حازت رواية ترمي بشرر لمؤلفها الكاتب والروائي السعودي عبده خال على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النُقّاد والدارسين ومن القُرّاء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم تحليلًا مُفصّلًا لها.[١]
تحليل رواية ترمي بشرر
وفقًا لما ورد عن الناقد شوقي عبد الحميد في قراءته لهذه الرواية حاول الكاتب الكشف عن ذلك التناقض الذي تعيشه المجتمعات بين من يوجد في القمة ومن يوجد في القاع، بين من يملكون المال والسلطة، وبين الذين لا يملكون شيئًا، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
وفقًا لما ورد عن الناقد شوقي عبد الحميد في قراءته لهذه الرواية يتضح من العنوان "ترمي بشرر" التناص مع القرآن الكريم، ليُشير من خلاله إلى شرارة النار التي تقذف حممها على ساكني الأحياء الفقيرة. وهذا ما يتضح وينكشف للقارئ أكثر عند الغوص في العالم الروائي.
المكان
وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة لهذه الرواية دارت الأحداث في المملكة العربية السعودية، بالتحديد في مدينة "جدة"، ومن الأماكن المفتوحة الظاهرة في الرواية الحارة، ومن أبرز الأمثلة على الأماكن المغلقة القصر.
الشخصيات الرئيسية
دارت أحداث رواية ترمي بشرر بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الدكتور منصور المهوس في دراسته لها، وهي كما يأتي:
- طارق فاضل.
- السيد الكبير.
- عيسى الرديني.
- أسامة البشري.
الشخصيات الثانوية
دارت أحداث رواية ترمي بشرر بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٢]
- موضي.
- العمة خيرية.
- خالد بنان.
- عدنان حسون.
- حمدان الغبيني.
- تهاني.
- صالح خبيري.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد حسن المعيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية سرد البطل يطارق فاضل قصة حارته البسيطة الملاصقة للبحر في جدة، والتي يسميها أهلها "الحفرة" أو "جهنم"، ويعيشون فيها حياة فقيرة أساسها الصيد والأعمال البسيطة، لكن فجأة يظهر مقابل الحارة قصرٌ فخم جديد يحجب جانبًا كبيرًا من البحر عنها، ليصبح هناك عالمان: عالم الحارة الفقيرة، وعالم القصر المهيب، وبالمقارنة الظاهرية بين هذين العالمين ليس مُستغربًا أن يطلق أهل الحارة على القصر اسم "الجنة"، فالجميع يحلم بدخوله ورؤيته، على الرغم من تكبر سيد القصر وحرصه على الفصل بين قصره وبين الحارة وكل ما يتعلق بها.
يستطيع شخص واحد فقط دخول القصر، وهو عيسى الرديني الذي هرب من الحارة، إذ قدّم خدمة كبيرة لصاحب القصر استحق بسببها أن يدخله إلى القصر، وفيما بعد يبدأ عيسى بالتخطيط لإدخال الآخرين من حارته إلى القصر، فيُدخل صديقيه طارق وأسامة وآخرون، فأصبح عيسى الطريق المؤدية للقصر بالنسبة لأهل الحارة، بعد ذلك يسرد طارق صفات صاحبَ القصر، إذ كان متسلطًا ومتطرفًا في شهواته وعقابه، ولا يقبل أن ينافسه أحد، ولا أن يخرج عن طوعه أحد، كما يحكي طارق في بوحٍ طويل عن حياته وأصدقائه وعن أهل الحارة قبل الدخول.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الناقد شوقي عبد الحميد في قراءته النقدية لهذه الرواية يجد طارق نفسه وحيدًا في مواجهة ماضٍ يكرهه وحاضر أشد كرهًا له، بين عمته خيرية التي قد تمثل له الماضي بكراهيته وجنايته عليه، إذ كانت هي الدافع له لكل الأفعال السيئة التي انقاد إليها، وبين الحاضر الذي يعيشه في قصر السيد الكبير، الذي كان امتدادًا لذلك الماضي، فخيرية الآن أصبحت مجهولة المكان، وكأنها الماضي الذي صار إلى المجهول ولم يعد بالإمكان الإمساك به للانتقام والاقتصاص منه، فلا العمة ماتت ليعرف مصيرها، ولا يعرف أين تُقيم فيذهب إليها.
الحل
وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد حسن المعيني والأستاذ الكبير الداديسي في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية يبقى صاحب القصر متسلطًا ومتجبرًا ولا اسم له، إذ كان طارق يُشير إليه دائمًا باسم "السيّد"، فهذه الكلمة أبلغ في وصفه من أي اسم أو كلمة أخرى، وقد كان هذا السيد يبدو كأنّه الشيطان نفسه، فهو الذي يتحكم بجميع مَنْ حوله لخدمته، ويملك النفوذ والسلطة في كلّ مكان، كما يعيش عمرًا مديدًا بجبروته، ليجد طارق فاضل نفسه غارقًا مع أسياده في طريق الانحراف، وآخر مهمة ستوكل إليه هي التنكيل بصديقه عيسى قبل أن يخلص عليه السيد بطلقات نارية، ويُجبر حارس القصر على أن يعترف بقتله دفاعًا عن القصر.
السمات الفنية في رواية ترمي بشرر
اتسمت رواية ترمي بشرر بعدد من الخصائص والسمات، وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد حسن المعيني في قراءته التحليلية لها، يُذكَر منها ما يأتي:
- لغة السرد كانت قوية بليغة.
- الاعتماد الكبير على السرد واجترار الذاكرة، وحضور الحوار بنسبة ضئيلة جدًا.
- عدم الاعتماد على خط زمني أفقي ثابت.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات المتنوعة: رواية ساق البامبو، رواية تاء الخجل.
المراجع
- ↑ أد الرشيد بو شعير ، أطروحة السقوط في رواية "ترمي بشرر"، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ الرشيد بوشعير، أطرو حة السقوط في رواية ترمي بشرر، صفحة 3. بتصرّف.