تعد رواية الشحاذ لمؤلفها المصري نجيب محفوظ من الروايات الفلسفية والرمزية، وقد حازت على اهتمام واضح وكبير من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية الشحاذ

تقوم هذه الرواية على عدة مواضع إنسانية بدءًا من الحياة مرورًا بالحب والعلم والفن الموت، ويُشار إلى أنّ نجيب محفوظ يبحث من خلال بطل الرواية عن معنى الحياة وفلسفتها،[٢] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث شوقي بدر يوسف في دراسته لسيميائية العنوان فقد جاء عنوان هذه الرواية أوّل مدلولات النص والبداية الحقيقية لمراحل التأويل فيه؛ إذ اختاره الكاتب كدلالة على تسّول الحقيقة، و"الشحاذ" مفردة تعبر عن زخم العلاقة الناشئة بين الذات ومستويات الحكي النابعة من وقائع ما حدث داخل النص.


المكان

تقع أغلب الأحداث في هذه الرواية في مدينة (القاهرة)، بالإضافة إلى وقوع بعض الأحداث في مدينة (الإسكندرية وشوارعها وميادينها)، وبصورة عامة قسمت الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل القاهرة)، وأخرى مغلقة (مثل حجرة الانتظار وعيادة الطبيب).[٣]


الشخصيات الرئيسية

اعتمد الكاتب نجيب محفوظ في روايته هذه على شخصية رئيسية واحدة، وهي:[٤]

  • عمر الحمزاوي: هو شخص ناجح في حياته يعمل مُحاميًا، كان ثوريًا في مرحلة شبابه، وقد وصف الكاتب جوانب هذه الشخصية من بداية الرواية إلى نهايتها، بالإضافة إلى وصف تفاعلها مع الشخصيات الأخرى.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية الشحاذ بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٥]

  • عثمان خليل: تخرج من نفس الكلية مع حامد وعمر، دخل إلى السجن وأمضى هناك عشرين عامًا.
  • بثينة: هي ابنة عمر الكبرى، كانت تتبع عادة أبيها في كتابة الشعر.
  • جميلة: هي البنت الصغرى لعمر الحمزاوي.
  • مصطفى المنياوي: هو صديق عمر الحمزاوي، صحفي ومذيع تلفزيوني ومؤلف أيضًا، يُلقبه أصدقاؤه بالأصلع الصغير.
  • زينب/ كاميليا فؤاد: هي زوجة عمر، امرأة جميلة كان يحبها عمر كثيرًا، كانت إحدى تلميذات الراهبات.
  • حامد صبري: هو صديق عمر الحمزاوي، صار طبيبًا مشهورًا في القاهرة، وقد مرت مدة طويلة قبل أن يلتقي بصديقه عمر.
  • وردة: هي مغنية تعمل في ملهى ليليّ، وقد كانت امرأة جميلة وقع عمر في حبها.


الأحداث الرئيسية

يحكي نجيب محفوظ في روايته هذه قصة عمر الحمزاوي الذي كانت لديه رغبة في كتابة الشعر لكنه لم يطور هذه الموهبة، فاختار دراسة المحاماة وتخرج من جامعة الأزهر، وأصبح محاميًا ناجحًا ومشهورًا في القاهرة، وتزوج من امرأة نصرانية اسمها كاميليا فؤاد لكنها أسلمت وغيرت اسمه إلى زينب، ورزق بابنتين (بثينة) و(جميلة)، وقد عاش عمر مع عائلته بمودة وسعادة وكان مجتهدًا في عمله، لكنه يُصاب بمرض يغير حياته وعلاقته بأسرته وأصدقائه.[١]


العقدة والحبكة

يصاب عمر بمرض يؤثر في طبيعة علاقته بعائلته، ويزور صديقه الطبيب حامد لكنه لا يجد منه سوى النصح، فيبحث عن دوائه بعمل السوء في الملاهي الليلية ومصادقة النساء، وهكذا يقضي عمر الحمزاوي وقته في اتباع الشهوات وينسى عائلته، وبعد مرور مدة من الزمن يشعر بالوحدة والوحشة في حياته وأنه صار ضعيفًا بمرضه.[٦]


الحل

في يوم من الأيام يخبر مصطفى عمر الحمزاوي بأنّ زوجته زينب في المستشفى للولادة، فيفيق عمر على نفسه بأنّ له زوجة وعائلة ويذهب إلى المستشفى مسرعًا، وبعد الولادة يسكن عمر مع عائلته في البيت القديم، لكن بعد بضعة أشهر يخرج عمر بحثًا عن دواء لمرضه ولا يعود.[٢]


السمات الفنية في رواية الشحاذ

يُلاحظ بعد قراءة رواية الشحاذ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٧]

  • الوحدة بين عناصر الرواية وتماسكها.
  • تنوع الأساليب الأدبية الواردة في الرواية.
  • سيطرة العواطف في بعض مواضع الرواية.
  • التوظيف الرمزي للشخصيات، الأمر الذي يساهم في تشويق القارئ وإثارة المعنى.
  • اللغة البسيطة المستوحاة من طبيعة المجتمع، الأمر الذي يسهل على القارئ فهمها.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الفلسفية: رواية لاعب الشطرنج، رواية ظل الأفعى.

المراجع

  1. ^ أ ب دري ريمة، البنية السردية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 36. بتصرّف.
  2. ^ أ ب كاوه خضري، مقومات العالمية الأدبية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 15. بتصرّف.
  3. دري ريمة، البنية السردية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 22. بتصرّف.
  4. دري ريمة، البنية السردية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 15. بتصرّف.
  5. يانورتي نوريدا، NURIDA ZUSMAYANTI-FAH.pdf رواية الشحاذ دراسة تحليلية بنائية، صفحة 50. بتصرّف.
  6. كاوه خضري، مقومات العالمية الأدبية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 14. بتصرّف.
  7. دري ريمة، البنية السردية في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، صفحة 60. بتصرّف.