تجمع رواية حضرة المحترم لمؤلفها المصري نجيب محفوظ ما بين الجدّية والسخرية في الوقت نفسه، وفقًا لما ورد عن الكاتبة راندا لاأفت في قراءتها التحليلة لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من آراء النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية حضرة المحترم

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين علي في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإنّ الكاتب نجيب محفوظ في هذا العمل الأدبي حاول التعبير عن الوجود والفناء ودورة الحياة، وعن حقيقة الجبر والاختيار في حياة الإنسان، وذلك من خلال قصة الموظف بطل الرواية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الباحث شوقي بدر يوسف في قراءته لسيميائية العنوان عند نجيب محفوظ يتضح من خلال عنوان الرواية "حضرة المحترم" احتفاء الكاتب بالشخصية المحورية في روايته؛ إذ يُثير شكلًا من أشكال التلاقي بين مُفردتيه والشخصية الموصوفة بهما، الأمر الذي يُشير إلى الارتباط بين العنوان والمتن الروائي.


المكان

يُشار إلى أنّ الكاتب نجيب محفوظ اتّخذ في روايته "حضرة المحترم" المجتمع المصري فضاء يسرد فيه الأحداث ويعبّر من خلاله عن أفكاره ورؤيته حول الواقع المصري وظروفه.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية حضرة المحترم حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وفقًا لما ورد عن الباحث شوقي بدر يوسف في قراءته التحليلية، وهي:

  • عثمان بيومي: يعد البطل والشخصية المحورية في الرواية، وهو شاب فقير لا يحمل شهادات سوى الثانوية، يعمل موظفًا بسيطًا، وكان حلمه أن يُصبح مديرًا عامًا.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية حضرة المحترم بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين علي ومجموعة من الباحثين في قراءة التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • سيدة.
  • سعفان بسيوني.
  • أم حسني.
  • قدريّة.
  • راضية.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين علي والكاتبة راندا رأفت في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول الشاب عثمان بيومي الموظف الحكومي، الشاب الذي كان مبهورًا بما يرى ويشاهد عندما دخل إلى حجرة المدير العام في مكان عمله، وقد سيطرت عليه فكرة أن يحتل هو يومًا ما هذه الغرفة ويجلس على المكتب الفخم الذي يجلس عليه المدير العام، حتى ضحى بكل شيء من أجل تحقيق ذلك؛ إذ ضحى بحبيبته "سيدة" التي أحبته كثيرًا وهو كذلك أحبها، لكنه كان يُدرك أن ما بعد الحب زواج له مسؤولياته ومصاريفه، الأمر الذي يترتب عليه انشغاله عن تحقيق هدفه، فتركها لتتزوج غيره.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين علي والكاتبة راندا رأفت في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية أصبح عثمان بيومي يبتدع الأكاذيب حتى يفلت من الزواج سعيًا منه وراء تحقيق حلمه بأن يصبح المدير العام، فرئيسه المباشر في العمل رغب بأن يزوّج ابنته، إلا أنّ عثمان نجح في الإفلات منه، واستمرّ بذلك حتى غزا الشيب رأسه وقد فاته قطار الزواج.


الحل

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين علي والكاتبة راندا رأفت في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية أُصيب عثمان بمرض جعله طريح الفراش، فسمع عن ترقيته في العمل إلى منصب المدير العام وهو على فراش الموت، لكنّ الموت كان الأسبق، وبذلك يكون عثمان بيومي قد أفنى عمره كله في سبيل الجلوس على الكرسيّ لكنّه لم ينعم بذلك.


السمات الفنية في رواية حضرة المحترم

يُشار إلى أن رواية حضرة المحترم تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • إضفاء خصائص فنية على الرواية تظهر من خلال ترتيب الشخصيات وتفاعلها في الحدث.
  • تضمن الرواية العديد من الرموز والإيحاءات.
  • الاعتماد على عدة تقنيات سردية في الرواية.
  • توظيف آراء الكاتب الفلسفية بين ثنايا هذا النص الروائي.


ولقراءة تحليل المزيد من روايات نجيب محفوظ: رواية خان الخليلي، رواية الشحاذ.

المراجع

  1. فاطمة أعراب، ليلى إيدار، مريم دياب، السردية في رواية حضرة المحترم لنجيب محفوظ.pdf النظرة السردية في رواية حضرة المحترم، صفحة 41. بتصرّف.