تنتمي رواية مذكرات طبيبة لمؤلفتها المصرية نوال السعداوي إلى أدب السيرة الذاتية المتداخلة مع الفن الروائي، حسب ما ورد عن الكاتب والناقد عبد القادر كعبان في قراءته التحليلية لها، وقد لاقت هذه الرواية اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية مذكرات طبيبة
وفقًا لما ورد عن الأستاذة زاهية بوجناح في دراستها التحليلية لرواية "مذكرات طبيبة" فإن نوال السعداوي تناولت فيها قضية تهميش الأنثى في المجتمع وتفضيل الذكر عليها، وحاولت تجاوز الفروق بين الذكر والأنثى، ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يشكل عنوان العمل الأدبي العتبة الأولى للدخول إلى النص، ويُلاحظ أنّ عنوان هذه الرواية "مذكرات طبيبة" يُحيل القارئ إلى بُعد أيديولوجي نسويّ، إذ يمهّد للقارئ أنّ الإطار العام لهذه الرواية يدور حول المرأة وقد جاء بخطاب نسويّ، الأمر الذي يُشير إلى أنّ المرأة وروايتها هي أساس الحكاية.[١]
المكان
بما أنّ الكاتبة تُشير في هذه الرواية إلى جانب من جوانب حياتها فقد اتخذت من بيئتها ومجتمعها فضاءً لما ورد في هذه الرواية من أحداث في مذكرات الطبيبة، دون أن تذكر أماكن محددة بعينها، وفقًا لما ورد في دراسات تحليلية لمجموعة من الباحثين لهذه الرواية.
الشخصيات الرئيسية والثانوية
وفقًا لما ورد عن الكاتب والناقد عبد القادر كعبان في قراءته التحليلية والنقدية لهذه الرواية فلم ترد فيها شخصيات مذكورة بأسمائها، وإنما جاءت على لسان الساردة متمثلةً بثنائية (الأنا) التي تجسّدها الكاتبة نفسها و(الآخر) الذي يجسّده الأشخاص المحيطون بها؛ الأب، والأم، والأخ، والزوج، وغيرهم.
الأحداث الرئيسية
تحكي الكاتبة في هذه الرواية قصة فتاة تتنبّه منذ طفولتها إلى الفروق بينها وبين أخيها والتمييز في المعاملة، فتعلن الرفض والتمرّد على ذلك، فتجد في دراستها أقوى سلاح، إذ تحقق نتائج ممتازة في المرحلتين الأساسية والثانوية، متصديةً لأي محاولات تحاول إعاقتها عن طريقها وتوجيهها كما بقية الفتيات نحو العناية بشؤون المنزل والزواج فقط، فتحصل على الشهادة الثانوية بتفوق كبير.[٢]
العقدة
تتجه هذه الفتاة إلى دراسة الطب وتتفوق فيه، لكنها تواجه خلال هذه المرحلة تجربة فكرية حادة سلّمتها إلى خيبة كبرى، فتقرر حزم أمتعتها والانتقال إلى الريف وممارسة مهنة الطب هناك، وفي الريف تتبين لها حقائق عجيبة عن الطب وعن نفسها وعن العالم بأكمله.[٢]
الحل
تعود الطبيبة إلى المدينة وتعمل في عيادة خاصة بها وتتزوج، إلا أن زواجها لا يدوم طويلًا بسبب مواقف زوجها وآرائه حول النساء، وتصرّ على موقفها والسير في الطريق الذي اختارته لنفسها حتى تلتقي بالرجل الذي تحلم به ويوافق عقليتها في النهاية.[٢]
السمات الفنية في رواية مذكرات طبيبة
يُلاحظ بعد قراءة رواية مذكرات طبيبة أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتب والناقد عبد القادر كعبان في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- حبك الأحداث الواردة في الرواية وجعلها تتفاعل مع المكنة التي مرت فيها.
- الامتداد الزمني بين الماضي والحاضر، من خلال الاستعانة بتقنية الاسترجاع.
- مزج سرد الأحداث بأسلوب ساخر.
- استخدام لغة بسيطة ساعدت بطلة الرواية على البوح عمّا في داخلها.
ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من روايات السيرة الذاتية: رواية شيخ الرماية، رواية رجوع إلى الطفولة.
المراجع
- ↑ حنان بشارة، Bshara.pdf تقاطع وتعالق الرواية النسائية نوال السعداوي أنموذجًا، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب ت حنان بشارة، Bshara.pdf تقاطع وتعالق الرواية النسائية نوال السعداوي أنموذجًا، صفحة 37. بتصرّف.