توصَف رواية اسمي سلمى لمؤلفتها الأردنية البريطانية فادية فقير بأنها من النصوص ما بعد الحداثية، وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سعاد العنزي في قراءتها النقدية لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين ونالت اهتمامًا من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية اسمي سلمى
وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سعاد العنزي في قراءتها النقدية لهذه الرواية فقد حاولت فادية الفقير في هذا العمل الأدبي التعبير عن إشكالية "الأنا" و"الآخر" في بلاد الغُربة دون أن تغلب طرفًا على آخر، راصدةً ليوميات المغترب وحياته، ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
حسب ما ورد عن الكاتبة والناقدة سعاد العنزي في قراءتها النقدية لهذه الرواية فقد أشارت الكاتبة فادية فقير في العنوان "اسمي سلمى" إلى الشخصية الرئيسية والمحورية في روايتها، مؤكّدة من خلال هذا التعبير عن إصرار البطلة على العودة إلى ذاتها الحقيقة وعدم التلوّن بألوان مُغايرة ليست لها، كما يُلاحظ مدى ارتباط هذا العنوان بالفكرة التي تريد الكاتبة طرحها في هذا العمل الأدبي.
المكان
حسب ما ورد عن الكاتبة والناقدة سعاد العنزي في قراءتها النقدية لهذه الرواية تدور الأحداث في مكانين رئيسين، هما: قرية "الحمى" في الأردن، ومدينة "إكستر" في بريطانيا، وقد عبّرت الكاتبة عن حال البطلة في كلا المكانين بموضوعية مبينةً أثر كل منهما في حياتها.
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية اسمي سلمى حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم حاج عيدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:
- سلمى/ سالي آشر: هي فتاة عربية اسمها بالكامل سلمى إبراهيم الموسى، تعيش قصة حب محرّم تؤدي إلى إنجابها بعلاقة غير شرعية، فتصبح وصمة عار لأسرتها، وعندما تخرج من وطنها تتخفى باسم سالي آشر.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية اسمي سلمى بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة لهذه الرواية، وهي:
- حمدان.
- محمود.
- والد سلمى.
- والدة سلمى.
- بارفين.
- جون.
- نورا.
- إليزابيث.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم حاج عيدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول حياة سلمى العفوية في قرية "الحمى" الأردنية، إذ كانت ترعى الماعز وتقفز بين أشجار الزيتون وتسبح في مياه النبع، لكن هذه الحياة البسيطة يُعكّر صفوها الحب المحرم الذي جمع بين سلمى وحبيبها حمدان، إذ تُصبح سلمى وصمة عار بعدما أصبحت حاملًا قبل الزواج لتتحطم أحلامها وتنقلب حياتها رأسًا على عقب، فتدخل إلى السجن لحمايتها قبل أن يفتضح أمرها، وهناك تلد طفلتها التي تُخطف منها على الفور، ومن هناك تُهرَّب سلمى إلى أحد الأديرة في لبنان، ثم تنتقل إلى قبرص حتى تصل في النهاية إلى مدينة "إكستر" في بريطانيا.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم حاج عيدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية في بريطانيا تتعلّم سلمى طبيعة الحياة الاجتماعية الإنجليزية، ثم تستقر وتتزوج من جون الإنكليزي، وتنجب طفلًا تسميه عمران، لكن هذه الحياة الغريبة عنها لا تمنحها الأمان، ولا تستطيع أن تُنسيها ابنتها التي تركتها هناك في البعيد، فتقرر أن تعود إلى وطنها بحثًا عن ابنتها.
الحل
وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم حاج عيدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تعود سلمى بالفعل إلى بلدها بالرغم من إدراكها خطورة ذلك بعد مرور عشرين عامًا، فتكتشف أن شقيقها محمود الذي كان يريد قتلها غسلًا للعار قد قتل ابنتها برميها في بئر عميقة، وقد مات والد سلمى حزنًا عليها وفقدت والدتها بصرها، فتزور سلمى قبر ابنتها لم ترها ولم تعرفها، وهناك يُعلن محمود انتصاره وغسله للعار بعد أن قتل شقيقته سلمى بعد كل تلك السنوات.
الخصائص الفنية في رواية اسمي سلمى
يُشار إلى أن رواية اسمي سلمى تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتبة كفى الزعبي في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- تناوب الأمكنة والأزمنة في الحضور في المتن الروائي.
- استخدام لغة شاعرية وبسيطة تتمتع بجمالية عالية في سرد أحداث الرواية.
- تضمين الرواية العديد من الرموز والإيحاءات.
- اتجاه أسلوب الرواية نحو تيار الوعي المتدفق.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تناولت موضوع الغربة: رواية غربة الياسمين، رواية شرقية في باريس.