تحليل رواية شرق المتوسط

تندرج رواية شرق المتوسط للكاتب والروائي عبد الرحمن منيف تحت ما يُعرف بأدب السجون، وقد نالت اهتمام القراء والدارسين والنقاد وعنايتهم، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.^[١]

تحليل رواية شرق المتوسط

يرصد الكاتب عبد الرحمن منيف في رواية شرق المتوسط عالم السجون والمعاناة التي يعاني منها السجناء هناك، والأثر الذي يتركه هذا المكان في نفوسهم، وذلك من خلال قصة بطل الرواية الشابّ المثقف،^[٢] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تحليل الرواية إلى عناصرها الأساسية كما يأتي:

العنوان

يُشير عنوان الرواية "شرق المتوسط" إلى مكان يبدو معروفًا للقارئ لكنه في نفس الوقت يحمل العديد من الدلالات والرموز؛ لأنه يتسع ليشمل كل الأمكنة الممتدة من الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط حتى نهاية الصحراء، وتتضح هذه الدلالات شيئًا فشيئًا مع الغوص أكثر في أعماق الرواية.^[٣]

المكان

تدور أغلب أحداث رواية "شرق المتوسط" بصورة أساسية في السجن، إلى جانب مدينة مارسيليا في فرنسا، والبحر، والعديد من الدول الأوروبية، ويشار إلى أن توظيف الأماكن الواردة فيها تنوّع ما بين أماكن مغلقة مثل: البيت، والسجن، وأخرى مفتوحة مثل: الشارع، والحدائق.^[٤]

الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية شرق المتوسط بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كالآتي:^[٥]

• رجب إسماعيل: هو شابّ مثقف شارك في بعض الأنشطة أيام دراسته الجامعية أدت إلى دخوله السجن، وقد حُكم عليه أحد عشر عامًا قضى منها خمسة أعوام، ذاق خلالها أنواع التعذيب المختلفة.
• أنيسة: هي شقيقة رجب إسماعيل، كانت تروي المتاعب والمصاعب التي تعرّضت لها عائلتها إثر دخول رجب إلى السجن.

الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية شرق المتوسط بين عدد من الشخصيات الثانوية، بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رائد الحواري في قراءته التحليلية لها، وهي كالآتي:

• أم رجب: كانت تجسّد شخصية المرأة القوية والصلبة عند اعتقال ابنها رجب، فساعدته بذلك على الصمود والمواجهة.
• حامد: هو زوج أنيسة شقيقة رجب، كان يتعرض لمضايقات عديدة أثناء وجود رجب في أوروبا، ويرسل المصروف له عن طرق صديق له وليس عن طريق البنك.
• فالي: هو الطبيب الذي كان يتابع معه رجب لتلقّي العلاج، كان يُملي على رجب الكثير من النصائح كمجرّب للنضال ومنتصر.

الأحداث الرئيسية

تبدأ أحداث الرواية بوصف باخرة أشيلوس التي تحمل على متنها الشاب المثقف رجب إسماعيل، الذي كان قد دخل إلى السجن بعد مشاركته في بعض الأنشطة أيام دراسته الجامعية، وقد تعرض خلال السنوات الخمس التي قضاها في السجن لشتى أنواع التعذيب، وقّع بعدها وثيقة الاستسلام وتعهّد بعدم المشاركة في أي نشاط، فيخرج رجب من السجن وينال حرّيته الزائفة.^[٥]

يتذكر رجب وهو على متن الباخرة -التي طلب من قائدها أن يبتعد به عن شرق المتوسط ويتجه إلى بلاد تسود فيها الحرية- حالات الضعف والقهر التي عاشها، كما يذكر لقاءه بأخته أنيسة، التي أخذت تحكي كيفية استقبال رجب بعد خروجه من السجن والأحداث التي جرت في غيابه، بعد ذلك تعرض الرواية وصول رجب إلى فرنسا لتلقي العلاج من روماتيزم الدم، ثم استدعاء السلطات لحامد زوج أنيسة للتحقيق معه بشأن رجب وتهديده بدخول السجن إن لم يعُد رجب من فرنسا.^[٥]

العقدة

يلتقي رجب في أوروبا بالطبيب فالي الذي عاش نفس تجربته، فكان يُعطيه النصائح لمواجهة الظلم والاستبداد وتحويل الحقد إلى سلاح لذلك، فيقرر رجب العودة وتحدّي الظلم.^[٥]

الحل

يموت رجب بعد عودته ويُعتقل حامد الذي فضّل البقاء في السجن على الاستسلام والخضوع، وتنشر أنيسة الأوراق التي كتبها شقيقها رجب وأبدى فيها رفضه للظلم والاستبداد، وقد ذكرت أنيسة بأن هذه الأوراق تكريمًا لذكرى رجب.^[٥]

الخصائص الفنية في رواية شرق المتوسط

اتسمت رواية شرق المتوسط بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لها، يُذكر منها ما يأتي:

• الاعتماد على تقنية الارتجاع الفني، والمزج بين الزمن الماضي والزمن الحاضر.
• سرد الأحداث بلسان أكثر من راوٍ وسارد.
• تحميل الرواية العديد من الرموز والتساؤلات.
• تقديم الرواية بأسلوب تقني فني جميل.

ولقراءة المزيد من تحليل الروايات التي تنتمي إلى أدب السجون: رواية طيور العتمة، رواية يا صاحبي السجن.