أشار معظم النقاد والدارسين للأدب العربي إلى أنّ رواية زينب لمؤلفها المصري محمد حسين هيكل تعدّ أول رواية عربية والبداية التأسيسية في الأدب العربي الحديث، لذلك حازت على اهتمام واضح من النقاد ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية زينب

قدّم محمد حسين هيكل في هذه الرواية وصفًا للريف المصري وحياة الفلاحين، عالج من خلاله موضوع الحب والزواج في المجتمع المصري من خلال نشوء علاقات الصداقة بين فئات الشباب، إلى جانب توضيح الفوارق الموجودة بين الطبقات الاجتماعية، [٢] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُشار إلى أنّ هذه الرواية أثارت اهتمام الدارسين والنقاد بدءًا من عنوانها (زينب مناظر وأخلاق ريفية)، وقد جاء العنوان مُمهدًا لما أراد الكاتب إيصاله؛ أي وصف الريف المصري وحياة الناس فيه من خلال عاطفة الحب.[٣]


المكان

تدور أحداث هذه الرواية في الريف المصري، ويُشير الدكتور معراج أحمد الندوي إلى أنّ محمد حسين هيكل اختار هذا المكان بالتحديد لما يمثله من أصالة الشخصية المصرية وعاداتها وتقاليدها، وهذا مما أراد المؤلف أن يوضحه خلال صفحات روايته هذه.

الشخصيات الرئيسية

دارت أحداث رواية زينب بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٤]

  • زينب: هي بطلة الرواية والشخصية التي تؤدي دورًا أساسيًا ومحوريًا في أحداثها، وهي فتاة مصرية جميلة تتعيش في إحدى القرى الريفية في مصر مع والدها وأخيها وأختها، تعمل في مزرعة السيد محمود وتتعرف على ابنه الشابّ (حامد) وتُعجب به.
  • حامد: يعدّ من الشخصيات المهمة في الرواية، وهو الابن الأكبر للسيد محمود، كان يحب البقاء في البلد وبين الناس، على عكس إخوته الذين كانوا يفضلون التنقل في المزارع، ويشار إلى أنّ حامد يُعجَب بجمال زينب وأخلاقها لكنه لا يتزوجها.


الشخصيات الثانوية

دارت أحداث رواية زينب بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • إبراهيم: هو أحد العاملين في مزرعة السيد محمود، وهو مسؤول عن الفلاحين وشؤونهم، يقع في حب زينب لكنه لا يتزوجها، وفي ما بعد يسافر للخدمة العسكرية تاركًا بصمته في حياة زينب.
  • حسن: يعد حسن شخصية بسيطة من عائلة غنية، يعمل في أحد المزارع الموجودة في قريته.
  • عزيزة: هي ابنة عم حامد، الذي أحبها لكنه لم يتزوجها، وكانت عزيزة تأتي في زيارة إلى القرية للراحة والابتعاد عن فوضى المدينة.
  • السيد محمود (والد حامد): يعد من كبار رجال القرية وشيوخها وأحد الأغنياء المصرين، يملك مزرعة كبيرة لتنقية القطن، ويمثل السيد محمود الشخصية الطيبة والحنونة في الرواية.
  • خليل (والد حسن): هو من رجال القرية وشيوخها، يعيش في منزل كبير مع أفراد عائلته، ويقرر أن يزوج ابنه حسن من زينب.
  • والد زينب ووالدتها: هما من رتّبا أمر زواج ابنتهما زينب من حسن.


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب في هذه الرواية قصة زينب الفتاة المصرية البسيطة القروية التي أحبت إبراهيم الفلاح البسيط الذي يعمل معها في مزرعة السيد محمود، وكان إبراهيم يعبّر لها عن مدى حبه لها، لكنهما لم يتمكنا من إتمام هذا الحب والزواج لأنّ والدي زينب قررا تزويجها من شخص غني لا تحبه لأنه يستطيع أن يقدم لها المهر وليس كحبيبها الفلاح الفقير، وبالرغم من ألمها وحزنها للبعد والفراق عن حبيبها غير أنها استسلمت لرغبة والديها.[٥][٦]


كما يُذكر الكاتب قصة حامد وحبه لابنة عمه عزيزة لكنه لم يستطع الزواج بها، ويلتقي مع زينب لفترة وجيزة، فهي من الفتيات اللواتي كان يغازلهنّ حامد لكنه لم يتزوجها، فيعيش حالة من اليأس والإحباط.[٥][٦]


العقدة والحبكة

تتزوج زينب من حسن الذي كان مستواه المعيشي أفضل من إبراهيم، وبالرغم من حبها الكبير لإبراهيم تبذل زينب كل ما في وسعها لتكون زوجة وفية لحسن الذي كان يعاملها بكل رفق وحنان وحب، ويسافر إبراهيم للخدمة العسكرية تاركًا بصمته في حياة زينب.[٥][٦]

الحل

تصاب زينب بمرض السل ويصبح جسدها نحيلًا وهزيلًا، وذلك بعد ذهاب حبيبها إبراهيم، وبينما هي تلفظ أنفاسها الأخيرة توصي أن يُدفن منديل إبراهيم معها في جو يعمّه الحزن والألم، كما توصي والدتها بعدم تزويج إخوتها رُغمًا عنهم، وهذه النهاية المأساوية تلحق كل أبطال الرواية؛ فإبراهيم يبقى في مكان بعيد بعد أن ذهب للخدمة العسكرية، في حين تتزوج عزيزة من شخص لا تحبه وتنقطع أخبارها، أما حامد فيسافر إلى القاهرة ويبعث برسائل يطرح فيها أفكاره حول المجتمع الريفي الذي حرمه من حبّ حياته، ويعبّر عن طموحه بمغامرة تعويضية من مكان مجهول.[٧][٥]


السمات الفنية في رواية زينب

يُلاحظ بعد قراءة رواية زينب أنها اتسمت بعدد من السمات والخصائص الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٢][٨]

  • التخلص من سيطرة السجع وأسلوب المقامات الذي كان شائعًا في فترة ما قبل كتابة هذه الرواية.
  • استخدام الكثير من الألفاظ والعبارات العامية.
  • استخدام بعض الإيحاءات التعبيرية التي تُصف منظر الريف وأخلاق الريفين.
  • الوصف الدقيق للمجتمع المصري وطبيعته، خاصةً الريف المصري.
  • الاعتماد على المرجعية الاجتماعية في رسم الشخصيات.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي رصدت حياة الريف: رواية الوتد، رواية نائب في الأرياف.

المراجع

  1. مفقودة صالح، رواية زينب لمحمد حسين هيكل بين التأسيس والتسييس، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب هاجر شيبة، hadjer.pdf أبعاد الشخصية ومرجعياتها في رواية زينب، صفحة 59. بتصرّف.
  3. مفقودة صالح، رواية زينب لمحمد حسين هيكل بين التأسيس والتسييس، صفحة 3. بتصرّف.
  4. ^ أ ب هاجر شيبة، hadjer.pdf أبعاد الشخصية ومرجعياتها في رواية زينب، صفحة 22. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث مفقودة صالح، رواية زينب لمحمد حسين هيكل بين التأسيس والتسييس، صفحة 10. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت وافية خيال، 22.pdf البنية الإحالية في رواية زينب، صفحة 100. بتصرّف.
  7. وافية خيال، 22.pdf البنية الإحالية في رواية زينب، صفحة 101. بتصرّف.
  8. مفقودة صالح، رواية زينب لمحمد حسيت هيكل بين التأسيس والتسييس، صفحة 23. بتصرّف.