توصَف رواية فلتغفري لمؤلفتها السعودية أثير عبد الله النشمي بأنها رواية ذات بُعد أُنثوي كبير وتعبّر عن واقع المرأة العربية، وقد لاقت هذه الرواية اهتمامًا واضحًا من القراء ومن النقاد والدارسين، وفي هذا المقال تقديم لتحليل مفصّل لها.[١]


تحليل رواية فلتغفري

أثارت الكاتبة أثير عبد الله النشمي في روايتها هذه إشكالية الحب والوفاء، والانتماء وعدم الانتماء، والعطاء ونكرانه في ثنائية ضدية، كما عبّرت عن واقع المرأة وصراعها مع العادات والتقاليد، ويُشار إلى أنّ هذه الرواية تعدّ استكمالًا لرواية "أحببتك أكثر مما ينبغي"،[١] ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُلاحظ أنّ عنوان الرواية "فلتغفري" جاء مُختصرًا ومُشيرًا إلى الإطار العام للقصة والأحداث، كما يتضّح من خلاله أنّ هذه الرواية تُعرَض من وجهة نظر البطل السارد ردًّا على البطلة بكلمة واحدة تختصر الكثير من الأحداث بينهما.[٢]


المكان

تدور أحداث رواية "فلتغفري" في عدد من الأماكن، تتمثل بـ "كندا" التي كانت مكان الدراسة، و"الرياض" التي كانت موطن بطلي الرواية ومكان نشأتهما، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل) وأخرى مغلقة (مثل المقهى والبيت).[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية فلتغفري بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الباحثة وفاء لبلوبة في دراستها التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • جمانة: هي فتاة جميلة وخجولة تنحدر من أصول بدوية، تحبّ القراءة والمطالعة ومولعة بالكتابة، وهي تجمع في داخلها ما بين الرومانسية والإحساس المرهف والصلابة والقوة، وقد وقعت في حب عزيز وعاشت معه أحلامًا ورديّة.
  • عزيز: هو شاب متهور له علاقات عاطفية كثيرة، يمثل الشخصية المزاجية والأنانية والقوية في الوقت نفسه، كان حلمه الحصول على الجنسية الكندية.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية فلتغفري بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الباحثة وفاء لبلوبة في دراستها التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • صالح: هو والد عزيز رجل كبير في الخمسين من عمره، وفّر لابنه حياة مرتاحة بعد سفره إلى الخارج.
  • هيفاء: هي فتاة كويتية تعرف عليها عزيز قبل أن نعرّفه على جمانة، وقد كانت بسيطة بالرغم من بساطة ملامحها.
  • زياد: هو صديق عزيز وكان في خلاف دائم معه بسبب جمانة، كما أنّه شابّ مستقيم أخلاقيًا نوعًا ما.
  • ياسمين: هي فتاة كندية تعرف عليها عزيز وقرر الزواج منها للحصول على الجنسية الكندية، بالرغم من أنها أكبر منه سنًا، لكن ينتهي هذا الزواج ويحدث الطلاق.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الباحثة وفاء لبلوبة في دراستها التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول قصة جمانة وعزيز من المملكة العربية السعودية، حيث تعرّفا بالصدفة في كندا مكان دراستهما، وقد نشأت بينهما علاقة حب غير سويّة من جميع النواحي، فقد كان عزيز بالرغم من حبه لجمانة إلا أنّه مضطهدها ومستبدّ بحبها، وهي أحبّته وتعلّقت به بالرغم من إذلاله لها وإهانانته المستمرة.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الباحثة وفاء لبلوبة في دراستها التحليلية لهذه الرواية تتكرر أخطاء عزيز وإهاناته وخياناته لجمانة، لكنها تسامحه ويقرر عزيز الزواج منها فيعودان إلى الرياض لإخبار عائلتهما بالأمر.


الحل

وفقًا لما ورد عن الباحثة وفاء لبلوبة في دراستها التحليلية لهذه الرواية تتم خطبة عزيز وجمانة بحضور الأهل، لكن بعد مدة بدأ عزيز يشعر بأنه لا يريد الارتباط بها فيتركها ويغادر، وعندما عاد نادمًا على فعلته لم تستطع جمانة مسامحته، لتنتهي أحداث الرواية بقصة حب فاشلة تجرّعت مرارتها جمانة وحدها.


الخصائص الفنية في رواية فلتغفري

يُشار إلى أن رواية فلتغفري تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]

  • اشتمال الرواية على مقومات التجربة الروائية الناجحة.
  • الاعتماد على مختلف التقنيات السردية في مختلف عناصر الرواية.
  • التنويع في بناء الشخصيات الواردة في الرواية ما بين متغيرة وثابتة.
  • وصف الأبعاد المختلفة للشخصيات، الأمر الذي يساهم في الكشف عن جوهرها.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات ذات البعد الأنثوي: رواية أحببتك أكثر مما ينبغي، رواية عزوزة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت حميدة مقيرش، حميدة شبابحة، صورة المرأة السعودية من خلال رواية فلتغفري، صفحة 88. بتصرّف.
  2. حميدة مقيرش، إيمان شبابحة، صورة المرأة السعودية من خلال رواية فلتغفري، صفحة 92. بتصرّف.
  3. حميدة مقيرش، إيمان شبابحة، صورة المرأة السعودية من خلال رواية فلتغفري، صفحة 50. بتصرّف.