تعد رواية النداء الخالد لمؤلفها المصري نجيب الكيلاني من الروايات التاريخية التي تناولت حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الوطن العربي، وقد شغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين ومن اهتمامات القراء، وقد قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية النداء الخالد

يرصد الكاتب نجيب الكيلاني في روايته هذه صورة الشعب المصري ومعاناته زمن الاحتلال، وكيف أنهم نالوا الحرية التي كانت مطلبهم الأول ونداءهم الخالد في نفوس أبناء الوطن،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

حرص المؤلف نجيب الكيلاني في روايته "النداء الخالد" على ترسيخ فكرة الإصرار على المطالبة بالحقّ في ذهن القارئ منذ العتبات الأولى للنص الروائي؛ إذ إنّ نداء الحرية الذي هتف به أبطال الرواية لم يمُت باستشهادهم بل بقي خالدًا في نفوس أبناء الوطن، لذا يُلاحظ أنّ هذا العنوان جاء مرتبطًا ارتباطًا واضحًا بمتن الرواية وأثار الفضول في نفس القارئ منذ اللحظات الأولى.[١]


المكان

تدور أحداث رواية "النداء الخالد" في مصر بمُدنها وقُراها، مثل مدينة "زفتي"، وقد جسّد الكاتب المجتمع المصري وواقعه المعيشي في ظل الظروف التي عايشها في الفترة التي رصدها نجيب الكيلاني.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية النداء الخالد بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[٣][٤]

  • الشيخ عنبة.
  • أحمد شلبي.
  • العمدة خلاف عبد المتجلي.
  • صابرين.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية النداء الخالد بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كما يأتي:[٤]

  • الخواجة يني.
  • خفاجة.
  • زوجة خفاجة.
  • عبد العزيز شلبي.
  • أبو المعاطي الشافعي.
  • عبد الغفار الطبال.
  • الحاج إبراهيم (مساعد الخواجة).


الأحداث الرئيسية

يتناول الكاتب في هذه الرواية الواقع المصري فترة الاحتلال الإنجليزي التي كان لها أثر كبير فيهم، وقد قسمت الرواية إلى قسمين رئيسين؛ القسم الأول صوّر فيه الكاتب من خلال الشخصيات التي اختارها معاناة الشعب وما عايشه من ظروف قاسية جراء الممارسات الاستعمارية، أما في القسم الثاني فقد أشار الكاتب إلى إرادة الشعب للتخلص من ويلات الاستعمار، وانطلاق الجموع لبِدء الثورة والمطالبة بالحرية "النداء الخالد" من أجل عيش حياة كريمة وتحقيق الأهداف.[١]


العقدة

استولى المستعمرون على خيرات البلاد وفرضوا سيطرتهم على السلاطين والباشوات، كما سلبوا من الفلاحين ما يعتاشون منه وجنّدوا شبابهم لأخذهم إلى جبهات الحرب، وقد استطاع الشيخ عنبة بما يملكه من علم وفطنة أن يؤثر في العمدة الذي كان عميلًا للإنجليز ويحوّله إلى مصدر خير لنفسه ولأبناء وطنه، وإلى مُناصر لثورة الشعب ضد الاستعمار.[٥]


الحل

تنطلق جموع الشعب مُعلنةً بدء الثورة، وتتعالى أصوات النداء الخالد المُطالب بالحرية من قبضة المستعمر الإنجليزي، لكن الرصاص ينطلق بين المتظاهرين تاركهم ما بين شهيد وجريح، كما تنال رصاصة من جسد أحمد شلبي، ومع ذلك تستمرّ التضحية والنضال، وفي أوج ذلك كله صدرت جريدة الجمهور التي ساهمت في إيصال صوت الحرية إلى عدد أكبر من أبناء الشعب.[٥]


السمات الفنية في رواية النداء الخالد

يُلاحظ بعد قراءة رواية النداء الخالد أنها تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٦]

  • تصوير شخصيات الرواية بدقة ومهارة، إذ صور الكاتب ملامحها وسلوكها وحركاتها مُراعيًا أبعادها المختلفة.
  • كان للمكان دور مهم في الإيهام بالواقعية.
  • استخدام بنيات سردية مُحكمة بمهارة عالية ودقة.
  • جزالة الألفاظ المستخدمة في الرواية.
  • استخدام أسلوب جاذب للقارئ في سرد الأحداث وترتيبها.
  • تجنّب الحشو الذي قد يصل بالقارئ إلى حدّ الشعور بالملل.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية سمرقند، رواية دروز بلغراد.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث إسراء حمد ماضي، سيميائية السرد في روايات نجيب الكيلاني، صفحة 33. بتصرّف.
  2. فاطنة نوي، مبروكة ربروب، F-RABROUB M.pdf صورة المهمش في رواية النداء الخالد، صفحة 96. بتصرّف.
  3. علي محدادي، الاتجاه الإنساني في روايات نجيب الكيلاني، صفحة 186. بتصرّف.
  4. ^ أ ب فاطنة نوي، مبروكة ربروب، F-RABROUB M.pdf صورة المهمش في رواية النداء الخالد، صفحة 37. بتصرّف.
  5. ^ أ ب علي محدادي، الاتجاه الإنساني في روايات نجيب الكيلاني، صفحة 186. بتصرّف.
  6. فاطنة نوي، مبروكة ربروب، F-RABROUB M.pdf صورة المهمش في رواية النداء الخالد، صفحة 106. بتصرّف.