نبذة عن الموطأ

يعدّ كتاب "الموطأ" أو كما يُعرف بـ "موطأ مالك" للإمام والفقيه مالك بن أنس من أشهر المؤلفات الفقهية والمراجع التي أُلّفت في الحديث النبوي الشريف، ويُقال إنّ تدوينه استغرق أربعين سنة واكتمل عام 159 هـ، أورد فيه المؤلف الأحاديث الواردة عن الرسول الكريم، أردفها بأقوال الصحابة والتابعين ورأيه في بعض المسائل الفقهية، وقد اختلف في العدد الدقيق لها لكثرة الرواة والنُسَخ التي وصلت منه، لكن من أبرز الأقوال أنّ مجموع ما دوّن فيه يصل إلى 1720 حديثًا، ومن الجدير بالذكر أنّ الموطأ يُصنّف ضمن ما يعرف بالكتب التسعة،[١]كما تجدر الإشارة إلى أنّ عدد صفحات الموطأ يختلف باختلاف الرواة والنُسَخ التي وصلت إلينا، والمشهور منها هو 13 نسخة.[٢]

مضمون كتاب الموطأ

احتوى كتاب الموطأ على مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، وكانت طبيعتها على النحو الآتي:[٣]

  • الأحاديث الواردة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأسانيد متصلة.
  • الأحاديث المروية بسند متصل سقط منه راوٍ واحد أو أكثر من راوٍ.
  • الموقوفات، وهي الأحاديث التي تصل في سندها إلى الصحابي ولم يُذكر أنه سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • البلاغات، وهي كقوله: "بلغني أنّ رسول الله...".
  • أقوال التابعين.
  • ما استنبطه الإمام مالك من الفقه المسند إلى العمل أو القياس أو قواعد الشريعة.
  • ما اجتمع عليه الفقهاء وأهل العلم وجرت به الأحكام وعلم به الجميع.


منهج الإمام مالك في تبويب الموطأ

رتّب الإمام مالك بن أنس رحمه الله "الموطأ" وفقًا لطريقة الكتب والأبواب، فاحتوى على (61) كتابًا و(703) بابًا، وقد اتبع في التبويب الأسس والقواعد الآتية:[٤]

  • ترتيب الكتب والأبواب وفقًا لتسلسل الشروط والأركان، فمثلًا في كتاب الصلاة بدأ بباب أوقات الصلاة، وهكذا حسب الترتيب.
  • يُشير الإمام مالك في الأبواب إلى الاختلاف الحاصل في بعض المسائل.
  • يذكر الإمام مالك في عدد من الأبواب عناوين مُجملة يفسر معناها بعد ذلك بالأدلة ويختار الأرجح منها.
  • يُشير في بعض عناوين الأبواب إلى أكثر من مسألة.

خصائص كتاب الموطأ وأهميته

اكتسب كتاب الموطأ للإمام مالك أهمية كبرى واتسم بمجموعة من الخصائص والسمات، يُذكر منها ما يأتي:[٥][٦]

  • يعد موطأ الإمام مالك بن أنس أول كتاب يجمع في طياته بين الحديث والفقه والأثر.
  • تمّ اعتباره مرجعًا للكتب اللاحقة به في جمع الحديث وتدقيقه.
  • حظي الموطأ باهتمام إضافي من الفقهاء وأهل العلم كونه من تأليف الإمام والفقيه وواسع العلم والمعرفة الإمام مالك بن أنس.
  • يأتي موطأ الإمام مالك بن أنس رحمه الله في مرتبة كتب الحديث النبوي الشريف بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم، لذا يمكن أن يعدّ مصدرًا من مصادر السنة النبوية الشريفة.
  • تعدّ الأسانيد الواردة في كتاب الموطأ من أصح الأسانيد التي اجتمع عليها أهل الحديث وعلماؤه.[٧]

المراجع

  1. عبد الغني الدقر، الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، صفحة 105-121. بتصرّف.
  2. فتون الشمري، موازنة بين موطأ مالك وصحيح البخاري، صفحة 14. بتصرّف.
  3. عبد العظيم الدخري، عمر سليمان، الإمام مالك ومنهجه في الموطأ، صفحة 24. بتصرّف.
  4. فتون الشمري، موازنة بين موكأ مالك وصحيح البخاري، صفحة 20. بتصرّف.
  5. عبد العزيز الدقر، الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، صفحة 122. بتصرّف.
  6. عبد الله أحمد، الاختلاف الصيغي والتركيبي في موطأ مالك، صفحة 30. بتصرّف.
  7. عبد العظيم الدخري، عمر سليمان، الإمام مالك ومنهجه في الموطأ، صفحة 28. بتصرّف.