خولة حمدي
خرج من تونس عدد من الكُتّاب والأدباء الذين استطاعوا ترك بصمة واضحة في الأدب العربي، في فنّ الرواية على وجه الخصوص، وتعدّ الكاتبة خولة حمدي واحدة من أهمّ هؤلاء الأدباء وأبرزهم؛ إذ حققت من خلال أعمالها الروائية نجاحًا كبيرًا وملحوظًا، وتميّزت فيها بالحديث عن موضوعات وقضايا إنسانية مهمة بأسلوب فنّي جاذب وبلغة قوية مؤثرة.[١]
مولد خولة حمدي ونشأتها
لا بدّ من التنبيه والإشارة من البداية إلى أنّه لم ترد معلومات كافية ووافية في المصادر والمراجع حول طفولة الكاتبة خولة حمدي وظروف نشأتها وطبيعة أسرتها، وممّا ورد أنّ مسقط رأسها كان في مدينة تونس العاصمة، وذلك عام 1984م.[٢]
تعليم خولة حمدي
انبرت الكاتبة خولة حمدي إلى تلقّي العلوم والمعارف المختلفة، فحصلت على شهادات عدة في مجالات مختلفة؛ إذ إنّها تحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الصناعية، ألحقتها بشهادة الماجستير من مدرسة المناجم في فرنسا، ولم تقف خولة حمدي عند هذا الحدّ؛ فحصلت على شهادة الدكتوراه في واحد من فروع علم الرياضيات التطبيقي وهو بحوث العمليات، وذلك عام 2011م في فرنسا أيضًا، بعد ذلك أصبحت أستاذة جامعية في تقنية المعلومات، في جامعة الملك سعود في مدينة الرياض.[٣]
رواية في قلبي أنثى عبرية
إنّ رواية في قلبي أنثى عبرية تعدّ أول عمل روائي ورقي صدر للكاتبة خولة حمدي، وكان ذلك عام 2012م، وقد حقتت منها شهرة كبيرة ونالت حظًا وفيرًا من الاهتمام والدراسة، تحدثت فيها بطريقة تمزج بين الواقع والخيال عن الديانات وتمازجها في المجتمعات، من خلال قصتين متوازيتين؛ قصة فتاة مسلمة ترعرت بين أحضان عائلة يهودية لكنها بقيت محافظة على تعاليم دينها، وقصة فتاة أخرى يهودية تقع في حبّ شاب مسلم فتتغير حياتها تغيرًا كبيرًا.[٤]
أبرز مؤلفات خولة حمدي
أصدرت الكاتبة التونسية خولة حمدي عددًا من المؤلفات والأعمال الروائية، من أبرزها ما يأتي:[٢]
- رواية غربة الياسمين: تناولت خولة حمدي في رواية غربة الياسمين ضمن صفحاتها الـ (400) موضوع العنصرية في المجتمعات الغربية، من خلال قصة الفتاة ياسمين التي سافرت من تونس إلى فرنسا من أجل رسالة الدكتوراه، وهناك بدأت بمواجهة المصاعب نتيجة الاختلافات الدينية والثقافية بين المجتمعين.
- رواية أن تبقى: تدور أحداث هذا العمل الأدبي حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية للشباب إلى بلاد الغرب وما يواجهونه فيها من صعوبات، وقد كانت هذه الهجرة نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يُعايشونها في بلادهم.
- رواية أين المفر: تحكي خولة حمدي بطريقة فنية إبداعية في روايتها هذه المعنونة بـ "أين المفر" عن الثورات الشعبية التي قامت في بعض البلاد العربية وتأثيراتها اللاحقة، وتناولت بصورة خاصة ما جرى في بلدها تونس، وقد عكست من خلال الأحداث التي أوردتها والشخصيات الموجودة فيها العديد من القيم والمبادئ، بأسلوب جاذب يُثير فضول القارئ حتى النهاية.
المراجع
- ↑ إيمان تور، خوخة دغنوش، أزمة الهوية والاغتراب في رواية أن تبقى، صفحة 77. بتصرّف.
- ^ أ ب خديجة بوسكرة، خلود زايدي، ثقافة التعايش في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑ أماني أمزيان، ابتسام براوي، finale.pdf سيميائية الثورة والوطن في رواية أين المفر، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ عيسى بريهمات، ماجدة صادقي، الآخر اليهودي في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 4. بتصرّف.