توصف رواية عندما تشيخ الذئاب للكاتب والروائي الفلسطيني الأردني جمال ناجي بأنها رواية متعددة الأصوات، وقد حازت على عناية من الدارسين والنقاد وعلى اهتمام من القراء، لذا عرضنا لكم في هذا المقال لها.[١]


تحليل رواية عندما تشيخ الذئاب

يرصد الكاتب جمال ناجي في هذه الرواية بعض السلوكيات والظواهر الاجتماعية التي تؤثر في المجتمع وفي النفس الإنسانية،[١] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يتكون عنوان الرواية "عندما تشيخ الذئاب" من ثلاث مفردات تتحاور معًا لتشكّل مجموعة من الإيحاءات التي تثير التساؤلات لدى القارئ حول الزمان والمكان والشخصيات؛ فلفظ "عندما" يحمل دلالة اشتراط وقوع الحدث، ولفظ "تشيخ" يُشير إلى الزمن وغموضه في الوقت ذاته بفعل إتباعه بلفظ "الذئاب"، ليبقى القارئ في حالة حيرة لمعرفة القصد من هذا العنوان وبناء علاقة بينه وبين المتن الروائي.[٢]


المكان

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في مدينة "عمّان" في الأردن بشوارعها وأحيائها الفقيرة والراقية.


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية عندما تشيخ الذئاب بين عدد من الشخصيات الرئيسية، بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءته التحليلية لها، وهي كما يأتي:

  • الشيخ عبد الحميد الجنزير: هو رجل يتظاهر بالتقوى الصلاح ومساعدة المحتاجين وجمع التبرعات، لكن باطنه وأفعاله تبين غير ذلك، فكان يسرق الأموال التي يجمعها، وأفعاله غير أخلاقية.
  • جبران: يعدّ من المناصرين للطبقة الكادحة في المجتمع، لكن عندما تيسرت أحواله المادية تحوّل إلى شخص انتهازي وتخلى عن مبادئه وأفكاره ورفقاء حيّه.
  • سندس: عاشت سندس ظروف حرمان وقسوة، واضطرت للزواج من رجل يكبرها بعشرات السنين.
  • بكر الطايل: يمثل شخصية الشاب الضائع وصاحب الشخصية المعدومة، فقد غرس الشيخ عبد الحميد الجنزير في ذهنه الكثير من الأفكار غير السليمة والمشوّهة.
  • عزمي الوجيه: تعلمّ على يدي الشيخ عبد الحميد الجنزير، وكان من أكثر تلامذته ذكاءً، وسار على طريق شيخه لكن بدهاء أكبر، فأصبح رجل أعمال ناجح وله مكانته في المجتمع.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية عندما تشيخ الذئاب بين عدد من الشخصيات الثانوية، بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءته التحليلية لها، وهي كما يأتي:

  • حامد الوجيه: هو والد عزمي، يجسد الشخصية البسيطة، وقد عاش طيلة حياته فقيرًا ومخدوعًا.
  • جليلة: هي زوجة حامد الوجيه، عاشت حياة بسيطة، وكانت مؤمنة بأنها مريضة نفسيًا.
  • رابعة: هي زوجة جبران، كانت امرأة بسيطة، لكن بعد أن تيسرت أحوال زوجها المادية تنكرت لماضيها الفقير.


الأحداث الرئيسية

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءة تحليلية لهذه الرواية يطرح الكاتب العديد من القضايا والتناقضات في المجتمع والوجه السلبي منه، إذ تدور الأحداث حول مجموعة من الشخصيات التي يجمع بينها الفقر والحاجة، وهم: الفتاة الجميلة سندس، التي تجسد نموذج المرأة المغلوب على أمرها، فتحولت إلى شخصية منبوذة من المجتمع بعد طلاقها وأصبحت فريسة سهلة للذئاب البشرية، وشخصية الشيخ عبد الحميد الجنزير، وهو يجسّد التدين الذي يُستغل وتتستر تحته الذئاب التي تنهش المجتمع.


كما يشير الكاتب إلى شخصية المثقف في المجتمع متمثلة بجبران، الذي دافع عن الكادحين في مجتمعه عندما كان منهم، لكن عندما أُتيحت له الفرصة أظهر وجوهه المختلفة وتخلى عن مبادئه، إلى جانب ذلك صور الكاتب حال الشخصيات المهمشة في المجتمع متمثلة بشخصية بكر الطايل، كما أشار إلى شخصية عزمي الوجيه الذي استغل ذكاءه للوصول إلى ما يريده.


العقدة

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءة تحليلية لهذه الرواية تكمن العقدة التي تجمع بين الشخصيات الرئيسية المتعددة في التحوّلات التي تطرأ عليها وتؤدي إلى تغيير أفكارها ومبادئها؛ فسندس تقرر في محاولة للانتقام من مجتمعها أن تسير في طريق الانحراف متخطية القوانين والمحرمات، أما جبران فتتغير أحواله المادية وينسى حياة الفقر التي كان عليها، وعزمي الوجيه يبتعد عن أبيه ويُنشئ عالمه الخاص به، أما بكر الطايل فيحاول اغتيال عزمي بتحريض من الشيخ الجنزير.


الحل

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث جميل السلحوت في قراءة تحليلية لهذه الرواية يصل الانحراف بسندس إلى قيامها بحرق جثة زوجها بعد علمها بزواجه عليها، وجبران يتولى منصب الوزير، أما عزمي فيثبت عمله في التهريب ويبقى مطاردًا من الأجهزة الأمنية.


السمات الفنية في رواية عندما تشيخ الذئاب

اتسمت رواية عندما تشيخ الذئاب بعدد من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن الكاتب والقاصّ إياد نصار في قراءته التحليلية لها، ومنها ما يأتي ذكره:

  • تباين الأسلوب اللغوي مع تباين الشخصيات الساردة للأحداث، وذلك يعكس أبعاد كل شخصية وطريقة تفكيرها.
  • القدرة على مجاراة نمو الشخصيات ونضوج فكرها وتجربتها.
  • توظيف الوصف في الرواية لإثارة حواس القارئ وإبقائه ضمن أجواء الأحداث.
  • سرد الأحداث على لسان أكثر من شخصية.
  • توظيف أسلوب المفارقة والازدواجية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات متعددة الأصوات: رواية ميرامار، رواية ساعة بغداد.

المراجع

  1. ^ أ ب مريم جبر فريحات، تعدد الأصوات ودور الشخصية الساردة في رواية عندما تشيخ الذئاب، صفحة 2. بتصرّف.
  2. مريم جبر فريحات، تعدد الأصوات ودور الشخصية الساردة في رواية عندما تشيخ الذئاب، صفحة 6. بتصرّف.