تُصنّف رواية خرفان المولى لمؤلفها الجزائري محمد مولسهول المُلقّب بياسمينة خضرا على أنها من روايات أدب المِحنة، وقد شغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين ونالت اهتمام القراء أيضًا، وفي هذا المقال عرضنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية خرفان المولى

حاول الكاتب محمد مولسهول في هذه الرواية نقل وقائع حقيقية عاشتها بلده الجزائر، مُسافرًا بالقارئ إلى قلب المأساة التي عاشها أبناء شعبه من إرهاب ومجازر ارتُكبت بحقّ الأبرياء، مُحاولًا توصيل الرسالة إلى الجيل الحالي والتأثير فيه،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يندرج عنوان الرواية "خرفان المولى" ضمن ما يُعرف بالعنوان المباشر بالرغم مما يحمله من غموض وتشويق، كما أنه يوحي بدلالات عقائدية؛ إذ إنّ لفظ "خرفان" رمز للأضاحي والقرابين في مختلف الديانات، وقد أراد الكاتب من خلاله أن يمثل الإنسان الضعيف وسهولة قيادته بسبب خوفه، أما لفظ "المولى" فهو رمز للعلو والمكانة الأرقى، وهذا ما وضحه الكاتب أكثر في المتن الروائي.[٢]


المكان

تدور الأحداث في رواية "خرفان المولى" بصورة رئيسة في قرية "غاشمات" التي وُصِفَت في البداية بأنها قرية هادئة ومُسالمة لكنها تحوّلت إلى مكان مُوحِش، إلى جانب ذلك ذّكرت بعض المدن في الرواية، والتي جرى فيها جزء من الأحداث، مثل: مدينة "سيدي بلعباس"، ومدينة "وهران"، ومدينة "البليدة"، وغيرها من المدن، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها في الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل القرية والمُدن)، وأخرى مغلقة (مثل البيوت والسجن).[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية خرفان المولى بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[٤]

  • زان القزم: يمثل الشخصية الخبيثة والانتهازية، كان صغير الحجم وقزمًا وليس كبقية الناس، وقد استغل ثقة الناس به للوصول إلى أهدافه وتحقيق المكانة الراقية لذاته.
  • علال سيدهم: هو شاب يعمل شرطيًا، اختارته سارة دونًا عن أصدقائه الذين تنافسوا على الظفر بحبّها، وقد كانت هذه الشخصية رمزًا للتضحية والشجاعة، كما تمسّك علال بواجبه الوطني رغم قساوة الظروف.
  • تاج عصمان: عاش في طفولته مُحملًا بعار أبيه الذي ساعد الاستعمار في الحرب، وعندما كبر حاول أن يُغيّر نظرة الناس إليه، فحاول التقرب من الشيخ عباس الذي كانت له مكانة مهمة في القرية، وكان هدفه الانتقام من أهل القرية الذين شوّهوا طفولته باحتقارهم له.
  • الداكتيلو: تمثل هذه الشخصية دور الكاتب العمومي، الذي كان معروفًا بحُسن الخُلُق، فقد أشار الكاتب من خلاله إلى الشخصية المحترمة.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية خرفان المولى بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٥]

  • جعفر وهاب: هو شخص عاطل عن العمل، وكان يرى نفسه عاجزًا عن تحقيق أهدافه الشخصية وعن كل شيء في الحياة، كما وجد نفسه وحيدًا بعد أن ابتعد عنه الجميع.
  • قادة هلال: ينتمي إلى أسرة غنية جدًا، وكان يحلم أن يكون طيارًا لكنه أصبح معلمًا، كما كان من المنافسين لعلال في الفوز بحبّ سارة، لكن اختيار سارة لعلال سبب له صدمة قوية، وأصبح مستغلًا للدين من أجل تحقيق مصالحه الشصية.
  • بوجمعة: يعدّ من ضحايا الشيخ عباس وأحد أفراد جماعته، وقد جسّد الكاتب من خلاله كيف أنّ الرفقة السيئة تسبب الدمار للفرد.
  • الشيخ عباس: كان يملك قدرة كبيرة على التأثير في نفوس الناس من خلال خُطبه التي كان يُلقيها عليهم، حتّى أنّ أهل القرية كانوا يصفونه بأنّه علامة ربانية.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية في قرية "غاشمات" حول ثلاثة أصدقاء، وهم: المعلم "قادة هلال"، و"جعفر وهاب"، والشرطي "علال سيدهم"، فقد كانوا أصدقاء منذ الطفولة، وجميعهم أحبوا ابنة قريتهم "سارة"، وقد أشار الكاتب إلى ظروف حياة كل منهم وطبيعة عمله، كما كانت تُقام في المسجد اجتماعات سرية لساعات متأخرة في الليل على يد الشيخ عباس وجماعته، نتيجتها انتار ظاهرة الخطف والذبح وسفك الدماء في القرية، فانتشرت الجماعات المُسلّحة ولم تعد الطرقات آمنة، وهيمن الرعب على أهل القرية.[٦]


العقدة

استمرّ القتال في القرية لسنوات عديدة راح ضحيته الكثير من الأبرياء، وتعرّضت زوجة الشرطي "علال سيدهم" للاختطاف عندما حاولت حماية إخوتها من القتل، واستطاعت الشرطة تحديد مكانها لكن بعد أن أصبحت جثة هامدة.[٦]


الحل

ضمّ الشرطي "علال سيدهم" جثة زوجته سارة، لكنه لم يكن يعلم أنها مفخخة وأنّ القنبلة لن ترحم أحدًا، وفي جانب آخر يقضي المُنافق "زان القزم" على صديقه "تاج عصمان" لنيل الشهرة والبطولة والجائزة.[٦]


السمات الفنية في رواية خرفان المولى

بعد قراءة رواية خرفان المولى يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٧]

  • تعدّ الرواية حافلة بالشخصيات المتنوعة والمختلفة، والتي حرّكت الأحداث فيها.
  • تضمين الحوار في الرواية بنسبة كبيرة، الأمر الذي ساهم في تجسيد الفكرة التي يريد الكاتب طرحها أكثر.
  • إضفاء بُعد ينبض بالحياة على الأماكن الوارد ذكرها في الرواية.
  • الإتقان في رسم عناصر الرواية، مما ساعد على التأثير في القارئ وجذبه للرواية أكثر.
  • اعتماد لغة سردية مرنة وسلسة.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات في مجالات متنوعة: رواية ترمي بشرر، رواية زوربا اليوناني.

المراجع

  1. ^ أ ب نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 51. بتصرّف.
  2. نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 33. بتصرّف.
  3. نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 45. بتصرّف.
  4. نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 35-38. بتصرّف.
  5. نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة روية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 38-42. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 29. بتصرّف.
  7. نور الهدى معيرش، el houda.pdf صورة المجتمع في الرواية الجزائرية المعاصرة رواية "خرفان المولى" أنموذجًا، صفحة 42-52. بتصرّف.