تعد رواية وا إسلاماه لمؤلفها المصري علي أحمد باكثير من الروايات التاريخية الإسلامية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمد عباس عرابي في قراءته التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية وا إسلاماه

غطى علي أحمد باكثير في هذه الرواية فترة حافلة ومهمة من تاريخ الأمة الإسلامية، وهي فترة انتقال الحكم من الأيوبيين إلى الممالك وغزو التتار لبلاد الإسلام، ساردًا لقصة قطز ومحاربته لهم،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُشار إلى أنّ عنوان الرواية "وا إسلاماه" قد جاء مرتبطًا بالإطار العام لها بوصفها رواية من الأدب الإسلامي، فقد اختاره الكاتب واقتبسه من صرخة أطلقتها بطلة الرواية في المرحلة الحاسمة من الأحداث، لذا أعطى هذا العنوان لمحةً للقارئ على أنها رواية إسلامية ترصد فترةً من تاريخ أمة الإسلام.[٢]


المكان

تدور الأحداث في رواية وا إسلاماه بين عدد من الأماكن تبعًا لطبيعتها التاريخية والأحداث التي تغطّيها، وقد تمثّلت بـ (غزنة التي تقع الآن في أفغانستان)، و(لاهور ونييسابور في الهند)، مرورًا بـ (دمشق)، وانتهاءً بـ (القاهرة).[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية وا إسلاماه بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٤]

  • محمود بن مدود "قطز".
  • جلنار/ جهاد.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية وا إسلاماه بين عدد من الشخصيات الثانوية، منها ما يأتي:[٤]

  • جلال الدين.
  • الأمير ممدود.
  • شجرة الدر.
  • عز الدين بن عبد السلام.
  • الظاهر بيبرس.


الأحداث الرئيسية

يتناول الكاتب في هذه الرواية قصة "قُطز" وتبدأ الأحداث قبل ولادته بالحديث عن جلال الدين بن خوارزم شاه وهو يعدّ العُدّة لمحاربة التتار بمساعدة زوج أخته الأمير ممدود، ويطلب جلال الدين من أحد المُنجّمين رأيه بنتيجة المعركة، فيُخبره أنّ النصر سيكون له وسيأتي صبي من أسرته ينتصر على التتار أيضًا ولو بعد حين، وقد كانت زوجته حاملًا وكذلك أخته، فتُنجب أخته ذكرًا وزوجته أنثى.[١]


تبدأ المعركة على التتار ويعود منها جلال الدين منتصرًا، لكن زوج أخته يُقتل فيها، وبعد ذلك تحدث معركة أخرى بين جيش التتار وجلال الدين الذي يتخلى عنه معظم جيشه، فيهرب جلال الدين ويواجه بعد ذلك مواقف تُفقده عقله ويُقتل وحيدًا، أما ابنته "جلنار" وابن شقيقته "محمود" يُختطفان ويُباعان في سوق العبيد، لتبدأ بعد ذلك قصة "محمود/ قُطُز" الذي تنبأ له المنجم أنه سيحكم مصر ويغلب التتار.[١]

العقدة

ينتقل قطز إلى مصر ويصبح رسولًا لعز الدين أيبك عند شجرة الدر، وهناك يلتقي بابنة خاله "جلنار" ويتزوجا، وبعد سلسلة من الأحداث يتم تعيين قطز نائبًا لملك مصر ابن المعزّ، ويصله خبر أنّ التتار يُعدون العدة لغزو مصر فيعزل ابن المُعزّ ويجهز الجيش لمواجهتهم.[١]


الحل

يواجه قطز التتار في ملحمة عظيمة عرفت بموقعة "عين جالوت" تُقتَل فيها زوجته "جلنار" وينتصر فيها قطز ويُنظم أمور البلاد في منطقة الشام، وفي طريق عودته إلى مصر يحاول بيبرس قتله فتصيبه السهام، ويستهجن قطز هذا الاعتداء ويكشف لبيبرس نيّته في توليته السلطنة، فيندم بيبرس على ذلك، لكن قطز يسامحه ويطلب من رجاله أن يولوه حكم مصر، ثم تصعد روحه إلى خالقها.[١]


السمات الفنية في رواية وا إسلاماه

بعد قراءة رواية وا إسلاماه يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٥]

  • سرد أحداث الرواية بأسلوب واضح وبسيط.
  • تضمين الحوار في الرواية بأسلوب متميز، واستخدام لغة فصحى قوية تناسب شخصيات الرواية.
  • توجيه القارئ بأسلوب غير مباشر.
  • الجودة في وصف المعارك وما يحدث فيها.
  • حُسن تصوير الأماكن الوارد ذكرها في الرواية.
  • التأثر بمبادئ الإسلام ومعانيه.
  • الاقتباس من القرآن الكريم والشعر العربي القديم.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية الإسلامية: رواية عمالقة الشمال، رواية ثلاثية غرناطة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عبد الله الخطيب، روايات أحمد علي باكثير دراسة في الرؤية والتشكيل، صفحة 31. بتصرّف.
  2. محمد علي غوري، علي أحمد باكثير دراسة من خلال رواية وا إسلاماه، صفحة 20. بتصرّف.
  3. عبد الله الخطيب، روايات علي أحمد باكثير دراسة في الرؤية والتشكيل، صفحة 129. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد علي غوري، علي أحمد باكثير دراسة من خلال رواية وا إسلاماه، صفحة 8. بتصرّف.
  5. محمد علي غوري، علي أحمد باكثير دراسة من خلال رواية وا إسلاماه، صفحة 11. بتصرّف.