تعد رواية الأشجار واغتيال مرزوق لمؤلفها السعودي عبد الرحمن منيف من الروايات الرمزية، وفقًا لما ورد عن الباحث محمد رحمت حسين في قراءته النقدية لها، وقد حازت على عناية من النقاد والدارسين واهتمام من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية الأشجار واغتيال مرزوق

حسب ما ورد عن الكاتب والباحث صباح هرمز في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإنّ عبد الرحمن منيف يطرح في هذا العمل الأدبي قضية اغتراب الإنسان في وطنه، وذلك من خلال قصة البطلين والأحداث المرتبطة بهما، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الباحث محمد رحمت حسين في قراءته النقدية لهذه الرواية يحمل هذا العنوان "الأشجار واغتيال مرزوق" بُعدًا رمزيًا وإيحاءات عدة، وعند التعمّق في قراءة الأحداث يمكن القول إنّ لفظ "الأشجار" يُحيل إلى المواطنين، ولفظ "مرزوق" يُمثّل رمزًا يُحيل إلى الحرية والحقوق.


المكان

تدور أغلب الأحداث في رواية "الأشجار واغتيال مرزوق" في قرية يُطلق عليها "الطيبة" دون تحديد مكانها بالتحديد، إلى جانب قُرى أخرى مثل: قرية "المغيريب"، وقرية "بيلة"، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل الجبل) وأخرى مغلقة (مثل السجن).[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية الأشجار واغتيال مرزوق بين عدد من الشخصيات الرئيسية، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث صباح هرمز في قراءته التحليلية لها، وهي:

  • منصور عبد السلام: هو أستاذ جامعي لمادة التاريخ، يتمّ فصله من عمله بسبب آرائه، فيقرر بعد ذلك مغادرة بلاده بحثًا عن الحرية.
  • إلياس نخلة: هو فلاح بسيط كان يحلم بزراعة الأشجار في قريته "الطيبة" بدلًا من القطن الذي يفضل أهل القرية زراعته، فيقرر أن يترك القرية بعد أن بدأ بعض الفلاحين بقطع أشجار اللوز والمشمش لزراعة القطن.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية الأشجار واغتيال مرزوق بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٢]

  • حنّة.
  • المرأة العجوز.
  • أدمة.
  • المعلم صالح.
  • فرانسوا.
  • مرزوق.


الأحداث الرئيسية

يروي الكاتب في هذه الرواية قصة شخصين التقيا في القطار، وهما منصور عبد السلام وإلياس نخلة، وقد كانا يسردان قصة حياتهما لبعضهما؛ فإلياس نخلة كان يعيش في قرية "الطيبة" ويحبّ الأشجار لدرجة كبيرة، وفي يوم من الأيام بدأ أهل القرية بقطع أشجارهم وزراعة القطن بدلًا منها، الأمر الذي دفع إلياس إلى مغادرتها والتوجّه إلى المدينة بحثًا عن عمل آخر، وقد دفعته الظروف التي عاناها إلى التنقل باستمرار بين المدينة والقرية.[٢]


وفي القسم الآخر من الرواية تدور الأحداث حول منصور عبد السلام، الذي كان أستاذًا جامعيًا لمادة التاريخ، لكنّه يُفصل من عمله بسبب أفكاره وآرائه، فلم يجد حلًا إلا البحث عن عمل خارج البلاد.[٢]


العقدة

بعد ظروف عديدة عانى منها إلياس نخلة في المدينة والتنقل بين عمل وآخر يعود إلى القرية ويتزوج من أدمة، التي كان مهرها أرضه، فتقاسمتها هي وشقيقها ليصبح إلياس عاملًا فيها بعد أن كان مالكًا، أما منصور عبد السلام فيعمل مترجمًا في بعثة للآثار خارج البلاد، وفي يوم من الأيام يصله خبر وفاة صديقه أستاذ الجغرافيا مرزوق.[٢]


الحل

بعد أن فقد إلياس نخلة أرضه قرر السفر خارج حدود الوطن من أجل تأمين لقمة العيش لزوجته وأولاده، فيعمل مهربًا للملابس، وكذلك منصور عبد السلام يترك عمله بعد وفاة صديقه ويبدأ الكتابة عنه، فيصبح مجنونًا مع مرور الأيام، وينتهي به المطاف في مستشفى المجانين، وينشر أحد الصحفيين مذكراته.[٢]


السمات الفنية في رواية الأشجار واغتيال مرزوق

بعد قراءة رواية الأشجار واغتيال مرزوق يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث صباح هرمز في قراءته التحليلية لها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • اتخاذ الحوار وسيلة للتعبير عن الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها.
  • تضمين الرواية العديد من الرموز والدلالات.
  • التناص مع نصوص أخرى في بعض مواضع الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الرمزية: رواية مزرعة الحيوان، رواية أولاد حارتنا.

المراجع

  1. صبرينة رحماني، المكان والحرية في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، صفحة 48. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج صبرينة رحماني، المكان والحرية في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، صفحة 108. بتصرّف.