تعد رواية قواعد العشق الأربعون لمؤلفتها التركية إليف شافاق من الروايات التي تمزج بين الحاضر والتاريخ، وفقًا لما ورد عن الدكتورة درية فرحات في قراءتها النقدية لها، وقد حازت هذه الرواية على عناية واضحة من الدارسين والنقاد ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال عرضنا لكم تحليلًا مفصلًا لها


تحليل رواية قواعد العشق الأربعون

حسب ما ورد عن الكاتبة ناهدة محمد علي والدكتور درية فرحات في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية حاولت الكاتبة إليف شافاق في هذا العمل الأدبي كشف أسرار العقيدة الصوفية، وذلك من خلال إسقاط التاريخ على الواقع الحديث والُعاصر، ولتوضيح المزيد حول الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية وتحليلها إلى عناصرها الأساسية كما يأتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمد التهامي الحراق في رؤيته النقدية لهذه الرواية يُحيل العنوان "قواعد العشق الأربعون" القارئ إلى أُفق التأمل الصوفي والعشق الإلهي، فهي ليست قواعد بالمعنى المنطقي المعروف، بل هي إشراقات مُفعمة بالحكمة الصوفية.


المكان

حسب ما ورد عن الكاتبة والباحثة ناهدة محمد علي في قراءتها التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في فضاءين مختلفين متباعدين نظرًا للقصتين المتوازيتين اللتين تعرضهما الكاتبة؛ الأول مدينة "ماساتشوستس" الأمريكية التي تدور فيها أحداث قصة البطلة الأمريكية إيلا، والثاني يبدأ من "سمرقند" و"بغداد" حتى مدينة "قونية" التركية، هذه الأماكن التي احتضنت قصة شمس التبريزي وجلال الدين الرومي.


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية قواعد العشق الأربعون بين عدد من الشخصيات الرئيسية، حسب ما ورد عن الكاتبة ناهدة محمد علي والدكتور درية فرحات في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • إيلا: هي سيدة في العقد الرابع من عمرها، حازت على الإجازة في الأدب الإنجليزي، متزوجة من طبيب يُدعى ديفيد تعاني في علاقتها معه.
  • جلال الدين الرومي: هو عالم إسلامي صوفي جليل، يُطلق عليه لقب مولانا ويُحيط به آلاف المُريدين.
  • شمس التبريزي: هو درويش جوال يلتقي بجلال الدين الرومي، تتطور العلاقة بينهما وتتغير حياتهما.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية قواعد العشق الأربعون بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الكاتبة ناهدة محمد علي والدكتور درية فرحات في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • الكاتب عزيز.
  • ديفيد زوج إيلا.
  • أبناء إيلا.
  • حسن المتسول.
  • ورد الصحراء.
  • سليمان السكران.
  • بيبرس المحارب.
  • كيرا.
  • سلطان.
  • علاء الدين.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الدكتورة درية فرحات في والكاتبة ناهدة محمد علي في قراءتهما النقدية لهذه الرواية تسرد الكاتبة قصتين متوازيتين لثقافتين مختلفتين في زمانين مختلفين؛ الأولى قصة البطلة إيلا التي تطلب الطلاق من زوجها بعد مرور عشرين عامًا على زواجهما، فلم تكن إيلا سعيدة في زواجها، وقد طُلب منها أن تقدّم مطالعة عن رواية تحمل اسم "الكفر الحلو" لوكالة أدبية، وذلك ضمن عملها كقارئة غير متفرغة، فكانت هذه الرواية القصة الثانية التي عرضتها الكاتبة، والتي تشكّل وثيقة تاريخية عن فترة القرن الثالث عشر حول جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، فتصبح إيلا شغوفة بالأفكار الفلسفية لشمس التبريزي، والتي تؤكد الحب الموجود في قلوب البشر.


العقدة

حسب ما ورد عن الكاتبة ناهدة محمد علي في قراءتها التحليلية لهذه الرواية يلتقي التبريزي والرومي في مدينة "قونية" التركية، ويبدأ التبريزي ببث نَفَس فلسفي جديد في روح الومي، ليتحول رجل الدين الفقيه إلى داعية للحب ووحدة الأديان، وتفضيل العشق الإلهي على غيره، فيتحول الرومي إلى شاعر عاطفي يدعو إلى المحبة، ويرقص رقصة الدراويش، إلى جانب ذلك يدعو إلى التحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية، فتتأثر إيلا الأمريكية بالأفكار الفلسفية عند شمس التبريزي وجلال الدين الرومي.


الحل

حسب ما ورد عن الكاتبة ناهدة محمد علي في قراءتها التحليلية لهذه الرواية يلقى التبريزي حتفه في قونية على يد قاتل مأجور في رحلة بحثه عن الله وبحثه عن الحب، ويستمر الرومي بعده بالدعوة إلى الحب بين البشر وجهاد النفس، وتتأثر إيلا بقصة الرومي والتبريزي وتنقلب حياتها، فتبدأ بمراجعة حياتها الأسرية ورتابتها، وتتقرب من مؤلف رواية "الكفر الحلو" الذي أسلم وأصبح اسمه عزيز، وصار يضع قلادة الشمس على صدره ليتذكر بها شمس التبريزي، لكن الموت لم يُمهله للبقاء أكثر، فقد أصيب بمرض السرطان، ومات في "قونية" ودفن بجوار قبر جلال الدين الرومي.


السمات الفنية في رواية قواعد العشق الأربعون

تتسم رواية قواعد العشق الأربعون بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمد التهامي الحراق في رؤيته النقدية لها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • تعدد الأصوات وتنويع خطوط الحكي في الرواية.
  • كسر خطيّة الزمن السردي في الرواية، والتنويع في التقنيات الزمنية المستخدمة.
  • الإبداع الواضح في استخدام تقنيات الكتابة الروائية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية مدن الملح، رواية رمل الماية.