تعدّ رواية طيور في الظهيرة للكاتب والروائي الجزائري مرزاق بقطاش من الروايات الواقعية الاجتماعية، وقد نالت اهتمامًا من النقاد والدارسين إلى جانب القراء، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.[١]



تحليل رواية طيور في الظهيرة

يُسلط الكاتب مرزاق بقطاش في هذه الرواية الضوء على الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي عاشها أبناء بلاده في فترة معينة، خاصّةً فئة الأطفال،[١] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يتألف العنوان "طيور في الظهيرة" من شقّين؛ الأول "طيور"، التي يرمز بها الكاتب إلى الأطفال الذين يتسمون بالبراءة ولا يعرفون معنى العداوة، أما الشق الثاني "في الظهيرة" ففيه إشارة إلى وقت محدد تكون فيه الشمس وسط السماء ساطعة، وهو وقت الراحة من التعب، وفيه مزايا لتلك الطيور -أي الأطفال-، وعمومًا جاء هذا العنوان ملائمًا لمضمون الرواية.[٢]


المكان

تدور الأحداث في رواية "طيور في الظهيرة" بصورة أساسية في "الجزائر" العاصمة، تحديدًا في حي "باب الواد"، بالإضافة إلى الغابة التي كانت مكانًا حاضرًا بقوّة.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية طيور في الظهيرة بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[١]

  • مراد.
  • محمد الصغير.
  • أحمد.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية طيور الظهيرة بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كما يأتي:[١]

  • فتيحة.
  • المعلمة.
  • والد مراد.


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب في هذه الرواية معاناة الأطفال في بلادهم تحت وطأة الاحتلال، ويُعرّف في البداية بأحد أحياء الجزائر وساكنيه، وتبدأ الأحداث بإضراب طلبة المدارس عن مزاولة الدراسة في المدرسة الفرنسية، وكان من بين الطلبة المضربين أبطال الرواية مراد ومحمد وأحمد، الذين عانوا من الفقر والظلم وشهدوا الأحداث التي مرت بها بلادهم وأحسوا بمسؤوليتهم تجاهها، إلا أنّ الاحتلال يُرغم الطلبة على العودة إلى التعليم؛ فيطوقون الحي ويبدؤون بجمع الأطفال من منازلهم لنقلهم في الشاحنات إلى المدارس.[٣]


العقدة

شعر مراد بالخوف والقلق من دخول الجنود إلى منزله، وكان يفكر بطريقة يستطيع من خلالها الإفلات من بين أيديهم، ولحسن الحظ كان الجنود من المسلمين واكتفوا بسؤاله عما يحفظ من القرآن.[٣]


الحل

أعيد الطلبة إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، ومنهم من أُعيد بالقوّة ومنهم من أُعيد بمحض إرادته، أما مراد فانقطع عن الدراسة في المدرسة الفرنسية والتحق بمدرسة عربيّة صغيرة لا تُعلّم إلا العربية، فقد عرف أهمية الوطن وضرورة التضحية في سبيله لنيل الحرية والاستقلال.[٣]


السمات الفنية في رواية طيور في الظهيرة

تتسم رواية طيور في الظهيرة بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٤]

  • استخدام ألفاظ سهلة واضحة خالية من التكلف والتعقيد.
  • دقة الوصف للأماكن والشخصيات، مع التركيز أكثر على وصف المكان.
  • تضمين الحوار في الرواية بنوعيه الداخلي والخارجي؛ مع الاعتماد أكثر على الحوار الداخلي.
  • تقديم الشخصيات بطريقة فنية مميزة.
  • بروز الحسّ الوطني في الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الاجتماعية الواقعية: رواية شجرة البؤس، رواية اللص والكلاب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج فاطيمة الزهراء غنوس، صورة الطفل في روايات مرزاق بقطاش، صفحة 74-75. بتصرّف.
  2. حليمة بولحية، تمظهرات السيرة الذاتية في الرواية الجزائرية، صفحة 4. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عائشة العباس، رقية بن بلقاسم، فنيات السرد في رواية طيور في الظهيرة، صفحة 68. بتصرّف.
  4. فاطمة بن عيسى، مستويات اللغة في الرواية الجزائرية المعاصرة، صفحة 76-82. بتصرّف.