينة، Ghassan Kamel Abu Zaina.PDF?sequence=1&isAllowed=y رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي دراسة نقدية تحليلية، صفحة 234. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رحيق غسان كامل أبو زينة، Ghassan Kamel Abu Zaina.PDF?sequence=1&isAllowed=y رواية "فرانكشتاين في بغداد" لأحمد السعداوي دراسة نقدية تحليلية، صفحة 259. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عادل ساکي أحمد، خضري علي، بحري خداداد ، سیمیائیة الشخصیات في روایة " فرانکشتاین في بغداد" للروائي العراقي أحمد سعداوي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. رحيق غسان كامل أبو زينة، Ghassan Kamel Abu Zaina.PDF?sequence=1&isAllowed=y رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي دراسة نقدية تحليلية، صفحة 53. بتصرّف.
  6. رحيق غسان كامل أبو زينة، Ghassan Kamel Abu Zaina.PDF?sequence=1&isAllowed=y رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي دراسة نقدية تحليلية، صفحة 51-67. بتصرّف.