تعد رواية عو لمؤلفها الأردني إبراهيم نصر الله من الروايات الواقعية والرمزية، وفقًا لما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته النقدية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدرسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية عو

وفقًا لما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته النقدية لهذه الرواية يُشير إبراهيم نصر الله إلى الضغوطات والعقوبات التي قد تُمارس على أيّ كاتب، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

جاء عنوان هذه الرواية "عو" مباغتًا لوعي المتلقي ويثير اهتمامه قبل أن يغوص في النص الروائي، وتكمن أهمية هذا العنوان في ثرائه الدلالي؛ إذ يتجاوز معناه التقليدي المعروف ويصبح مصدرًا لإنتاج الخوف والرعب.[١]


المكان

جاء المكان في رواية "عو" بلا اسم يُميّزه، فما ذُكر على لسان الجنرال كان لفظ "المدينة" فقط، وفي هذا المكان تشكّلت بقية الأماكن الواردة في الرواية (مثل ضاحية الغابة ومركز الاستخبارات)، وقد تعرضت هذه المدينة الموسومة بالعجائبية لعوامل تغيير عدّة.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية عو بين عدد من الشخصيات الرئيسية، حسب ما ورد عن النقاد والباحث حبيب بولس في قراءته التحليلية لهذه الرواية وغيره من الدارسين، وهي:[٣]

  • أحمد الصافي: هو صحفي بسيط ومثقّف، ويكتب القصص بطريقة مبدعة، ويُشار إلى أنه ينتمي إلى طبقة فقيرة، وقد نالت قصصه وكتاباته شهرة واسعة وكان لها تأثير كبير في القرّاء.
  • الجنرال: هو المسؤول عن المدينة في الرواية، وقد كان ظالمًا ومتسلطًا، ولا يؤمن بغير السلاح والقوة والحرص على التقاليد والفعالية والتكنولوجيا الحديثة والتعذيب.
  • سعد: ترمز هذه الشخصية إلى ما كان يتمناه أحمد ولم ينجح فيه.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية عو بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٣]

  • مساعد الجنرال الخاص.
  • زوجة أحمد الصافي.


الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإنها تُبنى على المزاوجة بين صورتين؛ صورة كلب ضالّ يُروّض ليحرس بيت الجنرال خلال بنائه، وصورة صحفي بسيط عادي يتطور بفضل خدمته للجنرال ليصبح رئيسًا للتحرير في صحيفة يومية، ويكتشف الجنرال خطورة كتابات أحمد التي كانت الدافع لعملية مقاومة ناجحة يقوم بها شابّ اسمه سعد مع عدد من الرفاق تهدد أمن الجنرال، وخوفًا على أمنه تبدأ عملية ترويض أحمد.


العقدة

حسب ما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته التحليلية لهذه الرواية يحدث الصراع داخل أحمد الصافي؛ بينه وبين ضميره وبين حاضره وماضيه، فمن جهة يشعر أحمد بعجزه أمام سلطة الجنرال وأساليبه الذكية، كما يشعر بانقطاعه عن قُرّائه وعمّا كانوا يتوقعونه منه، لكن من جهة أخرى يشعر أنّه بحاجة لما يقدمه له الجنرال من منصب ومال وبيت وسيارة وحياة هادئة آمنة.


الحل

حسب ما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته التحليلية لهذه الرواية يصبح أحمد الصافي من أتباع الجنرال، إذ فقد براءته ولم يعد قادرًا على رؤية البراءة حتى في زوجته وابنه، وبعد سقوط أحمد صار الجنرال بالنسبة له كل شيء، واحتلّ الجنرال أحمد واحتل بيته أيضًا.


السمات الفنية في رواية عو

يُشار إلى أنّ رواية عو تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الناقد والباحث حبيب بولس في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • شحن الشخصيات الواردة في الرواية بالرموز والإيحاءات.
  • المزاوجة بين تقنيتين زمانيتين؛ الزمن الحاضر، والزمن الماضي.
  • الموازنة بين الخطابين التاريخي والروائي.
  • استخدام لغة موضوعية في السرد.
  • اللجوء إلى الصور العامية في لغة الحوار.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الرمزية: رواية مزرعة الحيوان، رواية رحلة ابن فطومة.

المراجع

  1. مرشد أحمد، رواية عو&source=bl&ots=vhtXW6HJuy&sig=ACfU3U2ApGZZt4ymKBLf84NQWsUaqnbfzg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiWgZGbz4DyAhWtgv0HHVPRB-I4FBDoATAJegQICBAD#v=onepage&q=تحليل رواية عو&f=false البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصر الله، صفحة 177. بتصرّف.
  2. مرشد أحمد، رواية عو&source=bl&ots=vhtXW6HJuy&sig=ACfU3U2ApGZZt4ymKBLf84NQWsUaqnbfzg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiWgZGbz4DyAhWtgv0HHVPRB-I4FBDoATAJegQICBAD#v=onepage&q=تحليل رواية عو&f=false البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصر الله، صفحة 167. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مرشد أحمد، رواية عو&source=bl&ots=vhtXW6HJuy&sig=ACfU3U2ApGZZt4ymKBLf84NQWsUaqnbfzg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiWgZGbz4DyAhWtgv0HHVPRB-I4FBDoATAJegQICBAD#v=onepage&q=تحليل رواية عو&f=fals البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصر الله، صفحة 60. بتصرّف.