تعدّ رواية "في سبيل التاج" في الأساس مأساة شعرية تمثيلية كتبها الأديب الفرنسي فرانسوا كوبيه وترجمها المصري مصطفى لطفي المنفلوطي إلى العربية وتصرّف بها كعمل روائي، وقد نالت اهتمام النقاد والدارسين إلى جانب القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا لها.[١]


تحليل رواية في سبيل التاج

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لهذه الرواية يطرح الكاتب فيها قضية الوطنية والدفاع عن الوطن، وقضية الأبوة والبنوّة، وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كالآتي:


العنوان

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لهذه الرواية فإن العنوان "في سبيل التاج" يحمل بعض الإشارات والدلائل على القضية الأساسية التي طرحها الكاتب بين سطور هذا العمل الأدبي، والتي ستتكشف للقارئ أكثر عند الدخول إلى عالم الرواية.


المكان

تدور الأحداث في رواية "في سبيل التاج" في أراضي البلقان، وبصورة عامة قسمت الأماكن الواردة فيها إلى أماكن مغلقة مثل: السجن، والقصر، وأماكن مفتوحة مثل ساحة المدينة.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية في سبيل التاج بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٣]

  • قسطنطين: يعدّ الشخصية المحورية والأكثر حضورًا في الرواية، وهو يتيم الأم، تربى ونشأ في قصر والده القائد برانكومير، وتربى على أسس سليمة وعلى حب الوطن.
  • برانكومير: هو القائد الذي كانت له مكانة كبيرة عند أبناء شعبه، فكان يمثل لهم الأمان والاستقرار، وبعد وفاة زوجته والدة قسطنطين تزوج من امرأة يونانية كانت نقطة تحول في حياته.
  • بازليد: هي المرأة اليونانية التي تزوجها برانكومير، كانت تتصف بالحنكة والذكاء إلى جانب الجمال، كما كانت تطمح للوصول إلى السلطة والأمجاد من خلال زواجها ببرانكومير.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية في سبيل التاج بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • بانكو: هو ضابط عثماني اسمه الحقيقي إبراهيم بك، كان يتصف بالمكر والحقد، فدخل إلى قصر برانكومير كجاسوس متنكر على أنه موسيقي مسكين.
  • الأسقف أتين: هو رجل صالح من رجال الدين، كان مرشحًا لمنصب الملك هو والقائد برانكومير، فنصّبته اللجنة ملكًا على أراضي البلقان لما يمتلكه من صفات تؤهله لهذا المنصب.
  • أورش: هو جندي روماني من أتباع الأسقف أتين، كان يُقنع الآخرين بأحقية أتين في تولي عرش البلقان.
  • لازار: هو الحارس الخاص بقصر القائد برانكومير، وموضع ثقته وثقة زوجته الأميرة بازليد.


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب قصة القائد البلغاري برانكومير وابنه قسطنطين زمن الحروب التركية، وقد كان قسطنطين يتصف بالأخلاق الكريمة والشجاعة والصبر لكنه يعيش في عزلة بسبب وفاة أمه وانشغال والده عنه بعد زواجه من اليونانية بازليد، لذلك كان يخاطر بنفسه في المعارك ويهب نفسه للموت، وفي إحدى المعارك أنقذ فتاة اسمها ميلنزا من يد الجنود وطلب من والده أن يأخذها كغنيمة حرب ولا يقتلها فوافق، وبدأ قسطنطين يتحدث معها ويُرشدها إلى وجود الله بعد أن اكتشف أنها لا تعرف شيئًا عن وطنها ولا عن دينها ولا أصلها، فأصبحت عزاءه الوحيد عن همومه.[٥]


وفي منعطف آخر تم تنصيب الأسقف أتين ملكًا على البلقان، الأمر الذي أثار الحقد في نفس القائد برانكومير؛ فكان يرى نفسه الأحق بتولي هذا المنصب، فاستعانت زوجته بجاسوس تركي متنكر طلب منها أن تقنع زوجها ببيع وطنه للأعداء، فوافق برانكومير ووقع على وثيقة عهد.[٥]


العقدة

عرف قسطنطين بأمر بيع والده للوطن، وحاول منعه بشتى الطرق إلا أنه رفض الرجوع عن قراره، فاقتتلا بالسيف حتى غدا برانكومير قتيلًا وأسرع قسطنطين إلى الجنود لإنقاذ البلاد من الأتراك الذين كانوا يتجهزون للدخول، وبالفعل استطاعوا إنقاذ حدود البلاد، والجميع يظنّ أن القائد برانكومير مات فداء للوطن.[٥]


الحل

بدأت بازليد زوجة برانكومير تطلق على قسطنطين إشاعات بأنه خائن، وقدمت للملك الوثيقة التي وقع عليها والده؛ فأمر الملك بالقبض على قسطنطين وإدخاله إلى السجن، واجتمع مجلس القضاء للنظر في أمره، فكان الحكم أن يُشد وثاقه تحت تمثال أبيه البطل المُحب لوطنه، فيركله كل من يمشي لأنه مجرم في حق وطنه فيموت خجلًا، فاستقبل قسطنطين الموت ولم يُرد أن يشوّه سمعة أبيه، فطلبت منه ميلنزا أن يعترف بالحقيقة لكنه رفض، فأخرجت الخنجر وطعنته في صدره وقالت له "مُت شريفًا" ثم طعنت نفسها، وظلت الحقيقة غائبة مدة 35 عامًا، فلما مرضت بازليد وحضرتها الوفاة اعترفت للكاهن بكل شيء، فأصبح قسطنطين أشرف الناس وأعظمهم إخلاصًا.[٥]


السمات الفنية في رواية في سبيل التاج

تتسم رواية في سبيل التاج بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، منها ما يأتي:[١]

  • تنوع شخصيات الرواية وتعدد أبعادها.
  • بناء الرواية بطريقة فنية مُحكمة تجذب القراء.
  • الاعتماد على تقنيتي الاسترجاع والاستباق.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تناولت موضوع حب الوطن: رواية النداء الخالد، رواية عذراء جاكرتا.

المراجع

  1. ^ أ ب نسرين حمومة، وسيلة دراجي، توظيف الشخصية في رواية في سبيل التاج، صفحة 85. بتصرّف.
  2. نسرين حمومة، وسيلة دراجي، توظيف الشخصية في رواية في سبيل التاج، صفحة 82. بتصرّف.
  3. نسرين حمومة، وسيلة دراجي، توظيف الشخصية في رواية في سبيل التاج، صفحة 53. بتصرّف.
  4. نسرين حمومة، وسيلة دراجي، توظيف الشخصية في رواية في سبيل التاج، صفحة 60. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث نسرين حمومة، وسيلة دراجي، توظيف الشخصية في رواية في سبيل التاج، صفحة 87. بتصرّف.