تعد رواية جارات أبي موسى لمؤلفها المغربي أحمد التوفيق من الروايات التاريخية الواقعية، وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسات تحليلية لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية جارات أبي موسى

حسب ما ورد عن الدكتورة بديعة الطاهري في قراءتها التحليلية لهذه الرواية يحكي الكاتب أحمد التوفيق فيها أحداثًا ماضية مُستعيرًا مادّتها من التاريخ المغربي، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الدكتورة بديعة الطاهري في قراءتها التحليلية لهذه الرواية يشكل العنوان "جارات أبي موسى" العتبة الأولى للدخول إلى المتن الروائي، وهو يجمع بين الغموض والإخبار؛ إذ لا يعطي دلالات على معالم القصة وطبيعتها، لكنه يُحيل إلى التراث والثقافة التاريخية.


المكان

وفقًا لما ورد عن الدكتورة بديعة الطاهري في قراءتها التحليلية لهذه الرواية فقد تعدد الأمكنة والفضاءات الواردة فيها ما بين (سلا)، و(مصر)، و(فاس)، و(سجلماسة)، وهي أماكن حقيقية موجودة في الواقع.


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية جارات أبي موسى بين عدد من الشخصيات الرئيسية، حسب ما ورد عن الدكتورة حبيبة شيخ عاطف والدكتورة بديعة الطاهري في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • ورقاء/ شامة: تمثل الشخصية المحورية في الرواية، تتصف بأنها مرهفة الحسّ وحزينة، تُذكر مرة باسم ورقاء ومرة باسم شامة.
  • الخودة: كان يُنادى عليها في دار الحفيد بـ "غزالة الصحراء"، تتميز بدقة ملامحها وخفة حركتها في العمل.
  • الجورائي: هو قاضي القضاة وزوج ورقاء مُحبّ للخير، يوصف مرة بإحباطه وكسله ومرة بمواقفه الرجولية الحاسمة.
  • أبو موسى: كان لحضوره في الرواية وزنًا وقوة، يقتحم الرواية كشخص غامض معزول، يملك العديد من الكرامات.
  • المجذوب/ العجاج: تجلّت كرامته في الرواية من خلال رتق سفينة السلطان بعد أن تعرّضت للغرق.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية جارات أبي موسى بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الدكتورة حبيبة شيخ عاطف والدكتورة بديعة الطاهري في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • الخادم فاتح.
  • زيدة.
  • ابن المبارك.
  • السلطان.
  • المشاور.


الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن الكاتب رشيد اللحياني في قراءته لهذه الرواية يحكي الكاتب قصة "شامة" التي كانت تعمل خادمة عند مولاتها الطاهرة، التي تتغير أحوالها بعد زيارة الجورائي، الذي أُعجب بها وقد تقدمت نحوه ووضعت أمامه الوعاء لغسل يديه، فمد يديه إلى الماء وصرخ من شدة حرارته، فما كان من سيدها إلى أن طلب منها أن تجلس مكان الجورائي ليصب عليها الماء جزاءً لها على فعلتها، ولتعويضها عما حدث يطلب الجورائي يدها للزواج، فتوافق وترحل معه تحمل اسمًا جديدًا "ورقاء"، فتعيش تجربة جديدة في قصر الجورائي حتى تلتقي بأبي موسى.


العقدة

حسب ما ورد عن الكاتب رشيد اللحياني في قراءته لهذه الرواية يخرج الجورائي في حملة سلطانية في أسطول مهيب، وتكون شامة ضمن المرافقات له، ويلقى الجورائي حتفه بسبب غرق السفينة التي تقله، وتنتقل شامة من جديد إلى بلاط السلطان الجديد، وتتزوج من "علي سانشو" حديث العهد بالإسلام، وتتعرض للمضايقات من قِبَل "جرمون"، وفي منعطف آخر كانت لأبي موسى كرامات عديدة كانت محطّ استنفار السلطة.


الحل

حسب ما ورد عن الكاتب رشيد اللحياني في قراءته لهذه الرواية تجد شامة في أبي موسى المتصوف ذاتها الروحانية، ومن خلال كراماته تستطيع النجاة من مكر جرمون، والتخلص من ثقل الحياة المادية وأغلالها، وتزداد كرامات أبي موسى يومًا بعد يوم وارتفعت مكانته بين الناس ودعوه لإمامتهم، وقد طرق أبو موسى باب جاراته من بينهنّ شامة للدعاء بالفرج بعد القحط الذي أصاب البلاد، وقد كان متأكدًا أنّ دعواتهن لن تردها السماء، فكُنّ بمعيته في طلب الغيث، ورفعت الأدعية للسماء وامتزج الدعاء بالبكاء، وفي تلك الليلة جاء الفرج ببركة دعاء النساء وكرامات العارف بالله، ويسلّم أبو موسى روحه لمولاه بعد هذا الفرج العظيم، وقد تخاصم القوم حول مكان دفنه.


الخصائص الفنية في رواية جارات أبي موسى

يُلاحظ بعد قراءة رواية جارات أبي موسى أنها تمتاز بعدد ن الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث مصطفى مويقن في دراسته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • إخضاع الكرامة الصوفية لبناء الرواية، بهدف التحكم في مصير الأحداث.
  • استثمار المكون التراثي في الرواية.
  • مراعاة القواعد الفنية الرابطة والمتحكمة بمختلف العناصر في الرواية.


ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية قصة مدينتين، رواية سباق المسافات الطويلة.