تعد رواية لامبيدوزا لمؤلفها الكاتب والروائي المغربي عبد الرحمن عبيد إحدى الروايات الواقعية، وقد تناولها بالدراسة والقراءة العديد من الدارسين والباحثين، كما حظيت باهتمام من القراء، لذا قدمنا في هذا المقال نبذة عنها وملخصًا موجزًا لها.


نبذة عن رواية لامبيدوزا

صدرت رواية لامبيدوزا للروائي عبد الرحمن عبيد عام 2011م عن المركز الثقافي العربي، صوّر المؤلف خلال صفحاتها التي بلغ عددها (254) صفحة قصة مجموعة من الشبان العرب المهاجرين -الذين يهاجرون بطرق غير شرعية من أجل لقمة العيش- من دول المغرب العربي إلى إحدى المناطق الأوروبية، وهي جزيرة تقع قُبالة سواحل تونس يُطلق عليها "لامبيدوزا" تتبع لدولة إيطاليا، وكان يُنظَر إليها على أنها الخلاص والحلم المُنتظَر لهؤلاء الشبان، وقد عبّر الكاتب من خلال هذه القصة عن الواقع القاسي والأوضاع المريرة التي عايشها المهاجرون.[١]


ملخص رواية لامبيدوزا

يحكي الكاتب في هذه الرواية أوضاع السارد في بلده المغرب ورغبته في الهجرة من أجل التخلص من الأوضاع القاسية والبطالة، وكانت أوروبا تشكّل الخلاص بالنسبة له، والمحطة الأولى في تلك الرحلة كانت ليبيا، والتي روى فيها قصصًا لمهاجرين آخرين من دول أخرى اتخذوا من الشارع مأوى لهم باحثين عن عمل يجنون منه المال للتمكن من الوصول إلى حلمهم، وذاقوا في هذا المكان الكثير من المآسي، وقد عايش السارد نفسه الأوضاع الصعبة نفسها.


كانت المحطة التالية تونس، وفيها بدأ الحلم يقترب شيئًا فشيئًا، إذ استقلّ السارد والمهاجرون الآخرون بعد عناء طويل المركب الذي سيُقلّهم إلى "لامبيدوزا"، وقد أطلق عليه الكاتب اسم "مركب الموت"، فما إن أصبح المركب في منتصف الطريق حتّى كشّر البحر عن أنيابه ولاح شبح الموت أمام المهاجرين، ويصور الكاتب في هذه المرحلة المشاعر والأفكار التي كانت تتصارع داخل النفوس.


يستطيع المهاجرون بعد مكابدة مريرة النجاة من افتراس البحر لهم لكن الحلم إلى لامبيدوزا انتهى، فلم يستطع أحد الوصول إلى هناك، فعاد السارد إلى ليبيا يجرّ أذيال الخيبة ويعايش الأوضاع القاسية مرة أخرى، ليصله هناك نبأ وفاة والدته، فيعود إلى وطنه المغرب يائسًا حزينًا تاركًا حلمه وراءه.


خصائص رواية لامبيدوزا

يُلاحظ أنّ رواية لامبيدوزا لعبد الرحمن عبيد تتسم بمجموعة من الخصائص والسمات، يُذكَر منها ما يأتي:

  • الكاتب نفسه كان هو السارد في الرواية، مما جعل الرواية أقرب إلى السيرة الذاتية.
  • استخدام لغة مكثفة في بعض مواضع الرواية لوصف الواقع بطريقة فنية إبداعية.
  • دقة الوصف والتعبير وجماليته، وسرد تفاصيل صغيرة تُدخل القارئ في جو الرواية.
  • سيطرة عاطفة الحزن والضياع على أحداث الرواية منذ البداية.
  • إعطاء الكائنات غير الحية -البحر بصورة خاصة- في الرواية بعض الصفات الحيّة.
  • تعدد الشخصيات الواردة في الرواية وتقاطعها وتداخلها معًا، إذ جمعها حلم واحد وهمّ واحد.



ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية محاولة عيش، رواية طيور أيلول.

المراجع

  1. "لمبيدوزا"، غود ريدز. بتصرّف.