تنتمي رواية يسمعون حسيسها لمؤلفها الأردني أيمن العتوم إلى أدب السجون، وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين ومن اهتمام القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية يسمعون حسيسها
وفقًا لما ورد عن الكاتبة هيام علي المرهج في قراءتها النقدية لهذه الرواية يصوّر الكاتب أيمن العتوم في هذا العمل الأدبي الحزن والمعاناة التي يعيشها السجناء في السجن، راصدًا طبيعة هذا العالم المظلم والكئيب، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
عدد صفحات الرواية
تقع رواية "يسمعون حسيسها" للمؤلف أيمن العتوم في حدود (365) صفحة.[١]
العنوان
يتضح من خلال هذا العنوان "يسمعون حسيسها" التناص الديني مع القرآن الكريم، فلفظ "يسمعون" يُحيل القارئ إلى وجود حركة وأحداث معينة تحدث، ويدل على أنّ الفاعل هم السجناء، أما لفظ "حسيسها" الذي يعني الصوت المنخفض للنار فيُحيل إلى درجة المعاناة التي يعيشها هؤلاء السجناء، كما يمكن أن يُحيل هذا العنوان إلى النقيض؛ فيكون الحسيس للحرية التي تشق أبواب السجن، ليتحسس السجناء الحرية والأمل في كل وقت.[٢]
المكان
تدور أغلب أحداث رواية "يسمعون حسيسها" في السجن وغرفة التحقيق الأمني، وهو المكان الذي عاش فيه بطل الرواية الظلم والمعاناة وألوان العذاب المختلفة، كما ذُكِرَت القرية التي نشأ فيها البطل وساهمت في تكوين شخصيته.[٣]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية يسمعون حسيسها حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:[٤]
- الدكتور إياد أسعد.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية يسمعون حسيسها بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٥]
- أبو نذير.
- قسطنطين صروف.
- هارون.
- فاروق.
- زوجة إياد.
الأحداث الرئيسية
تدور أحداث الرواية حول الطبيب إياد أسعد، الذي تلقّى في طفولته القيم والفضائل الإسلامية، وأصرّ على الدراسة والتعلم حتى أصبح طبيبًا ناجحًا، وفي يوم من الأيام أثناء عمله في المستشفى حاصرت القوات الأمنية المكان وألقت القبض عليه، ونُقل إلى أحد الفروع الأمنية لاستجوابه وتعرض للتعذيب والإساءة مدة سنتين، وبعد هذه المدة نُقِل هو ومعتقلين آخرين إلى سجن كان الظلم فيه أشدّ والعذاب مُضاعَف، إذ كان يُستَقبَل السجناء بالعصي والأدوات المعدنية، ومن هنا بدأ يسرد الدكتور إياد ما عاناه في هذا السجن وشبح الموت ماثلًا أمامه دائمًا.[٤]
العقدة
في السنة السابعة عشر من سجن إياد يؤمن له صديق كتابًا، فتعلم إدارة السجن بذلك ويتم تحويله إلى الزنزانة الانفرادية، وهناك تنهشه الحشرات والوحدة تدفع به إلى الجنون، وقد بقي هناك سبعة أشهر أصبح بعدها لا يعرف الكلام ولا الإدراك.[٤]
الحل
يصدر عفو من الرئيس بحقّ إياد، الذي يستقبل الخبر بصدمة كبيرة ويفكّر كيف سيكون لقاؤه بأهله، فيركب الحافلة متجهًا إلى بلدته، وعندما يصل يجد أنّ أمه توفيت، وأنّ أباه تزوّج ورحل من البلدة، بينما ابنته التي تركها رضيعة أصبحت صبية جميلة، وزوجته التي تركها وهي حامل بقيت تنتظر عودته بالرغم من انتشار خبر وفاته، وقد رُزق بابن اسمه أحمد.[٤]
السمات الفنية في رواية يسمعون حسيسها
بعد قراءة رواية يسمعون حسيسها يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٦]
- توظيف المفارقات الزمانية بكثرة في الرواية.
- تضمين النص الروائي العديد من الأبعاد الدلالية والجمالية.
- التناص مع القرآن الكريم في العديد من مواضع الرواية.
- تضمين الحوار في الرواية.
- استخدام لغة فصيحة تجمع بين الشاعرية والواقعية في سرد الأحداث، وفقًا لما ورد عن الدكتورة نجوى الصافي في قراءتها التحليلية لهذه الرواية.
- توزيع السرد بين الوصف والتداعي الحر والمونولوج، وفقًا لما ورد عن الدكتورة نجوى الصافي.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تنتمي إلى أدب السجون: رواية شرق المتوسط، رواية تلك العتمة الباهرة.
المراجع
- ↑ أيمن العتوم، يسمعون حسيسها، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ صفية تيطراوي، فريدة معمور، دلالة المكان في رواية يسمعون حسيسها، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ صفية تيطراوي، فريدة معمور، دلالة المكان في رواية يسمعون حسيسها، صفحة 55. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث صفية تيطراوي، فريدة معمور، دلالة المكان في رواية يسمعون حسيسها، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ صفية تيطراوي، فريدة معمور، دلالة المكان في رواية يسمعون حسيسها، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ صفيى تيطراوي، فريدة معمور، دلالة المكان في رواية يسمعون حسيسها، صفحة 78. بتصرّف.