تناقش رواية شيفرة بلال لمؤلفها العراقي أحمد خيري العمري من الروايات التي تناولت قضية إنسانية عقائدية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية شيفرة بلال
حسب ما ورد عن الكاتبة فاتن رمضان في قراءتها النقدية لهذه الرواية أخذ الكاتب أحمد خيري العمري القارئ في روايته هذه برحلة من الإلحاد المطلق إلى الإيمان المطلق، متنقّلًا بين مشاعر الحب والكراهية والعنصرية، والألم والصبر، وذلك من خلال قصة الصحابي بلال بن رباح الحبشي -رضي الله عنه-، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
وفقًا لما ورد عن الكاتبة فاتن رمضان في قراءتها النقدية لهذه الرواية يعد العنوان "شيفرة بلال" جذّابًا ويعبر عن الفكرة الأساسية للرواية؛ فالشيفرة كانت طريقة عبور بلال الحبشي للحرية، وهي أيضًا طريقة عبور الطفل بلال للتعايش مع مرضه ومجتمعه، وأصبحت شيفرة بلال الحبشي (أحد أحد) كلمة سرّ الطفل بلال.
المكان
تدور أحداث قصة الطفل بلال في مدينة (نيويورك) ببلداتها وشوارعها، أما المكان في قصة بلال بن رباح الحبشي فقد تضمن (المدينة المنورة) و(مكة المكرمة)، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل الشارع) وأخرى مغلقة (مثل المستشفى والمدرسة).[٢]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية شيفرة بلال بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٣]
- بلال النيويوركي: يعد الشخصية المحورية في الرواية، وهو فتى يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا يعيش في بروكلين، ينتمي إلى طبقة اجتماعية متوسطة، وبعد معرفة إصابته بمرض السرطان يبدأ بالبحث عن نفسه انطلاقًا من شخصية بلال بن رباح.
- لاتيشا: هي والدة بلال النيويوركي، امرأة مثقفة ومثال للتضحية والشجاعة، تعمل معلمة في بروكلين، تعاملت مع مرض ابنها بوعي وقوة، وكانت له الأم والأب.
- أمجد الحلواني: هو رجل مثقف من أصول عربية، ولد وترعرع في أمريكا، وكان مُلحدًا لا إيمان لديه، لكنه استطاع الوصول إلى فكرة الإيمان.
- بلال بن رباح الحبشي: يعدّ الشخصية المؤثرة في جميع شخصيات الرواية، فقد سرد الكاتب قصته والظلم الذي تعرض له، وكيف نال منزلة رفيعة في الإسلام.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية شيفرة بلال بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٣]
- سعيد: هو زوج لاتيشا ووالد بلال، أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بالصحابي بلال بن رباح، لكنه مارس الظلم والاضطهاد ذد زوجته لاتيشا.
- الطبيب زاك: هو من شخّص مرض بلال وأخبر أمه بمرض ابنها الخبيث، وقد بقي متابعًا لحالته من بدايتها حتى النهاية.
- جون واشنطن ومايك: هما زميلا بلال في المدرسة، مارسا عليه العنف المعنوي والجسدي.
- عبدول: هو صديق أمجد الحلواني اسمه الحقيقي عبد العزيز، يعود إلى أصول عربية.
- كريستين: هي صديقة أمجد من أصول أمريكية، كانت دائمًا ما تُعايره وتقلل من قيمته كونه يعود إلى أصول عربية.
الأحداث الرئيسية
يربط الكاتب في هذه الرواية بين أحداث قصة بلال الأمريكي بشخصية إسلامية وهو بلال بن رباح الحبشي، إذ تدور الأحداث حول الطفل بلال وعمره ثلاثة عشر عامًا، ولد وتربى في أمريكا من أم ذات أصول أفريقية، ربّته وحيدةً بعدما تخلّى عنه والده، وقد كان بلال يُعاني من العنصرية بسبب بشرته السوداء التي ورثها عن أمه، كما يُصاب بالسرطان ولا أمل في نجاته.[١]
يسمع بلال بالصدفة عن فيلم سيُعرَض بعد أشهر عن شخصية إسلامية تحمل اسمه "بلال الحبشي"، فيتملّكه الفضول لمعرفة المزيد حول هذه الشخصية، لكن حسب التقديرات ووضع بلال الصحي الفيلم سيُعرَض بعد وفاته، فقرر مراسلة أحد المسؤولين عن الفيلم "أمجد" لمعرفة المزيد حول هذه الشخصية الإسلامية، فيوافق أمجد على طلب بلال نظرًا لحالته الصحية، ومن هنا يبدأ سرد قصة بلال الحبشي.[١]
العقدة
يتبادل الطفل بلال مع أمجد الحلواني رسائل إلكترونية يدور موضوعها حول معلومات عن بلال بن رباح، وقد حدّثه عن الصخرة التي واجهها بلال الحبشي في حياته، وأخبره أنّ كل إنسان يتعرض لهذه الصخرة، التي كانت نقطة التحول بالنسبة لشخصيات الرواية.[٤]
الحل
أدرك الطفل بلال صخرته وهي المرض وأراد مواجهته، وقد أيقن بوجود الله عزّ وجلّ وانتقل إلى عالم الإيمان، وتفجرت موهبته في الكتابة وأنشأ مدونة خاصة به، وأصبح بلال -حتى وهو على فراش الموت- وأمه نجمين مشهورين، كما أدرك أمجد الحلواني صخرته وهي كريستين، فاستطاع أن يتخلص من ظلم الإلحاد ويعيش في نور الإيمان والتوحيد.[١][٤]
السمات الفنية في رواية شيفرة بلال
بعد قراءة رواية شيفرة بلال يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتبة فاتن رمضان في قراءتها النقدية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- استخدام لغة جزلة حية نابضة ساهمت في نقل مشاعر الشخصيات ومواقفهم إلى القارئ.
- الاعتماد على تقنية الفلاش باك، والمزج بين الزمن الماضي والزمن الحاضر.
- التركيز على الأحداث أكثر من التركيز على المكان.
- الانتقال بين الماضي والحاضر بانسيابية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية لقيطة إسطنبول، رواية في سبيل التاج.
المراجع
- ^ أ ب ت ث صلاح الدين بن جعيمة، حكيمة توم، البعد النفسي للشخصيات في رواية شيفرة بلال، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ راضية عليقي، شهيناز شادي، شهيناز.pdf الأنساق الثقافية في رواية شيفرة بلال، صفحة 75. بتصرّف.
- ^ أ ب راضية عليقي، شهيناز شادي، شهيناز.pdf الأنساق الثقافية في رواية شيفرة بلال، صفحة 64. بتصرّف.
- ^ أ ب راضية عليقي، شهيناز شادي، شهيناز.pdf الأنساق الثقافية في رواية شيفرة بلال، صفحة 89. بتصرّف.