تحليل رواية صمت الفراشات

تصنف رواية صمت الفراشات للكاتبـة الكويتيـة ليلى العثمان من ضمن الروايات النسوية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النُقّاد والدارسين ومن القُرّاء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم تحليلًا مُفصّلًا لها.^[١]

تحليل رواية صمت الفراشات

تُشير الكاتبة في هذه الرواية إلى المعاناة التي تعيشها المرأة الكويتية بدءًا من بيت الطفولة، لتستمر معها بين أفراد المجتمع وفي بيت الزوج،^[١] ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب حاتم الصكر في قراءته لهذه الرواية يوحي عنوان العمل "صمت الفراشات" للقارئ بأن الكاتبة تحاول الكشف عن الصمت المنسوب إلى النساء المُعبَّر عنهنّ بالفراشات، والمحفوف بعوامل الخوف والسيطرة الذكورية، أما لفظ (الفراشات) فيُحيل القارئ إلى النساء بأكثر من دلالة لغوية ونفسية.

المكان 

تدور أحداث الرواية في "الكويت"، وكثيرة هي الأمكنة التــي ورد ذكرها فيها، وقد جاءت على قسمين، أمكنة مغلقـة مثل: البيت، والقصر، وأخرى مفتوحة، مثل: الشارع، والساحات والبحر.^[٢]

الشخصيات الرئيسية

دارت أحداث رواية صمت الفراشات بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:^[٣]

• نادية: تعدّ الشخصية الرئيسية في الرواية، وقد جسدت الفتاة التي تروي ولا تصمت خلافًا لأمها التي تصمت.
• زينب: هي والدة نادية، امرأة حلبية تـزوجت من محسـن الشاب الكويتي وهي في عمر سبعة عشر عامًا.
• محسن: هو والد نادية، يمارس سلطته المستمدة من مجتمع الذكورة على ابنته ناديـة، ويجبرها على الزواج من نايف العجوز.
• نايف: هو رجل عجوز من الكويت، أُجبرت نادية على الزواج منه.

الشخصيات الثانوية

دارت أحداث رواية صمت الفراشات بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٤]

• عائشة.
• فيصل.
• إيمان.
• عطية.
• الأستاذ جواد.
• الخادمة جورجيت.

الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الكاتب عادل الأسطة في قراءته التحليلة لهذه الرواية تدور الأحداث رواية حول نادية التي تنتمي إلى أب كويتي اسمه، وأم حلبية اسمها زينب، وكان محسن قد تعرف إلى زينب في زيارة قام بها إلى الشام، وقد وافق محسن على أن يزوج ابنته نادية من رجل كويتي متزوج ولديه أبناء، بالإضافة إلى الفرق الكبير في السن، فهو في الستين من العمر، ونادية ابنة سبعة عشر عامًا تقريبًا، ولم تمانع والدة نادية من زواج ابنتها من ذلك العجوز، فإذا مات سترثه ابنتها بما أنه رجل غني ولديه قصر كبير، وبعد ذلك يقع عطية في حب مع نادية، ويطلب منها أن تصمت ولا تُخبر أحدًا بما بينهما.

العقدة 

وفقًا لما ورد عن الكاتب عادل الأسطة في قراءته التحليلة لهذه الرواية تحاول نادية الهرب من قصر العجوز الذي سجنت فيه، في لحظة انشغال الجميع هناك، فتركب سـيارة أجـرة تنقلها إلـى بيت أهلها، لكنّ نايف العجوز يلقها ويهددها، فيقف والدها ووالدتها إلى جانبها بعد أن سـردت معاناتهـا مـع نـايف وأعوانه، فيصاب العجوز بجلطة ويموت، وهكذا ترث نادية القصر ومال الزوج، وتقرر أن تتعلم في الجامعة، وفيها تتعرف إلى الأستاذ جواد، الذي يحاول الزواج منها بالسر، لكنها ترفض عرضه بشدة، وتوافقها أمها الرأي كذلك.

الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتب عادل الأسطة في قراءته التحليلية لهذه الرواية تميل نادية في النهاية إلى عطية، لكن المجتمع رغم أنّ سيده أعطاه حريته يظل ينظر إلى عطية على أنه عبد، وتنسى نادية ما فعله عطية بها ليلة عرسها، وتسامحه ولا تحقد عليه، وتعطيه شقة، وتطلب منه أن يتعلم، كما توظفه في شركتها، ولا تمانع من أن يكون زوجها، وهي التي عرضت عليه أن تزوّجه من امرأة أخرى، لكن ذلك كله كان محطّ رفض والدة نادية وشقيقها، إذ يستغربان من زيارتها له في شقته وتصرفاتها معه، فالعبد يُنادى ويطيع فقط، إلا أنّ المفاجأة تكون أن عطية هو الذي يرفض الزواج من نادية.

السمات الفنية في رواية صمت الفراشات

اتسمت رواية صمت الفراشات بعدد من الخصائص والسمات، يُذكَر منها ما يأتي:^[٥]

• جاء السرد في رواية صمت الفراشات باللغـة الفصـحى، أمـا لغـة الحـوار فقـد يلحظ القارئ وجود بعض الألفاظ العامية فيه على نحو لافت.
• تكشف الرواية عن معاناة المرأة على امتداد خط السرد.
• السعي إلى تنمية قدرات القارئ على تفسير الظواهر الاجتماعية، وتشكيل رؤية جديـدة لما يحياه فــي الواقــع.
• تجسد الرواية لونًا مميـزًا مـن ألوان الحلـم وهـو حلـم اليقظـة عنـد المـرأة الـذي يتحقـق بفعل الرجل، وكشف ذلك من خلال تفاعل بعض الأدوات والأساليب الفنيـة، مثـل: اللغـة، والمكان، والزمان بأنواعــه وأبعاده ودلالاته.
• التحكم بالزمن، وفقًا لحالات نادية النفسـية وهي تحت القهر فـي القصر.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات: رواية اسمي سلمى، رواية فلتغفري.