تصنف رواية صانع الظلام لمؤلفها المصري تامر إبراهيم على أنها من روايات الرعب والمغامرات والتي تتسم بالغرائبية والعجائبية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية صانع الظلام

يحاول الكاتب تامر إبراهيم في روايته البوليسية هذه إثارة الرعب النفسي والجسدي عند القارئ، من خلال قصة مُثيرة تتسم بالغرائبية بطلها الشيء الغامض،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يتسم عنوان الرواية "صانع الظلام" كسائر العناصر الفنية فيها بالعجائبية والغرائبية، كما أنّه جاذب للقارئ، ويِير لفظ "الظلام" إلى العالم اللامرئي والشيء الغامض الذي تقوم عليه أحداث الرواية، مما يُشير إلى مدى الارتباط بين العنوان ومضمون النص.[٢]


المكان

تشغل الأماكن المغلقة في الرواية حيزًا أكبر من الأماكن المفتوحة، إذ تُشكّل (الشقة) وغرفها مسرح جريمة قتل الطفل، أما (غرفة يوسف) كانت المكان الذي يُثير الدهشة والحيرة، كما ورد ذكر لأماكن خيالية أضافها الكاتب إلى النص لإضفاء المزيد من الغرائبية والعجائبية على الرواية، كالأرض الطينية الباردة في الغابة، والقرية العجيبة التي لا تُشبه بقية القُرى.[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية صانع الظلام بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٤][١]

  • يوسف: هو شابّ سيئ الحظ في الرابعة والثلاثين من عمره، يعيش وحيدًا ويعمل محررًا في صفحة الحوادث في إحدى المجلات، كلّفه مدير التحرير بعمل سبق صحفي مع الأستاذ الجامعي الدكتور مجدي الموجود في السجن.
  • الدكتور مجدي: تؤدي هذه الشخصية دورًا بارزًا في تطوير الأحداث في ما بعد، وقد كان مجدي رجل في أواخر الخمسينيات من عمره، يُدرّس التاريخ في الجامعة، ويحتل مكانةً مرموقةً في مجتمعه وفي وسطه الجامعي.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية صانع الظلام بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • زوجة الدكتور مجدي: كانت تشبه زوجها في حبّ مادة التاريخ، تعمل مترجمة للغات، ولم يكن لديها أولاد، فاقترحت على زوجها فكرة تبنّي طفل.
  • سوسن: هي طالبة الأستاذ مجدي، كانت مصدرًا للكشف عن بعض الحقائق حول شخصية يوسف، وقد أصبحت مع مرور الوقت صديقةً له.
  • الأستاذ قدري: هو زميل الأستاذ مجدي، أعطى بعض المعلومات ليوسف عندما استلم قضية التحقيق في مقتل الطفل ابن مجدي.
  • المقدم عصام فتحي: هو محقق في القضايا الإجرامية، تربطه علاقة عمل بيوسف، وقد عرف بعزة نفسه الحادة.
  • الدكتورة ليلى الفاروق: هي طبيبة أطفال فحصت ابن مجدي وأحسّت أنه ليس طبيعيًا.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية حول الصحفي يوسف الذي يعمل محررًا في صفحة الحوادث، كلّفه مدير التحرير بعمل سبق صحفي مع الأستاذ الجامعي الدكتور مجدي الموجود في السجن، إذ حُكِمَ عليه بالإعدام لقتل طفله المُتبنّى، فيذهب إليه يوسف للحصول على أجوبة لأسئلته، لكنّه يجد نفسه داخل لعبة لا تحمل له إلا الأسرار والمفاجآت التي كان يتمنى ألا تحدث، فيذهب يوسف إلى الدكتور مجدي في السجن وهو يحمل آلاف الأسئلة التي تدور في ذهنه، فما الذي يدفع أستاذ جامعي في قسم التاريخ إلى قتل طفله الوحيد.[١]


عندما يقابل يوسف الأستاذ مجدي يجد نفسه أمام شبح إنسان ليس كالذي شاهده في الصورة، فيطرح عليه أول سؤال حول سبب قتل ابنه، فيُخبره الدكتور مجدي أنّ الطفل ما زال على قيد الحياة، وتحدث أولى المفاجآت عندما يأخذ الدكتور مجدي القلم ويغرسه داخل عنقه لكنه لم يمت، ومن هنا يبدأ يوسف رحلة البحث عن الحقيقة، فيذهب إلى الشقة مكان ارتكاب الجريمة ويجد رأس الطفل مغروسًا في الجدار.[١]


العقدة

يقرر يواسف مواصلة البحث عن المعلومات الكافية التي يمكن أن تفكّ لغز هذه الجريمة، فيذهب إلى الجامعة التي يعمل فيها الأستاذ مجدي ويُقابل سوسن التي أقنعته أنّ الفترات المظلمة في التاريخ كان يوجد شيء وراء ظهورها وعليه البحث عنه، وهذا الشيء حاول الدكتور مجدي البحث عنه والقضاء عليه لكنه فشل، وهذا الشيء جسده مات لكن روحه ما زالت حية تحتل الأجساد، وهذا ما زاد الفضول عند يوسف الذي كان خطيئته الوحيدة.[١][٥]


الحل

يزور يوسف الدكتور مجدي مرة ثانية، ويخبره وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أنّ هذا الشيء الذي يبحث عنه سيدمر حياته، فأصبح يوسف يقرأ في كتب التاريخ ليكتشف هذا الشيء الغامض بمساعدة سوسن، فيبدأ الشيء الغامض اللعبة مع يوسف وتبدأ المعاناة النفسية له في كل مرة يزوره فيها الشيء، وتنتهي حياته على يد سوسن التي اختفت طويلًا.[١]


السمات الفنية في رواية صانع الظلام

بعد قراءة رواية صانع الظلام يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٦]

  • تعدّد الأمكنة بما يتوافق مع طبيعة السرد.
  • استخدام لغة تقريرية مباشرة خالية من الشعرية والزخرفة اللفظية.
  • اللجوء إلى الوصف الذي ساهم في تجسيد الشخصيات وتوضيح أبعادها.


ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من روايات الرعب: رواية ابتسم فأنت ميت، رواية فرانكشتاين في بغداد.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ أسماء فراج، المكان في رواية صانع الظلام.pdf بنية المكان في رواية صانع الظلام، صفحة 22. بتصرّف.
  2. فاطمة الزهراء بلقليل، أزهار بطاش، معالم الفانتازيا في رواية صانع الظلام، صفحة 105. بتصرّف.
  3. فاطمة الزهراء بلقليل، أزهار بطاش، معالم الفانتازيا في رواية صانع الظلام، صفحة 88. بتصرّف.
  4. ^ أ ب فاطمة الزهراء بلقليل، أزهار بطاش، معالم الفانتازيا في رواية صانع الظلام، صفحة 68. بتصرّف.
  5. فاطمة الزهراء بلقليل، أزهار بطاش، معالم الفانتازيا في رواية صانع الظلام، صفحة 110. بتصرّف.
  6. أسماء فراج، المكان في رواية صانع الظلام.pdf بنية المكان في رواية صانع الظلام، صفحة 24. بتصرّف.