تحمل رواية الوتد لمؤلفها المصري خيري شلبي بين طياتها أربع قصص، وهي: (الوتد، المنخل الحرير، العتقي، أيام الخزنة)، وقد حازت على اهتمام واضح من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية الوتد

وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لهذه الرواية فإن الكاتب خيري شلبي حاول من خلال هذا العمل الأدبي أن يرصد الحياة الاجتماعية في المجتمع الريفي بكلّ تفاصيله وما طرأ عليه من تغيرات، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

جاء عنوان الرواية "الوتد" مُختصرًا ومحملًا بالدلالات والرموز في الوقت ذاته مُثيرًا في نفس القارئ الكثير من التساؤلات، إذ تعني كلمة الوتد "ما ثُبّت في الحائط أو الأرض من الخشب"، ويُلاحَظ أنّ وتد هذا النص الأدبي هو الأنثى، التي حافظت على حضورها المؤثر والثابت في القصص الأربعة.[٢]


المكان

تدور الأحداث في رواية "الوتد" بصورة أساسية في الريف المصري، الذي صور الكاتب من خلاله حياة الأسرة الريفية وطقوسها، وتحولاتها الموازية لتحولات الواقع المصري في أربعينيات القرن الماضي، فبدت محاولات الكاتب لإعادة إحياء هذه البيئة حتى لو من خلال الذاكرة.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية الوتد حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:[٣]

  • فاطمة تعلبة: هي المسؤولة عن توزيع المهام على الذكور والإناث من أفراد عائلتها، كانت صاحبة الفضل على أولادها اقتصاديًا بزيادة ممتلكاتهم، وقد اتصفت بالحكمة والذكاء.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية الوتد بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٣]

  • الراوي.
  • بهية.
  • بسيمة.
  • درويش.
  • عبد الباقي.
  • الشيخ طلبة.
  • صادق.
  • عيسى.
  • طاهر.
  • بهانة.
  • سكينة.
  • مريم.
  • زينب.
  • هانم.
  • عزيزة.
  • سميحة.


الأحداث الرئيسية

تضم الرواية بداخلها أربع قصص، تدور الأحداث في القصة الأولى التي تحمل عنوان "الوتد" حول فاطمة تعلبة، الأم لسبعة أولاد وقد مات زوجها وترك لها حملًا ثقيلًا، لكنها كانت على قدر المسؤولية، فتولّت السلطة والسيادة، واستطاعت زيادة ممتلكات العائلة والحفاظ على وحدة الكيان الأسري الذي يضم جميع الإخوة مع زوجاتهم وأولادهم.[٤]


أما في القصة الثانية التي تحمل عنوان "المنخل الحرير" فيقدم الكاتب لوحة ريفية مُكمّلة للوحة الأولى، فيحكي عن الأم صاحبة السلطة الحقيقية في أسرتها، وفي القصة الثالثة "العتقي" يرصد المؤلف نضال هذه الشخصية والظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها الريف المصري، ليأتي في القصة الرابعة والأخيرة "أيام الخزنة" ويجسّد الأسرة الريفية التي توالت عليها النكسات والانكسارات.[٤]


العقدة

تمثلت العقدة في القصص الأربعة التي تضمنتها رواية "الوتد" بالتحولات التي شهدها المجتمع المصري في الريف من الغنى إلى الفقر، والعلاقات الأسرية التي بدأت تتمزّق تباعًا نتيجة ذلك.[١]


الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتبة والباحثة أماني فؤاد في قراءتها التحليلية تنتهي قصة "الوتد" باطمئنان الحاج "درويش" على كافة التجهيزات التي أعدت بعد مرض الموت لأمه "الحاجة فاطمة تعلبة"، لكنه لم يعد باستطاعته أن يستمر في الحياة دونها، فتحدث المفاجأة بموت درويش حزنًا على أمه المريضة، وبقائها هي حية.[٥]


أما القصة الثانية "المنخل الحرير" فتنتهي بمشهد الأم التي تولت تدبير شؤون الأسرة وهي تعمل وتجمع القمح وتُجهزه استعدادًا لطحنه، والقصة الثالثة "العتقي" تنتهي بالحديث عن أنّ الظروف المعيشية في الريف أصبحت قاسية جدًا، ليبدأ الحلم بالنزوح إلى المدينة، الذي تحقق في القصة الرابعة "أيام الخزنة"، فأدّى الارتحال إلى المدينة إلى انكسار الرباط العائلي وانكسار الأوتاد كلها بعد رحلة طويلة من البؤس والشقاء.[٦]


السمات الفنية في رواية الوتد

بعد قراءة رواية الوتد يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • استخدام ألفاظ لمسميات تراثية محلية.
  • الإغراق في التفاصيل في العديد من مواضع الرواية.
  • مزج اللغة الشعبية الدارجة مع اللغة الفصيحة.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تناولت الأوضاع الريفية: رواية زينب، رواية عرس الزين.

المراجع

  1. ^ أ ب ت رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 3. بتصرّف.
  2. رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 4. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 1. بتصرّف.
  5. رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 8. بتصرّف.
  6. رشا ناصر العلي، الأنثى الوتد في رواية خيري شلبي، صفحة 11-17. بتصرّف.