تُصنف رواية يوميّات مطلقة لمؤلفتها السورية هيفاء بيطار على أنّها سيرة روائية تعبر عن معاناة الذات، وقد حازت على اهتمام واضح من الباحثين والنقّاد والقرّاء على حدٍ سواء، وفي هذا المقال تقديم لتحليل مُفصّل لها.[١]


تحليل رواية يوميات مطلقة

تحكي الكاتبة هيفاء بيطار في روايتها "يوميّات مطلقة" بلسان المرأة المطلقة التي تعاني من الظلم والقهر من مجتمعها عند انفصالها، من خلال طرح سيرتها في فترة طلاقها،[٢] ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:


العنوان

تعد اليوميات شكلًا من أشكال السيرة الذاتية تجري فيها أحداث واقعية، وقد اختارت الكاتبة هذا العنوان "يوميات مطلقة" في إشارة غير مباشرة منها إلى القارئ بأنّ هذه الرواية جزء من سيرتها الذاتية وقعت لها بالفعل وليست من نسج الخيال، وحددتها بمدة زمنية معينة وهي فترة طلاقها.[٣]


المكان

وقعت أحداث هذه الرواية في أحد البيوت الشاميّة الذي تقطنه البطلة (الكاتبة) مع والديها وطفلتها، متنقلة بين مدن سوريا وأحيائها وشوارعها، وقد أعلنت عن قهرها وغضبها والظلم الذي عانت منه وتُعانيه منذ لحظة اتخاذ قرارها بالانفصال ونظرة المجتمع الذي تعيش فيه لها، وفي جزء من الرواية تسافر البطلة إلى (مصر) لتكون جزءًا من الفضاء المكاني للرواية.[٤]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية يوميات مطلقة حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:[٥]

  • الكاتبة هيفاء: بما أنّ الرواية توثيق لجزء من السيرة الذاتية للمؤلفتها فهي بطلتها والشخصية المحورية فيها، وقد كانت شخصية جريئة محبة للقراءة والتطلع والتغيير وعلى استعداد للتضحية من أجل أسرتها.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية يوميات مطلقة بين عدد من الشخصيات الثانوية، هي:[٥]

  • الأب: كان القدوة في الأخلاق والثقافة والعلم، حرص على تعليم ابنته حتى وصلت إلى المراتب العليا، كان الأقرب إليها والسند لها في كل شيء.
  • الأم: تعد شخصية متزنة ومثقفة وحكيمة، لم يكن لها الدور البارز والواضح في الرواية.
  • العم: هو الشقيق الأصغر لوالدها، كان كثيرًا ما يقدم لها النصائح والإرشادات، كان يؤدي دور المحامي والوسيط بينها وبين زوجها.
  • الزّوج: هو شخص مثقف لكنه قاسٍ وحقود، كان يفرض هيمنته على زوجته ليُثبت أنه الأقوى، وهو رجل متسلط يريد أن يستولي ويحكم.
  • لما: هي ابنة الكاتبة، كان عمرها عشرين يومًا عندما انفصل والداها، فلم تعرف دفء الأسرة وحنانها منذ ولادتها.
  • العاشق: هو رجل متزوج ولديه أولاد، عرف بالغرور وحبّ الذات، وبالرغم من مساوئه فهو الذي أحبته البطلة، لكنها تدرك في وقت متأخر أن اختيارها لم يكن صائبًا.
  • الشاب المصري: هو من أعجب بالبطلة وشخصيتها وبادرها بالحديث في الكثير من الأمور.


الأحداث الرئيسية

تعرض الكاتبة في هذه الرواية تجربتها الشخصية وقسوة النظام الكنسي الذي لا يعترف بالطلاق ويجبر الزوجين على قضاء فترة الهجر التي تقارب سبع سنوات للتأكد من قرارهما بالانفصال، فتسرد الكاتبة فصول حياتها بعد أن طبعتها على قصاصات وجمعتها في علبة السنين، وكلما تُخرج قصاصة وتضعها على جبينها تبدأ الأحداث والذكريات بالظهور أمامها، وتكون البطلة في البداية حائرة وتائهة، فلا هي زوجة ولا هي مطلقة، كما أنها أم لطفلة صغيرة حاول الجميع استعمالها كسلاح للضغط عليها للعودة إلى زوجها، وقد كان عم البطلة الوسيط لتسليم الطفلة واستلامها في الزيارة الأسبوعية.[٤]


وقد بدأت الخلافات بين البطلة وزوجها وهي في فترة النفاس، واختارت قضاء بضعة أسابيع في منزل عائلتها لتهدئة النفوس، لكن زوجها اختار القطيعة ومنعها من دخول المنزل وأرسل إليها حاجياتها إلى منزل عائلتها.[٤]


العقدة

تذهب البطلة إلى مصر في رحلة من أجل الراحة والاستجمام، فكانت بمثابة فترة نقاهة اختارت فيها البطلة العزلة والاستمتاع بالطبيعة، وهناك تتعرف على المرشد السياحي ويتبادلان أطراف الحديث ويتضح أنه هو مطلق أيضًا، كما تعيش البطلة سنة كاملة في بيتها منبوذة لا تجتمع مع والدها لشعورها أن الناس تحتقره بسببها.[٤]


الحل

بعد سنوات من الصراعات القاسية التي خاضتها البطلة تقرر أن تنقذ نفسها من خلال الحب، وتدعو إلى أخذ العبرة من التجارب الصعبة وعدم اليأس وفقدان الأمل.[٤]

[٦]


السمات الفنية في رواية يوميات مطلقة

يُشار إلى أنّ رواية يوميات مطلقة تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٧]

  • استخدام عبارات واضحة وسلسة ودقيقة.
  • تشكّل الرواية لوحة فنية غنية بالدلالات.
  • الاعتماد على تقنية الوصف التي تساهم في بناء النص السردي.
  • أداء الشخصيات في الرواية لدور فعال ساهم في إبراز جمالية النص.
  • سرد الأحداث بضمير المتكلم، مما يشير إلى أن الرواية سيرة ذاتية للكاتبة.


ولقراءة تحليل المزيد من روايات السيرة الذاتية: رواية امرأة من طابقين، رواية البئر الأولى.

المراجع

  1. إلهام بوزيد، فطيمة الزهراء قبايلي، نهائية.pdf حضور الذات في رواية يوميات مطلقة، صفحة 126. بتصرّف.
  2. أسماء بن بشير، سلمى مقري، جمالية الشخصية الروائية في رواية يوميات مطلقة، صفحة 56. بتصرّف.
  3. إلهام بوزيد، فطيمة الزهراء قبايلي، نهائية.pdf حضور الذات في رواية يوميات مطلقة، صفحة 39. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج أسماء بن بشير، سلمى مقري، جمالية الشخصية الروائية في رواية يوميات مطلقة، صفحة 59. بتصرّف.
  5. ^ أ ب إلهام بوزيد، فطيمة الزهراء قبايلي، نهائية.pdf حضور الذات في رواية يوميات مطلقة، صفحة 99. بتصرّف.
  6. بنور عائشة، "قراءة سيكولوجية في :** انشطــار امــرأة ** في يوميات مطلقة وامرأة من طابقين ـ للروائية هيفاء بيطار"، المجلة الثقافية الجزائرية. بتصرّف.
  7. أسماء بن بشير، سلمى مقري، جمالية الشخصية الروائية في رواية يوميات مطلقة، صفحة 55. بتصرّف.