تحمل رواية تاء الخجل لمؤلفتها الجزائرية فضيلة الفاروق بُعدًا اجتماعيًا ثقافيًا وتسلّط الضوء على واقع مُعاش، ويُشار إلى أنّها شغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين ومن اهتمامات القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية تاء الخجل

وفقًا لما ورد عن الباحثتين إيمان بن طويلة وفايزة بلحرمة في دراستهما التحليلية لهذه الرواية فإنّ الكاتبة فضيلة الفاروق تطرّق في هذا العمل الأدبي إلى الحديث عن العادات التي تُطبّق على الأنثى وإجبارها على الخضوع للسلطة الذكوريّة، ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُحيل عنوان الرواية "تاء الخجل" إلى المشهد الأنثوي الذي تعرضه الكاتبة؛ إذ إنّ "تاء التأنيث تمثل صندوقًا مُغلقًا على الذات الأنثوية، التي تطمح للتحرر متجاوزةً الصراع الذاتي لتعبّر الكاتبة بلفظ "الخجل" في الشق الثاني من العنوان عن مواجهة الأنثى المجتمع والثقافة والصراع معهما، لذا يُلاحظ مدى الارتباط بين العنوان مع القضية التي تطرحها الكاتبة في روايتها هذه.[٢]


المكان

وفقًا لما ورد عن الباحثتين إيمان بن طويلة وفايزة بلحرمة في دراستهما التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث بصورة أساسية في عدد من المدن الجزائرية، تتمثل بمدينة "آريس" التي تشكّل مسقط رأس بطلة الرواية، ومدينة "قسنطينة" مكان دراستها وعملها، إلى جانب مدينة "سكيكدة"، و"الجزائر" العاصمة، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل المُدن) وأخرى مغلقة (مثل البيت والمستشفى).


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية تاء الخجل بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الباحثتين إيمان بن طويلة وفايزة بلحرمة في دراستهما التحليلية لهذه الرواية، وهي كما يأتي:

  • خالدة مقران: تعد الشخصية المحورية في الرواية والساردة لأحداثها، وهي فتاة مثقفة تنتمي إلى عائلة جزائرية عريقة تحكمها العادات والتقاليد، لكن خالدة ثائرة ومتمرّدة على الأعراف السائدة.
  • نصر الدين: هو شاب أحبته خالدة وكانت تخاطبه في معظم الرواية، وهو شخصية هادئة ولطيفة، كما يتصف بالعفوية والنقاء.
  • يمينة: تمثل الضحية التي تعرضت للخطف والاعتداء برفقة بعض الفتيات على يد إحدى الجماعات، وقد تعرفت عليها خالدة عند زيارتها لها في المستشفى.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية تاء الخجل بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الباحثتين إيمان بن طويلة وفايزة بلحرمة في دراستهما التحليلية لهذه الرواية، وهي كما يأتي:

  • سيدي إبراهيم: هو كبير العائلة وصاحب الكلمة فيها، يتصف بالهيبة والوقار والحكمة فيحترمه الجميع، وقد كان إمامًا للمسجد.
  • العمة تونس: هي زوجة سيدي إبراهيم امرأة طيبة وحنونة، ولم يكن لديها أولاد.
  • عبد الحفيظ: هو والد خالدة، يعد شخصية قاسية ومستبدة، وقد تزوج على والدة خالدة لإنجاب الذكور.
  • زهية: هي والدة خالدة، تجسد شخصية الزوجة التي تتحمل الإهانة من زوجها من أجل أبنائها.
  • رئيس التحرير: هو المسؤول عن الصحفيين في الجريدة التي تعمل فيها خالدة، وقد كان شخصًا عمليًا يسعى إلى كشف الوقائع والبحث عنها.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية حول ما تعانيه المرأة في المجتمع من قسوة وظلم، وتبدأ باسترجاع البطلة لكر حبيبها الذي انتقل إلى العاصمة وبقيت هي في مدينة أخرى ولم يبقَ بينهما إلا تبادل الرسائل، التي كانت تسرد فيها ذكرياتهما معًا وما تمر به البلاد من ظروف، كما ركزت الكاتبة على المرأة من خلال شخصية البطلة "خالدة" ومعاناتها مع عائلتها، فشرحت كيف تعامل أمها وزوجات أعمامها وغيرهن من نساء الحي، وكيف أنها فرضت وجودها وشخصيتها من خلال نجاحاتها المستمرة، ورفضها للزواج من ابن عمها، وانضمامها إلى الجلايدة للعمل كصحافية.[٣]


العقدة

بعد أن عملت خالدة صحفيّة في الجريدة اقتربت من الواقع أكثر وأكثر، وبدأت باكتشاف قصص النساء اللواتي تعرّضن للاعتداء والظلم، فوقفت عند عدة حكايات مؤثرة لعدة نساء، أنستها حبّها لحبيبها فانشغلت في الدفاع عنها، وقد تأثرت خالدة كثيرًا بقصة "يمينة" التي ولّدت لديها صراعًا داخليًا كبيرًا.[٣]


الحل

تمنّت يمينة التي دخلت إلى المستشفى أن ترى أحدًا من أفراد عائلتها، لكنهم رفضوا واستعرّوا منها، فوجدت في خالدة ونيسًا وأهلًا للثقة، فلم تستطع خالدة أن تخذلها وتنشر قصتها وأخبارها، الأمر الذي أثار غضب رئيس تحرير الجريدة التي تعمل فيها، لكنها استمرّت على موقفها وبقيت تُساند يمينة إلى النهاية حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فكانت النهاية حزينة لخالدة؛ فحبيبها بعيد عنها ويمنية غادرت الحياة، وبقيت هي تبكي وترثي حال المجتمع.[٣]


السمات الفنية في رواية تاء الخجل

بعد قراءة رواية تاء الخجل يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]

  • تضمين الرواية العديد من الإيحاءات التي تُحيل إلى الواقع.
  • انفتاح النص على المتخيّل والمعقول في الوقت نفسه.
  • استخدام لغة متسقة ذات إيقاع جميل ومُلائمة لعنصر الرواية الأخرى.
  • استخدام تقنيات متعددة في البناء الحكائي للرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات المتنوعة: رواية سيدات زحل، رواية ثورة النساء.

المراجع

  1. ^ أ ب حنان صالح، البنية السردية في رواية تاء الخجل، صفحة 48. بتصرّف.
  2. نوال أقطي، NAWEL.pdf الخطاب الأنثوي في رواية تاء الخجل، صفحة 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت علي زكري، عبد المؤمن قبايلي، البنية الزمنية في رواية تاء الخجل، صفحة 72. بتصرّف.