تندرج رواية غادة كربلاء لمؤلفها اللبناني جرجي زيدان ضمن الروايات التاريخية، ويُشار إلى أنّها حازت على عناية واضحة من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية غادة كربلاء

حاول الكاتب جرجي زيدان في هذه الرواية تصوير الصراع الذي جرى في عصر بني أمية، وقد بدا حرصه على سرد الأحداث التاريخية كما هي مع إضفاء الموضوع الغرامي كعنصر تشويق للقارئ،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُشار إلى أنّ الكاتب جرجي زيدان قد اختار لروايته هذه "غادة كربلاء" عنوانًا يدلّ على موضوعها ويحمل دلالات وأبعاد تاريخية، وفي الوقت نفسه يُشير إلى الجانب العاطفي فيها، وهذا ما يُبين مدى الترابط بين العنوان والمضمون.[٢]

المكان

وفقًا للطبيعة التاريخية لرواية "غادة كربلاء" فقد تعددت الأماكن الواردة فيها وتنوعت، وتمثلت بـ "دير خالد" في دمشق، و"المدينة"، و"الكوفة"، و"البصرة"، و"سهل كربلاء"، و"دير بحيراء"، وبصورة عامة تقسم الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل الغابات والبحار) وأخرى مغلقة (مثل البيوت والغُرَف).[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية غادة كربلاء بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٤]

  • سلمى.
  • عبد الرحمن.
  • عامر.
  • يزيد بن معاوية.
  • الحسين.
  • عبد الله بن زياد.
  • شمر ابن ذي الجوشن.
  • عبد الله بن الزبير.
  • مسلم بن عقيل.
  • السيدة زينب.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية غادة كربلاء بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • عجوز القصر.
  • الشيخ النسّاك.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية ما بعد وفاة معاوية ومنح الخلافة لابنه يزيد بالرغم من أحقية الحسين بن علي بها، وتبدأ الرواية بقدوم ثلاثة أشخاص -هم سلمى وعبد الرحمن وعامر- في أحد الأيام إلى دير خالد في دمشق بهدف الانتقام للإمام علي وحجر بن عدي من جهة، إلى جانب الانتقام لآل البيت لأحقية الحسين بالخلافة من يزيد، والتقوا هناك بشيخ أشبه بالناسك المتعبد، وكان يتبعهم خطوة بخطوة شمر بن ذي الجوشن، وفور وصوله طلب من رئيس الدير عدم إخبار هؤلاء الثلاثة بأمر وجوده.[٥]


وفي صباح أحد الأيام استيقظ هؤلاء الثلاثة على صرخات في الدير، فعلموا بعدها أنّ يزيد قرر الخروج إلى الصيد برفقة عبد الله بن زياد، فسعى وراءه عبد الرحمن لينال منه ويخلص المسلمين من شره، واتفق مع سلمى وعامر على إرسال إشارة لهما يعرفون بها حاله، وبعد برهة من الزمن علما بالخطر الذي أحاط بعبد الرحمن بعد أن تتبع خطواته شمر وأوقعه في شباك يزيد، ويعود يزيد إلى الدير ليخبر سلمى عن رغبته بالزواج منها فتقبل بذلك.[٥]


تصل سلمى مع يزيد إلى قصره، وهناك تشهد محاكمة عبد الرحمن وإصدار أمر بسجنه، فقررت الانتقام من يزيد، لكنّ الخبر وصل إليه قبل أن تنفّذ انتقامها منها، فأراد التخلص منها نهائيًا بأمره لطبيبه بأن يضع لها السم، لكن عبد الله بن زياد طلب من الطبيب أن يضع مخدرًا بدلًا من السم، ليخرج هو وسلمى بعيدًا عن القصر، وفي الجانب الآخر من الأحداث استطاع عامر أن يُنقذ عبد الرحمن من السجن.[٥]


العقدة

استطاعت سلمى الهروب من عبد الله بن زياد، وقررت الالتحاق بركب الحُسين فشهدت موقعة كربلاء، ثم سارت مع السيدة زينب إلى دمشق، فأخبرتها سلمى بما جرى معها مع يزيد، فقررت السيدة زينب مساعدتها وإبعادها عن دمشق قبل أن يفتضح أمرها، وبالفعل خرجت سلمى من دمشق والتقت بالشيخ الناسك الذي أخذها إلى دير بحيراء، الذي انضمت سلمى إليه بوظيفة لخدمته، فكانت سعيدة بذلك واتخذت لنفسها اسم مريم.[٥]


الحل

في أحد الأيام يصل خبر إلى سلمى بأنّ يزيد يشدّ الرحال إلى حوران لكنّه سيمرّ بالدير الذي تعمل فيه أولًا، فاقترح عليها النايك أن تقتله وأعطاها ما يُسمى دواء الظلم، وعندما وصل يزيد إلى الدير وقع نظره على مريم فتذكر سلمى دون أن يدري أنها هي نفسها، وطلب من رئيس الدير أن تلتحق بخدمته، وكانت هذه فرصة ذهبية لسلمى لقتل يزيد والانتقام، فدسّت السم في كوب ماء طلبه منها ثم هربت بعيدًا مع الناسك.[٥]


بعد وصول الناسك ومريم إلى بناء خرب أخبرها أنه سيغيب عنها مدة من الزمن، ثم يعود إليها بخبر مقتل يزيد، وتلتقي مع عامر وعبد الرحمن ومعهما غلام آخر، وبعد ذلك يكشف الناسك لسلمى حقيقته بأنّه جدّها، ثم يغادر الحياة بعد دقائق، وبعد أيام تسير سلمى إلى مكة وتتزوج من عبد الرحمن وتعيش معه بهناء وسلام.[٥]


السمات الفنية في رواية غادة كربلاء

بعد قراءة رواية غادة كربلاء يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]

  • الإبقاء على الأحداث التاريخية كما هي، مع إدراج موضوع غرامي لتشويق القارئ.
  • اللجوء إلى التناص الأدبي والديني والتاريخي.
  • الاعتماد على تقنية الوصف في جزء كبير من الرواية، الأمر الذي ساهم في الكشف عن أعماق الشخصيات وأبعادها المختلفة.
  • تضمين الحوار في الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية وا إسلاماه، رواية سيرة شجاع.

المراجع

  1. ^ أ ب ت كلثوم بقريش، ملامح الرواية التاريخية عند جرجي زيدان، صفحة 67. بتصرّف.
  2. عبد الله الخطيب، الفضاء التاريخي في الرواية التاريخية، صفحة 5. بتصرّف.
  3. كلثوم بقريش، ملامح الرواية التاريخية عند جرجي زيدان، صفحة 52. بتصرّف.
  4. ^ أ ب كلثوم بقريش، ملامح الرواية التاريخية عند جرجي زيدان، صفحة 37. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح كلثوم بقريش، ملامح الرواية التاريخية عند جرجي زيدان، صفحة 69. بتصرّف.