تحليل رواية نائب في الأرياف

تعد رواية يوميات نائب في الأرياف لمؤلفها المصري توفيق الحكيم من الروايات الواقعية النقدية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.^[١]

تحليل رواية يوميات نائب في الأرياف

تناول توفيق الحكيم في روايته هذه مذكرات يومية كتبها عندما كان وكيل نائب في أحد الأرياف المصرية، وقد عكس من خلال هذه اليوميات بعض وجوه الحياة في مصر، لاسيما في الأرياف،^[٢] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

يبدو عنوان هذه الرواية "يوميات نائب في الأرياف" مرتبطًا ارتباطًا واضحًا بالواقع وانعكاسًا لمرحلة عاشها الكاتب، كما يُشكّل رؤية لدى القارئ حول مضمون النص الروائي، لكن الغموض يبقى حول تفاصيل تلك اليوميات التي ستُكشَف عند الولوج إلى داخل الرواية.^[٣]

المكان

تدور أحداث رواية "يوميات نائب في الأرياف" في الريف المصري، وقد أشار الكاتب إلى أماكن صغيرة ومتعددة موجودة فيه وأعطاها أوصافًا تجعلها تشارك في صنع الحدث الروائي.^[٤]

الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية يوميات نائب في الأرياف بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:^[٥]

• وكيل النيابة: يعد من الشخصيات الأساسية والمحورية في الرواية، يعمل كوكيل نائب في الوزارة، أرسل في مهمة إلى أحد الأرياف، فدوّن ما حدث معه فيه خلال اثني عشر يومًا.
• ريم: هي فتاة جميلة في السادسة عشرة من عمرها، وهي شقيقة زوجة قمر الدولة علوان، وتعد هذه الشخصية معقدة وغامضة.
• الشيخ عصفور: يعد شخصية معقدة، كان يساعد رجال الشرطة ويخرج معهم في مهمات كثيرة، ويكون عصفور عارفًا بأسرار القضية التي يبحث عنها النائب، لكن النائب يراه مجنونًا.

الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية يوميات نائب في الأرياف بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٥]

• مأمور المركز: يعدّ من الشخصيات المعارضة في الرواية، وأثناء التحقيق في القضية يُعجب المأمور بريم ويقترح لاستمرار التحقيق أن تبقى عنده في بيته.
• مساعد النيابة: هو شابّ حديث العهد بالعمل، يمتاز بالذكاء وقوة الملاحظة.
• قمر الدولة علوان: هو فلاح ريفي يقارب عمره الأربعين عامًا، بينما كان يمشي قُرب أحد الجسور أطلق عليه عيار ناري، يتم نقله إلى المستشفى ويموت بعد مدة بسبب جرحه العيق، وتتمثل أهمية هذه الشخصية ببدء أحداث الرواية بإصابته وتولّي الائب هذه القضية.
• عبد المقصود أفندي.
• قزمان أفندي.
• الحاج خميس.
• القاضي.

الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب في هذه الرواية حادث إضرام نار في إحدى مزارع القصب، فأسرع وكيل النيابة ومساعده والمأمور والشيخ عصفور نحو مكان الحادثة، فيشاهدوا قمر الدولة علوان مصابًا بطلق ناري، فتتم معاينته ونقله إلى المستشفى ويبدأ التحقيق في هذه الحادثة، وقد دلّ الشيخ عصفور رجال الشرطة على ريم شقيقة قمر الدولة لمعرفة سبب الحادثة، فأمر النائب بحضورها والتحقيق معها.^[٢]

العقدة

يأتي خبر إلى النيابة من المستشفى بأن قمر الدولة قد أفاق من غيبوبته، فيتجه النائب إليه مسرعًا لاستجوابه، وعندما سأله عمّن فعل به ذلك أجاب قمر الدولة "ريم"، فيسرع رجال الشرطة إلى منزلها، لكنها تكون قد هربت مع الشيخ عصفور، وبعد التفتيش يتم إيجاد الشيخ عصفور دون ريم، كما يُفتح ملف وفاة زوجة قمر الدولة التي توفيت منذ سنتين مخنوقة.^[٢]

الحل

يُكتشف أنه وراء وفاة زوجة قمر الدولة علوان جريمة قد حدثت، لكن لا يتوصل النائب إلى أي حل فيها، كما يأتي خبر لوكيل النيابة من المستشفى بوفاة قمر الدولة علوان، وبعد ذلك يجد رجال الشرطة جثة ريم قد توفيت غرقًا، وتُغلَق هذه القضايا دون معرفة الفاعل أبدًا.^[٢]

السمات الفنية في رواية يوميات نائب في الأرياف

بعد قراءة رواية يوميات نائب في الأرياف يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:^[٦]

• المزج في عرض الشخصيات بين الطريقة التحليلية والطريقة التمثيلية.
• توظيف بعض الشخصيات في الرواية كرموز يوحي الكاتب من خلالها إلى تأملاته الذهنية.
• البناء الفني في هذه الرواية هو بناء مركّب.
• المزج في الحوار بين اللغة الفصحى واللغة العامية، واختيار لغة تلائم مستوى الشخصية.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية اللجنة، رواية الموت في وهران.