تعد رواية ساعة بغداد للكاتبة العراقية شهد الراوي من الروايات متعددة الأصوات، وقد نالت عناية واضحة من الدارسين والنقاد ومن القراء أيضًا، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.[١]


تحليل رواية ساعة بغداد

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث عبد الجبار نوري في قراءته التحليلية لهذه الرواية تسرد الكاتبة شهد الراوي في هذا العمل الأدبي مأساة الحرب والحصار الذي عايشه أبناء العراق، وأثرها في نفوسهم، وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يحمل عنوان الرواية "ساعة بغداد" عدة أبعاد تاريخية واجتماعية هدفت الكاتبة إلى تأسيسها وتثبيتها في ذهن القارئ قبل دخوله إلى عالم الرواية؛ إذ يشير لفظ "ساعة" إلى الزمن والحقبات التاريخية، والوقت الحالي، والتفكير في المستقبل، أما لفظ "بغداد" ففيه إشارة إلى مسرح الأحداث، الذي يمثل رمز التاريخ الحافل بالبطولات ومهد الحضارات.[٢]


المكان

بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث عبد الجبار نوري في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في مدينة "بغداد" في العراق، تحديدًا في إحدى ضواحيها الراقية، بما فيها من مسارح ومتنزهات، عكست الكاتبة من خلالها طبيعة المجتمع البغدادي.


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية ساعة بغداد بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[٣]

  • الساردة الطفلة: لم تكن تحمل هذه الشخصية اسمًا، وهي بطلة الرواية وتعكس صورة الفرد العراقي بصورة عامة، وجدت نفسها في الملجأ هي وعائلتها مختبئين من قصف الطائرات الحربية.
  • نادية: هي صديقة البطلة المقربة، بدأت حكايتهما عندما التقتا في الملجأ، وقد استمرت صداقتهما إلى المراهقة وفترة الشباب.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية ساعة بغداد بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كما يأتي:[٣]

  • بيداء: هي صديقة البطلة ونادية، التقت معهما في الملجأ، فنشأت علاقة الصداقة بينهنّ، لكن بيداء تهاجر مع عائلتها هربًا من الحرب والحصار، وبعد هجرتها تتزوج وتنتقل مع زوجها إلى كندا.
  • المشعوذ: يوصف بأنه رجل طويل القامة ونحيل، يصل إلى العراق كزائر من المستقبل، فكانت النساء تجتمع حوله لمعرفة ما سيقوله ويتنبأ به.
  • ميادة: تُقتل ميادة على يد شقيقها حسام بعدما علم بقصة الحب التي جمعت بينها وبين توفيق.
  • باجي نادرة: هي زوجة العم شوكت، تجسد الشخصية المرحة الجذابة.
  • العم شوكت: يمثل العم شوكت الطبقة المتوسطة في المجتمع، وهو الذي طبع في يد البنات أثر ساعة يدوية.
  • صديقات البطلة: مجموعة من الفتيات تربطهن علاقة صداقة بالبطلة ونادية، وهنّ: مروة، ووجدان، وريتا، وهتاف، وملائكة.
  • المستقبل: ضمنته الكاتبة في روايتها بوصفه ساردًا للأحداث في القسم الثاني من الرواية، وذلك لفكّ بعض الألغاز والثغرات التي بقيت معلقة في الماضي.
  • أحمد وفاروق: هما يمثلان العاشقين للساردة بطلة الرواية ولنادية، فبالرغم من الحرب المشتعلة إلا أنّ كلمة الحب موجودة.


الأحداث الرئيسية

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول الحرب التي عاشها أهل العراق خلال فترة زمنية معينة، تسردها طفلة من داخل الملجأ وأصوات الرصاص والقصف من خارجه، وهناك تتعرف على شخصيات فارة من القصف، إذ تروي قصة جيل ولد من رحم المعاناة على مدى مراحل متعددة، مصورة المعاناة النفسية والاجتماعية والأخلاقية التي ذاقها المجتمع البغدادي، وقصص الحب التي عاشتها الشخصيات، وقد تخلل سرد تلك الأحداث بعض المشاهد الخيالية والفانتازيا.


العقدة

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية بالرغم من أجواء الحرب والحصار المفروض على العراقيين إلا أنّ شعلة الحب ظلت متّقدة؛ إذ تقع أغلب الفتيات في مرحلة المراهقة في الحُب، فنادية تحب أحمد، والساردة تحب فاروق، أما مروة فتنجذب إلى أحمد أيضًا ولكن من طرف واحد، وميادة تقع في حب توفيق.


الحل

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية لا تنتهي قصص الحُب التي عاشتها الفتيات بالزواج؛ فلا تتزوج نادية من أحمد، ولا السادرة من فاروق، بينما تُقتل ميادة على يد شقيقها حسام، وهكذا تبقى شخصيات الرواية تعيش حالة من التشتت وأثر الحرب باقٍ فيها.


السمات الفنية في رواية ساعة بغداد

اتسمت رواية ساعة بغداد بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]

  • توظيف العديد من التقنيات السردية الجمالية والمنسجمة مع بنية الرواية.
  • تضمين الحوار في الرواية بوصفه عنصرًا أساسيًا يساهم في تطوير الأحداث والشخصيات.
  • توظيف الأمكنة التي تدور فيها الأحداث ضمن قالب روائي متين.
  • الدقة في الوصف والتعبير.
  • استخدام لغة سهلة وواضحة.
  • جزالة الألفاظ وتنوع المعاني المطروحة في الرواية.
  • سرد الأحداث على لسان أكثر من راوٍ.
  • تنوع الشخصيات في الرواية، بالتالي تنوع أبعادها وأفكارها.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات متعددة الأصوات: رواية عندما تشيخ الذئاب، رواية سيدات زحل.

المراجع

  1. ^ أ ب فاطمة بالي، مسعودة فرجاني، معرفية الحوارية ومكونات الشخصية في رواية ساعة بغداد، صفحة 86. بتصرّف.
  2. فاطمة بالي، مسعودة فرجاني، معرفية الحوارية ومكونات الشخصية في رواية ساعة بغداد، صفحة 81. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فاطمة بالي، مسعودة فرجاني، معرفية الحوار ومكونات الشخصية في رواية ساعة بغداد، صفحة 66. بتصرّف.