يمكن أن توصف رواية اليهودي الحالي للكاتب والروائي اليمني علي المقري بأنها رواية عن التاريخ بحبكة خيالية، فهي تجمع بذلك بين الواقع والخيال، وقد نالت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين إلى جانب القراء، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا مفصلًا عنها.[١]


تحليل رواية اليهودي الحالي

حاول الكاتب علي المقري في هذه الرواية تقديم قراءة للموضوعات والرؤى الإنسانية والدينية وطرح إشكالية الأنا والآخر، وهو يهدف من ذلك إلى دفع القارئ لإعادة التفكير في طبيعة العلاقات الاجتماعية للوصول إلى مجتمع يسوده الائتلاف حتى مع وجود الاختلاف،[٢] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها تم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية كما يأتي:


العنوان

يعني عنوان الرواية "اليهودي الحالي" في اللهجة اليمنية اليهودي الجميل أو المليح، وهو معنى يُحيل القارئ إلى قصد الرواية ونظرتها إلى بطلها اليهودي، الذي تقع في حبه فتاة مسلمة، وقد جمعهما الانتماء إلى مكان واحد، فكان العنوان تجسيدًا للعلاقة الإنسانية القائمة على الحب بين هذين البطلين، إذ لم يشكل الاختلاف الديني بينهما حاجزًا، وهذا ما ظهر منذ البداية.[٣]


المكان

تدور الأحداث في رواية اليهودي الحالي في بلدة تدعى "ريدة" في اليمن، إلى جانب مدينة "صنعاء" اليمنية، وقد صور الكاتب حياة اليهود الذي كانوا يعيشون في هذه المناطق.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية اليهودي الحالي بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[٤]

  • فاطمة: تعد بطلة الرواية والشخصية المحورية فيها، برزت وتطورت مع تطور الأحداث، وهي فتاة مسلمة كانت تحب قراءة الكتب ولا تميز بين شخص وآخر، وقعت في حب الشاب اليهودي سالم دون أن تنظر إلى الفوارق الدينية والاجتماعية التي كانت بينهما.
  • سالم: يعد بطل الرواية والشخصية المحورية فيها، كان الأكثر تطورًا وتغيرًا دراماتيكيًا في الرواية، وهو شاب يهودي وصف بأنّ صوته جميل في ترتيل التوارة، وقد وقع في حبّ الشابة المسلمة فاطمة.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية اليهودي الحالي بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كما يأتي:[٥]

  • حاييم.
  • الشمبزي.
  • أسعد صالح.
  • هزاع.
  • علي.
  • قاسم.
  • نشوة.
  • صبا.
  • سليمان الأقطع.
  • الحاخام.
  • الإمام.
  • سعيد.
  • إبراهيم.


الأحداث الرئيسية

بناء على ما ورد عن الكاتب مازن لطيف في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول الشابة المسلمة فاطمة والشاب اليهودي سالم، إذ كان سالم يتعلم القراءة والكتابة على يد فاطمة كونها أكبر سنًا منه، وقد كانت تناديه باليهودي الحالي؛ أي اليهودي الجميل، واستمرت فاطمة بتعليمه الحروف الأبجدية إلى جانب تعليمه قراءة القرآن الكريم، وفي يوم من الأيام سمعه والده يتلو آيات قرآنية فجنّ جنونه ومنعه من الذهاب إلى فاطمة نهائيًا، إلا أنّ فاطمة كان لها موقفها القوي واستطاعت إقناع الوالد باستمرار تعلّم سالم عندها.


وبالفعل تعلم سالم القراءة والكتابة بالعربية، وتعلمت فاطمة منه اللغة العبرية، وبدأت تتطور العلاقة بينهما ليقعا في حبّ بعضهما، وعندما بلغ سالم ثمانية عشر عامًا عرضت عليه فاطمة الزواج دون أن تعبأ بالفوارق الاجتماعية والدينية بينهما، وبالفعل تزوجا وخرجا من بلدة ريدة وتوجها نحو العاصمة صنعاء، ليواجها بعد ذلك نتيجة قرارهما.


العقدة

بناء على ما ورد عن الكاتب مازن لطيف في قراءته التحليلية لهذه الرواية تزوجت فاطمة من سالم مع حفاظها على مبادئها وتعاليمها الإسلامية، وبعد مدة حملت منه، وأثناء ولادتها سلّمت سالم وصية طلبت منه أن يُعطيها لابنهما، فأنجبت ذكرًا اسمه سعيد ثم توفيت، هذا سعيد الذي يكتشف سرها عندما يكبر بأنها مسلمة وليست يهودية ويعيش في حيرة من أمره.[٦]


الحل

بناء على ما ورد عن الكاتب مازن لطيف في قراءته التحليلية لهذه الرواية لم يقبل أهل فاطمة وأهل سالم بالحفيد سعيد، فيدخل سالم في الإسلام رغبة منه بأن يبقى شيء من فاطمة فيه، وتمرّ الأيام ويكبر سعيد ليتزوج من فتاة مسلمة من جهة الأب ويهودية من جهة الأم ليعيد التاريخ نفسه، ثم يموت سالم ويدفنه سعيد بجوار قبر أمه فاطمة، إلا أنّ مجموعة من الأشخاص نبشوا قبره وأخرجوه ودفنوه في مكان بعيد ومعزول.


السمات الفنية في رواية اليهودي الحالي

تتسم رواية اليهودي الحالي بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٧]

  • الاتصال والترابط بين عتبة السرد ونهايته.
  • استخدام ضمير المتكلم في سرد الأحداث، الأمر الذي ساهم في رصد الاتجاهات الفكرية للشخصيات بما يتوافق مع رؤية الكاتب.
  • التنويع في التقنيات السردية المستخدمة في الرواية.
  • بروز التناص الديني في الرواية، والذي يخدم الفكرة التي أراد الكاتب طرحها.
  • استخدام لغة بسيطة التراكيب وساحرة في الوقت نفسه.
  • المزج بين اللغة الفصحى واللهجة اليمنية العامية.
  • استخدام أسلوب الرسائل للكشف عن طبيعة تطور العلاقة بين بطلي الرواية.


ولقراء تحليل المزيد من الروايات التاريخية: قواعد العشق الأربعون، جارات أبي موسى.

المراجع

  1. ^ أ ب صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 111. بتصرّف.
  2. صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 131. بتصرّف.
  3. صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 86. بتصرّف.
  4. حليمة بوساق، سارة فضيلي، الصراع الديني واستبعاد الآخر في الرواية العربية، صفحة 67. بتصرّف.
  5. صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 105. بتصرّف.
  6. صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 130. بتصرّف.
  7. صبرينة جودي، المؤتلف والمختلف عقديًا في السرد العربي، صفحة 107-121. بتصرّف.