تحليل رواية غربة الياسمين

تعد رواية غربة الياسمين لمؤلفتها الكاتبة التونسة خولة حمدي إحدى الروايات التي مزجت بين الواقع والخيال بين طياتها وفقًا لما ورد عن عدد من النقاد والدارسين، وقد حظيت باهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا موجزًا لها.

تحليل رواية غربة الياسمين

تقدم الكاتبة خولة حمدي في هذه الرواية جدلية الأنا والآخر من الناحية العقدية والدينية؛ إذ حاولت إظهار الأزمة العقدية التي تعانيها الذات المسلمة،^[١] وللتوضيح أكثر تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كما يأتي:

العنوان

جاء عنوان الرواية "غربة الياسمين" لافتًا وجاذبًا ومحملًا بمعانٍ ودلالات عدة تفتح آفاق القارئ حول الإطار العام للرواية، فلفظ "الغربة" قد يكون معناه غربة الجسد أو غربة الروح، أما "الياسمين" فهي زهرة بيضاء لها رائحة زكية، وهي دلالة على الشخصية الرئيسية في الرواية التي كانت تشبه تلك الزهرة وظروفها لم تكن مواتية لتعيش كما يجب.^[٢]

المكان

تدور أحداث رواية "غربة الياسمين" في عدة أماكن، وهي فرنسا وعاصمتها باريس، ومصر، وتونس، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة مثل المدينة وأخرى مغلقة مثل الغرفة، والفندق.^[٣][٤]

الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في الرواية بين مجموعة من الشخصيات الرئيسية، وهي كالآتي:^[٥]

• ياسمين: تعد الشخصية المحورية والمحركة للأحداث في الرواية، سافرت إلى فرنسا من أجل استكمال متطلبات رسالة الدكتوراه في التربية النفسية، وقد عانت هناك من العنصرية.
• رنيم: هي محامية من مصر، كانت تسكن في الشقة نفسها مع ياسمين، وقعت في علاقة حب مع ميشيل لكنها انتهت نهاية فاشلة، فانتقلت إلى باريس بحثًا عن عمل.
• عمر رشيدي: هو شاب تونسي دخل إلى السجن بتهمة تفجير الشركة، وكان يُنظَر إليه من قِبَل الغرب على أنه شخص إرهابي.

الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في الرواية بين مجموعة من الشخصيات الثانوية، وهي كالآتي:^[٥]

• لورا: هي فتاة فرنسية، وقعت في حب شاب مسلم اسمه هيثم، لكنه تركها لميله نحو ياسمين.
• نادر: هو شخص من الجزائر، كان دائمًا في حالة فرار وهرب؛ كونه كان يمتهن السرقة.
• سامي كلود: اسمه الحقيقي عبد القادر، وهو والد بطلة الرواية ياسمين، لكنه كان مهملًا لها.
• إيلين: هي زوجة والد ياسمين، لديها ولدان هما ريان وسارة.
• زهور.
• ميساء.
• هيثم.
• باتريك كلود.
• كارولين.

الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الناقد والباحث أحمد الجبلي في قراءته النقدية لهذه الرواية تسرد الكاتبة حال المسلمين في البلاد الغربية وما قد يتعرضون له من عنصرية، من خلال قصة الفتاة التونسية المثقفة والواعية "ياسمين" التي تذهب إلى فرنسا لاستكمال رسالتها الدكتوراه وتمكث هناك عند والدها وزوجته، وتلتقي أيضًا بالدكتور عمر وتتبادل معه نقاشات ثقافية ختلفة.

إلى جانب قصة الفتاة المصرية المنفتحة "رنيم" التي تقع في حب شاب فرنسي كانت قد تبرعت له بكليتها، لكنّه يرفض أن تُكلل علاقتهما بالزواج ويريدها صديقة فقط، فتنتهي العلاقة بينهما وتذهب رنيم إلى باريس بحثًا عن عمال ومكان للمبيت فيه، وفي هذا المجتمع الغربي تتعرض الكاتبة لما عانته الفتاتان، ومع تتطور الأحداث تلتقي رينم بياسمين وتتكون بينهما صداقة وطيدة، وتحاول ياسمين التأثير إيجابًا برنيم.

العقدة

وفقًا لما ورد عن الناقد والباحث أحمد الجبلي في قراءته النقدية لهذه الرواية تُرفض رسالة الدكتوراه التي قدمتها ياسمين بسبب حجابها، فيتدخل والدها ويكون وسيطًا مع إحدى الشركات لقبولها، وتُحاك خطة من أجل تزويج ياسمين بالشاب هيثم الذي كان واقعًا بحب فتاة فرنسية، وفي المقابل يُتهم الدكتور عمر بأنه المسبب للانفجار العنيف الذي حدث في الشركة التي يعمل بها وراح ضحيته عدة أشخاص.

الحل

وفقًا لما ورد عن الناقد والباحث أحمد الجبلي في قراءته النقدية لهذه الرواية تؤثر الشركة التي تبنت رسالة الدكتوراه سلبًا على حياتها، وتتعرض للعنصرية من المسؤول عنها فقط لكونها فتاة مسلمة، أما رنيم فتتولى مهمة الدفاع عن الدكتور عمر لإيمانها ببراءته وإعجابها بشخصيته وثباته، كما يكون عمر حلقة الوصل بين رنيم وياسمين التي كانت تلتقيه في السابق دون أن تعرف شيئًا عنه.

السمات الفنية في رواية غربة الياسمين

يُلاحظ أن رواية غربة الياسمين تتسم بمجموعة من السمات الفنية، منها الآتي ذكره:^[٦][٧]

• توظيف الوصف بصورة مكثفة في الرواية، خاصة وصف الأماكن والشخصيات.
• التنوع في التقنيات السردية والزمانية المستخدمة في هذا العمل الأدبي.
• تعدد الأصوات في الرواية؛ أي تعدد الرواة، وهذا يعد من تقنيات الحداثة في الرواية العربية.
• استخدام لغة عربية فصيحة واضحة ومفهومة للقارئ.
• توظيف الحوار بين الشخصيات بصورة واضحة بهدف كشف الكاتبة لوجهة نظرها من خلاله.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تمزج بين الواقع والخيال: رواية يوتوبيا، رواية حفلة التفاهة.