تحليل رواية طيور أيلول

تعد رواية طيور أيلول للروائية اللبنانية إميلي نصرالله من الروايات الواقعية، وفقًا لما ورد عن الأستاذة علا الآغا في قراءتها النقدية لها، وقد نالت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين، وفي هذا المقال تحليل مفصل لها.

تحليل رواية طيور أيلول

وفقًا لما ورد عن الأستاذة علا الآغا في قراءتها النقدية لهذه الرواية فقد حاولت الكاتبة إميلي نصر الله من خلال هذا العمل الأدبي تسليط الضوء على العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في القرية، ورَصْد صعوبات المعيشة واختلاف الثقافات بين الأجيال، كما أشارت إلى مشاعر الغربة والفراق والبُعد التي عايشها أبناء القرية نتيجة الظروف التي مروا بها، وللتوضيح أكثر تم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:^[١]

العنوان

حملت الرواية اسم "طيور أيلول"، وهي تلك الطيور المهاجرة التي تسافر جماعات إلى أماكن الدفء والكلأ مبتدئةً رحلاتها في أيلول، وهذا يُحاكي تمامًا حال القرية وأبنائها، الذين كانوا في حالة هجرة دائمة هربًا من الأوضاع الثقافية والاقتصادية هناك، فيبقى أيلول موحشًا بفراق الأحبة، ويبقى ليله الطويل مؤرقًا لعيون الأهالي.^[١][٢]

المكان

تدور أحداث رواية طيور أيلول بصورة أساسية في قرية موجودة في الجنوب اللبناني، إلى جانب المدينة، وقد قسمت الأماكن الواردة إلى أماكن مفتوحة (مثل القرية والمدينة) وأخرى مغلقة (مثل الغرفة والبيت).^[٢]

الشخصية الرئيسية

تدور أحداث رواية طيور أيلول حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:^[٣]

• منى: هي فتاة محبة للعلم والتعلم، سعت جاهدة للذهاب إلى المدينة لاستكمال دراستها، فقد كان التعلم حكرًا على الرجال في القرية، وكانت منى رافضة للكثير من عادات القرية وثقافتها، مثل محاربة التعليم المرأة، وثقافة القرية حول الحب وعلاقة الرجل بالمرأة، وقد استطاعت في النهاية أن تذهب إلى المدينة وتحقق حلمها، إلا أنها بقيت متعلقة بالقرية وأهلها وجمالها.

الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية طيور أيلول بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٤][٥]

• الجدة: تمثل المرأة الكبيرة التي تتمتع بالخبرة، تنقلها إلى حفيدتها منى بأسلوب قصصي مليء بالمتعة والحب والحنان، وقد كانت لوفاتها تأثير كبير في منى.
• الأب: يمثل الرجل المتعلم والمثقف الذي لا يجرؤ على الخروج عن أعراف القرية لأنها أكبر من ثقافته ومن قدرته على المواجهة.
• مرسال: هي صديقة منى المقربة، فتاة طيّبة وجميلة، سعت جاهدة لإنهاء علاقة حبها نهاية سعيدة، وقد هاجرت مع حبيبها (راجي) إلى الغرب، لأنه كان يقول لها دائما أن حدود القرية تكتم أنفاسه.
• راجي: يمثل الشخصية الطامحة للأفضل، لكن خارج حدود القرية، وقد وقع في حب مرسال.
• مريم: تمثل شخصية مريم الفتاة التي أصبحت قضية حبها لفواز حديث القرية وشغلها الشاغل، لكنها لم تستطيع الدفاع عن حبها وكانت نهايتها القتل برصاص فواز، بعد أن قتلها كلام أهل القرية عنها.
• فواز: يمثل شخصية الشاب المتشرد، الذي أحب فتاة حالت الظروف المادية والاجتماعية دون أن يحظى بها.
• نجلا: كانت المعتقدات حاجزًا منيعًا في طريق حب نجلا، فقد اضطرت للزواج من شاب آخر غير الذي تحبه بعد أن تدخلت نساء القرية في اختيار عريسها المستقبلي، فهي أحبت (كمال) صديق أخيها، إلا أنّ أخاها المحب لأخته ولصديقه وقف في وجه هذا الحب تحت ضغط ثقافة القرية وعاداتها.

الأحداث الرئيسية

تدور الأحداث حول قصة (منى) الفتاة الطموحة المحبة للعلم، التي سعت إلى تحقيق حلمها بإكمال الدراسة خارج القرية، كانت مني تدعم فتيات القرية وتقف إلى جانبهن، وقد عرضت الكاتبة نماذج كثيرة لقصص الحب والهجرة في القرية، وأشارت إلى دعم منى لصديقتها مرسال في حبها لراجي الذي كان يطمح للهجرة إلى الغرب، كما وقفت إلى جانب مريم التي أحبت فواز، ذلك الشاب الذي لم يرقَ لمستواها الاجتماعي والمادي ولم يتقبل أحد زواجه منها، بالإضافة إلى ذلك عرضت الكاتبة من خلال الساردة منى قضية نجلا التي أحبت كمال، الشابّ يعتنق مذهبًا مخالفًا لمذهبها.^[٣]

العقدة

تتمثل عقدة الرواية برفض الأسرة والمجتمع في القرية فكرة تعليم (منى) في المدينة، فقد كانت العادات والتقاليد الراسخة في القرية وكلام أهلها عائقًا كبيرًا أمام إتمام تعليمها.^[٦]

الحل

سافرت (منى) لإكمال تعليمها في المدينة، ودخلت معترك الحياة فيها بصخبها وسرعتها وقسوتها، فكانت الأيام تمضي دون أن تشعر، وكانت كثيرًا ما تشتاق للقرية وذكرياتها وحياتها هناك.^[٧]

السمات الفنية في رواية طيور أيلول

تتسم رواية طيور أيلول بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها ما يأتي ذكره:^[٨][٩]

• جمال التصوير الفني بما يخدم النص ويعمق الإحساس بالمشاهد والأحداث.
• الدخول إلى أعماق النفس الإنسانية وما فيها من تحديات وطموحات وهموم.
• الوصف الدقيق للشخصيات والأماكن الواردة في الرواية.
• اللجوء إلى الحوار للدخول إلى عمق الحدث الروائي.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية عساكر قوس قزح، رواية كوابيس بيروت.