من الممكن أن تُصنّف رواية في ممر الفئران لمؤلفها الروائي المصري أحمد خالد توفيق ضمن قائمة روايات الخيال العلمي وأدب الديستوبيا، حسب ما ورد عن مجموعة من النقاد والباحثين، وقد استطاعت هذه الرواية أن تحصد اهتمامًا واضحًا من القراء والدارسي، لذا قدمنا في هذا المقال تحليلًا موجزًا لها.


تحليل رواية في ممر الفئران

أراد الكاتب أحمد خالد توفيق من خلال روايته هذه استشراف الواقع الاجتماعي والسياسي لبلاده وللبلاد العربية عمومًا والنتائج المترتبة على هذا الواقع، وذلك من خلال المزج بين الواقع والخيال،[١] وللإيضاح أكثر تم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الدكتور أيمن رحيم في قراءة نقدية لهذه الرواية فإنّ العنوان "في ممر الفئران" جاء مناسبًا وموافقًا لمضمونها الديستوبي؛ أي أدب المدينة الفاسدة؛ إذ إنه يحمل دلالات ويوحي بالحياة المظلمة والضيقة التي ستعيشها شخصيات الرواية، وما يعتريهم فيها من خوف وقلق.


المكان

تدور الأحداث في رواية "في ممر الفئران" في عالمين متوازيين ومختلفين؛ العالم الأول واقعي وهو المجتمع المصري دون تحديد مكان معين فيه، أما العالم الآخر فهو وهمي ومن وحي الخيال، وهو "ممر الفئران" أو عالم الظلام كما يمكن أن يُطلق عليه، وقد كان للمكان دور مهم وواضح في خدمة الفكرة التي أراد الكاتب التعبير عنها.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في هذه الرواية بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كالآتي:[٢]

  • الشرقاوي: يعد الشخصية المحورية في الرواية، وهو رجل من الطبقة الوسطى في المجتمع المصري، لكنه ضعيف وعاجز، ويعاني من كثرة التفكير وفقدانه الرغبة والهدف، مما يجعله في قلق دائم.
  • رامي المليجي: هو طالب جامعي يدرس في كلية العلوم قسم الجيولوجيا، وهو مثل الشرقاوي يعيش أزمة وجودية، ولا يدري أين هو سائر في حياته.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في هذه الرواية بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كالآتي:[٢]

  • فاتن: هي زميلة رامي في الجامعة، تتعرض للأذى من قِبَل أستاذها الدكتور مصطفى، ويكون رامي شاهدًا على ذلك، ومن هنا تبدأ علاقتهما معًا.
  • الدكتور مصطفى: هو أستاذ جامعي، يمارس أفعالًا غير أخلاقية مع فاتن، وتحدث معه الكثير من التطور يتحول بعدها إلى صديق لرامي.
  • عائلة رامي: وهم علاء وعلياء وعزة، ولكل منهم شخصية تميزه عن الآخر يأتي الكاتب على وصفها بين صفحات الرواية.


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب قصة الشاب الشرقاوي الذي يعمل مهندسًا وهو بصورة عامة شخص ناجح ومن الطبقة الوسطى، لكنه يعيش أزمة وجودية فلا يعرف معنى لحياته ولا يشعر بالراحة في أي شيء يفعله، كما يشعر بأنّه غير مؤثر، فيلجأ إلى تناول أقراص منومة هربًا من واقعه، ويتعرض إثر ذلك لغيبوبة تُدخله المستشفى، ويعجز الأطباء عن معرفة أسباب حالته؛ فجميع أجهزة جسده حيوية وتعمل بكفاءة، ومن هنا ينتقل الكاتب إلى عالم آخر؛ أي ممر الفئران أو عالم الظلام.[٢]


تشكل عالم الظلام نتيجة اصطدام نيزك بكوكب الأرض أدى إلى حجب أشعة الشمس عنه وعيش الناس في ظلام دامس، وقد حدث تحوّل في الكثير من الأشياء وفي طبيعة الحياة، وفي هذا العالم يُقحم الكاتب شخصيات أخرى، ويحكي ذكرياتها في عالم النور، ويصف كيف أنّ الشرقاوي أصبح من رعايا أرض الظلام، ويلتقي بالشاب رامي، وتبدأ مغامراتهما معًا وينضمان إلى جماعة "الضوئيين أو النورانيين"، وهم قلّة تمرّدت على حُكّام عالم الظلام.[٢]


العقدة

يحكم أرض الظلام مجموعة من ذوي النفوذ، وقد سكنوا أعلى قمم جبال الهملايا ليتمتعوا بالضوء وبأشعة الشمس وبالحياة الطبيعية، ويمارسون سلطتهم الظالمة على سكان أرض الظلام ويحاولون إقناعهم بأنّ النور نقمة والظلام هو النعمة وقدرهم المحتوم، فتستمرّ الصراعات بين هاتين الطبقتين.[٢]


الحل

يخوض الشرقاوي ورامي مع جماعة النورانيين أو الضوئيين مغامرة خطرة نحو قمم جبال الهملايا من أجل الثورة على الحكّام والانتقال إلى عالم النور أو إعادة النور إلى الأرض، لتكون النهاية مفاجئة ومختلفة.[٢]


خصائص رواية في ممر الفئران

يُلاحظ أنّ رواية في ممر الفئران تتسم بمجموعة من السمات والخصائص الفنية، يُذكر منها ما يأتي:

  • كثرة الإسقاطات في الرواية على الواقع المُعاش.
  • اختيار أسماء الشخصيات في الرواية بمهارة ومن أجل غاية فنية، فمعظم الشخصيات تحمل دلالات على وظيفتها في الرواية.
  • الدقة في الوصف والتعبير عن الأحداث.
  • إبراز الثنائيات الضدية في الكثير من مواضع الرواية.
  • المزج بين الواقع وبين أدب المدينة الفاسدة وأدب نهاية العالم.
  • تضمين الحوار في الرواية، وقد كان له دور فعال في بنائها العام.
  • استخدام لغة سردية عجيبة فيها من البلاغة الشيء الكثير.


ولقراءة تحليل المزيد من روايات أدب الديستوبيا: رواية يوتوبيا.

المراجع

  1. أسماء شنقار، الرواية الدستوبية المصرية مظاهرها ولغتها، صفحة 48. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ أسماء شنقار، الرواية الدستوبية المصرية مظاهرها ولغتها، صفحة 61-64. بتصرّف.