من هو توفيق الحكيم؟

عرف الأدب العربي -والمسرح على وجه الخصوص- واحدًا من أبرز الكُتّاب والأدباء، وهو توفيق إسماعيل الحكيم، الكاتب المسرحي والأديب المصري، الذي عُدّ من أبرز روّاد الأدب العربي بما أنتجه من أعمال مسرحية وروائية حملت رسالة إنسانية تتعلق بالفرد والجماعة، فقد كان له فكره وأسلوبه الخاص الذي تميّز وتفرّد به عن غيره، فنال حظًا كبيرًا من الاهتمام في الوسط الأدبي.[١]


مولد توفيق الحكيم ونشأته

ذكرت جُلّ المصادر التي تناولت حياة توفيق الحكيم أنّه وُلِد عام 1898م في ضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية، نشأ بين أحضان أسرة ميسورة الحال حرصت على توجيهه إلى طريق العلم والمعرفة، ومن الجدير بالذكر أنّه ينحدر من أصلين مختلفين؛ فوالده مصريّ يعمل في السلك القضائي ووالدته تركيّة الأصل، الأمر الذي ترك أثرًا واضحًا في شخصيته لاحقًا، كما كانت طبيعة الحياة التي عاشها مصطبغة بالتراث الشعبي، فنشأ محبًا له ومتأثرًا به.[٢][٣]


دراسة توفيق الحكيم

تلقى توفيق الحكيم تعليمه الابتدائي في مدرسة دمنهور الابتدائية، وقد بدت عليه في هذه المرحلة أمارات النباهة والعقلية الفكريّة التواقة للمعرفة، وبعد أن أنهى تعليمه الابتدائي -وكان ذلك عام 1915م- انتقل إلى القاهرة -وأقام عند أمامه- والتحق بإحدى المدارس الثانوية فيها وهي مدرسة محمد علي، وبدأ في هذه السنّ يطّلع على الشعر فأُغرم به، خاصة الشعر العاطفيّ.[٤]


بعد انتهاء الدراسة الثانوية انتقل توفيق الحكيم -وقد صار أكثر نضوجًا ومعرفة- إلى المرحلة الجامعية، وتخصص في مجال القانون وفقًا لرغبة والده وعكس رغباته هو؛فقد كان ميالًا إلى الآداب والفنون، لكنّه رضخ لرغبة الوالد وحصل على الليسانس في القانون عام 1924م، بعدها قرر الانتقال إلى فرنسا لإكمال الدراسة والتحضير للدكتوراه في المجال ذاته، إلى أنّ نفسه الأدبية طغت على ذلك؛ فانصرف إلى الاطلاع على القصص والأدب المسرحي الأوروبي وغاص في أعماقه فرحًا مسرورًا، وتردد على المسارح ودار الأوبرا كثيرًا، كما أنه شُغِف بالموسيقى الأوروبية.[٣]


عمل توفيق الحكيم

بقي توفيق الحكيم في فرنسا ما يقارب السنوات الأربع -أي ثلاث سنوات ونيّف-، عاد بعدها إلى مصر وعمل وكيلًا للنائب العام في المحاكم المختلطة متنقلًا بين المدن والمحافظات، واستمرّ في هذه الوظيفة مدة سنتين، واننتقل بعد ذلك إلى وزارة المعارف العمومية وعمل فيها مديرًا للتحقيقات، ومن ثم عمل في وزارة الشؤون الاجتماعية بمنصب مدير مصلحة الإرشاد الاجتماعي.[٥][٣]


وتجدر الإشارة إلى أنّ توفيق الحكيم قد نشط في هذه المرحلة -أي بعد عودته إلى مصر- من حياته في مجال الكتابة والتأليف حتى صار واحدًا من أبرز الشخصيات في الأدب العربي الحديث، فسار في طريق أخرى وعمل بالصحافة في إحدى الجرائد، ومديرًا عامًا في دار الكتب، وكان عضوًا دائمًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.[٥][٣]


خصائص أسلوب توفيق الحكيم الأدبي

امتاز أدب توفيق الحكيم بمجموعة من الخصائص والمميزات، يُذكر منها الآتي:[٦][٧]

  • القدرة على الدمج بين ما هو واقعي وما هو خيالي بطريقة فنّية مبتكرة.
  • الوصف الدقيق والتصوير الفني باستخدام مختلف أنواع المحسنات البديعية، وهذا يدلّ على قدرة بلاغية كبيرة يتمتع بها الكاتب توفيق الحكيم.
  • الاهتمام بفضاء الريف اهتمامًا واضحًا؛ فكان المكان الرئيس الذي تدور فيه الأحداث في الكثير من أعماله الأدبية، وكشف من خلاله عن طبيعة العلاقات بين الأفراد.
  • تعدّد دلالات العمل الأدبي ما بين دلالات سلبية وأخرى إيجابية، وفق ما يقتضيه الموضوع الذي يطرحه توفيق الحكيم.
  • كشفت الأعمال المسرحية لتوفيق الحكيم عن وعيه الكبير واطّلاعه الواسع على المسرح الغربي.[٨]


مسرحية أهل الكهف

يمكن القول إنّ مسرحية "أهل الكهف" واحدة من أبرز المسرحيات والأعمال الأدبية التي ألّفها الكاتب المصريّ توفيق الحكيم؛ إذ إنّها أثارت جدلًا كبيرًا في الوسط الأدبيّ، ولاقت واهتمامًا لافتًا من النّقاد والدارسين والباحثين، ويحكي فيها توفيق الحكيم -كما يتضح من اسمها- قصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم لكن بطريقة فنية مختلفة خاصّة به وبأسلوبه.[٩]


أبرز مؤلفات توفيق الحكيم

توجد مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية والمؤلفات البارزة التي أنتجها الكاتب توفيق الحكيم، من بينها ما يأتي ذكره:

  • رواية عصفور من الشرق: يصور الكاتب توفيق الحكيم في هذه الرواية الصراع بين الشرق ومعتقداته وتراثه والغرب ومعتقداته، وذلك من خلال قصة شابّ من الشرق سافر إلى الغرب -فرنسا بالتحديد- للدراسة فيها، وهناك بدأت ملامح الاختلاف بين المجتمعين بالظهور.[١٠]
  • رواية يوميات نائب في الأرياف: يُصوّر توفيق الحكيم في هذا العمل الأدبي جانبًا من حياته عندما كان يعمل وكيلًا في أحد أرياف مصر، فأشار من خلال الأحداث التي مرّ بها وسردها في هذه الرواية إلى طبيعة الواقع الريفيّ وطبيعة الحياة فيه.[١١]


وفاة توفيق الحكيم

توفي توفيق الحكيم في شهر تموز من عام 1987م عن عمر يُناهز 89 عامًا، وقد ترك خلفه إرثًا أدبيًا كبيرًا في المكتبة العربية تناوله النقاد والباحثون بالدراسة.[١٢]


ولقراءة معلومات عن المزيد من الكُتّاب والأدباء: أيمن العتوم، نجيب محفوظ.

المراجع

  1. رزقينا فجرية، Fajriah_521202792.pdf أفكار لتوفيق الحكيم في قصة قصيرة "مؤتمر الحب"، صفحة 17. بتصرّف.
  2. إسماعيل أدهم، إبراهيم ناجي، توفيق الحكيم، صفحة 39. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث رزقينا فجرية، Fajriah_521202792.pdf أفكار لتوفيق الحكيم في قصة قصيرة "مؤتمر الحب"، صفحة 17. بتصرّف.
  4. إسماعيل أدهم، إبراهيم ناجي، توفيق الحكيم، صفحة 41. بتصرّف.
  5. ^ أ ب إسماعيل أدهم، إبراهيم ناجي، توفيق الحكيم، صفحة 53. بتصرّف.
  6. ليلى السبعان، رواية "هي في معبد الفن" لتوفيق الحكيم، صفحة 1. بتصرّف.
  7. ورود حمزة الدويك، صورة الريف في مسرح توفيق الحكيم، صفحة 163. بتصرّف.
  8. حميد علاوي، التنظير المسرحي عند توفيق الحكيم، صفحة 340. بتصرّف.
  9. عفيفة ليلي، السبك النحوي في مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم، صفحة 51. بتصرّف.
  10. "رواية عصفور من الشرق"، كتوباتي. بتصرّف.
  11. "يوميات نائب في الأرياف"، فلة بوك. بتصرّف.
  12. محمد أمير، دراسة تحليلية بنيوية توليدية في قصة قصيرة أرني الله لتوفيق الحكيم، صفحة 57. بتصرّف.