تحليل رواية رامة والتنين

تعد رواية رامة والتنين لمؤلفها المصري إدوارد الخراط من الروايات التي تمّ توظيف الأسطورة فيها لتصوير بعض القضايا الاجتماعية، ويُشار إلى أنّها شغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.^[١]

تحليل رواية رامة والتنين

حسب ما ورد عن الكاتبة ابتسام أبو دهب في قراءتها لهذه الرواية صوّر الكاتب إدوارد الخراط في من خلال قصة الحب بين رامة وميخائيل عمق التجربة الإنسانية، وما يتولّد في النفس من صراع وخوف مدى الحياة، مضمنًا الرواية العديد من الأبعاد الفلسفية والرمزية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

يشكل عنوان الرواية "رامة والتنين" العتبة الأولى للدخول إلى المتن الروائي، يتعلق الجزء الأول منه "رامة" بواقعية الرواية، فهو اسم البطلة التي تدور الأحداث حولها، أمّا الجزء الثاني "التنين" فيحمل طاقة إيحائية لدلالة أسطورية، الأمر الذي يثير التساؤلات في ذهن القارئ حول الترابط بين الواقع والأسطورة، وهو ما سيتضّح عند الدخول أكثر إلى عالم الرواية.^[٢]

المكان

وفقًا لما ورد عن الدكتور سمير خالدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في مصر، تحديدًا في مدينة (القاهرة)، ويُشار إلى أنّ الأماكن الوارد ذكرها تقسم إلى أماكن مفتوحة (مثل المدينة) وأخرى مغلقة (مثل الفندق والغرفة).^[٣]

الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية رامة والتنين بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:^[٤]

• رامة: تعد بطلة الرواية والشخصية المحورية فيها، وهي امرأة مصرية مسلمة بلغت سن الرشد، كانت تعيش حياة هادئة وسعيدة كما يبدو، ولها دور فعال في حياة ميخائيل.
• ميخائيل: يعد بطل الرواية أيضًا، وهو رجل مصري غير مسلم يتصف بالتواضع، أحبّ رامة حتى الجنون، وقد جعله الكاتب يتقمص صورة التنين الذي يشكّل عائقًا بينه وبين رامة.

الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية رامة والتنين بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٤]

• بيتر: هو صديق رامة وميخائيل فنلندي الجنسية، كان يُثير قلق ميخائيل ويشعر بأنّه ينافسه على رامة.
• الجرسون: كان يقدم لرامة وميخائيل الشراب والطعام في المطعم.
• صديق رامة الجزائري: تعرفت عليه رامة عندما كانت في البعثة المصرية لدراسة الآثار اليونانية والرومانية.
• ريتشارد: هو أستاذ رامة الأمريكي في الجامعة، وقد كان يحبها كثيرًا وتقدم لخطبتها لكنه لم يستطع الزواج منها.
• سامح: هو صديق رامة الذي كان يُثير قلق ميخائيل وغيرته على رامة.

الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن الكاتبة ابتسام أبو دهب في قراءتها لهذه الرواية يحكي الكاتب قصة حب بين ميخائيل ورامة، متمثلةً بحوار يدور بين رجل وامرأة تمتزج فيها عناصر أسطورية ورمزيّة فرعونية ويونانية وإسلامية، وقد رصد الكاتب من خلالها مشاعر الحب الممزوجة بالحيرة والخوف من عدم الوصل وفقد البطل لمحبوبته.

العقدة

وفقًا لما ورد عن الدكتور سمير خالدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية يحاول ميخائيل بكافة الطرق أن يتمرّد على الوضع الراهن ويعيش مع حبيبته رامة، لكنّ المجتمع الذي يعيشون فيه لا يسمح بزواج المسلمة من غير المسلم، وتمثل الوحدة دافعًا قويًا لميخائيل لاستحضار الذكريات والسفر إلى الماضي مع الحبيبة.

الحل

حسب ما ورد عن الكاتبة ابتسام أبو دهب في قراءتها لهذه الرواية يستسلم ميخائيل في النهاية لواقعه ويدفن حبه في قلبه، ويرحل بعيدًا مودعًا رامة.

السمات الفنية في رواية رامة والتنين

بعد قراءة رواية رامة والتنين يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الدكتور سمير خالدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

• تداخل الأزمنة في الرواية وتشابكها حتى يبدو البعيد قريبًا والغائب حاضرًا.
• الاعتماد على تقنية الوصف بهدف إيصال المعنى إلى القارئ ومساعدته في فهم النص.
• تتميز الرواية بالمتعة والتشويق بهدف جذب القارئ ودفعه للاستمرار بالقراءة.
• استخدام لغة هادئة وحادة في الوقت نفسه.
• الاهتمام بعنصر المكان لاحتضان أفعال الشخصيات وانفعالاتها.
• التجديد في الشكل والمضمون.
• اللجوء إلى الترميز وتوظيف الأسطورة في الرواية.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تم توظيف الأسطورة فيها: رواية بغلة العرش، رواية نزيف الحجر.