ظهرت في رواية برق الليل لمؤلفها التونسي بشير خريف النزعة التاريخية بوضوح، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث ساسي جبيل في قراءته التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من الدارسين والنقاد ومن القراء أيضًا، وقد قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية برق الليل
وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية حاول الكاتب البشير خريف في هذا العمل الأدبي إضاءة مرحلة من التاريخ التونسي ذابت في الهامش واختفت بصماتها، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
حسب ما ورد عن الدكتورزاوي لعموري في دراسته النقدية لهذه الرواية فإنّ العنوان "برق الليل" قد جاء متضمنًا لعلاقة بين متناقضين لتوحيد دلالاته مع توجّهات النص الروائي؛ إذ تحمل كلمة "برق" معنى الضوء اللامع والوهاج، أما كلمة "الليل" فتحمل معنى الظلمة والسواد، وقد هيمنت هذه الثنائية على معظم أحداث الرواية، كما يُشار إلى أنّ العنوان يُحيل إلى شخصية البطل الملحمي التونسي "برق الليل"، الذي تتعلق معظم الأحداث به، وهو شخصية من وحي خيال الكاتب.
المكان
وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية فقد اتّخذ الكاتب بشير خريف من "تونس" فضاءً لأحداث روايته بأسواقها وأحيائها وشوارعها، متعمقًا في خصوصيتها وتاريخها وأهلها، والتي ستغدو في الرواية شخصية حيّة، كما ذُكرت إفريقيا وأماكن أخرى عند استحضارها في ذاكرة بعض شخصيات الرواية.
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية برق الليل بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية، وهي:
- برق الليل.
- السلطان الحسن الحفصي.
- شعشوع الكراكجي.
- ريم.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية برق الليل بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية، وهي:
- سيدي محرز.
- الشيخ نغوش.
- سيدي بن عروس.
- خير الدين.
- باربروسة.
- علي الأقرع.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث ساسي جبيل في دراسته التحليلية لهذه الرواية يحكي الكاتب قصة الأسرة الحفصية في تونس والبطل التونسي برق الليل، راصدًا الأحداث التاريخية التي شهدتها تونس أيام السلطان الحسن الحفصي، مستشهدًا بكتب التاريخ والأخبار، وقد قرن الأحداث التاريخية بأحداث خيالية وولّد قصة عاطفية كان لبرق الليل دور البطولة فيها، إذ صوّر في هذه الروّاية مظاهر العبودية، وأشار إلى أثر قدوم خير الدين بربروس في تونس وضمّها إلى الخلافة العثمانية، كما كشف عن عوامل دخول الإسبان إلى تونس.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الباحث ساسي جبيل والدكتور زياد علي في دراستهما التحليلية لهذه الرواية قصة حب بين العبد برق الليل والمرأة الشابة ريم التي تأثّرت أطوارها بالأحداث التي شهدتها تونس أيام السلطان الحسن الحفصي، إذ بثّت في برق الليل طاقات عجيبة سخّرها للظفر بحريّته، وقد هرب من بيت سيّدته إلى بيت الدلال.
الحل
وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية كان الهروب نصيب برق الليل وقدره، فعندما كان المطلوب منه أن يُطلق التي عُقد له عليها بعد ليلة غير كاملة، وهكذا كان الفرار في آخر الرواية من نصيب برق خوفًا من الوقوع في الخيانة، كما كان فرار الإسبان عندما عاد الباشا خير الدين بعد سنوات.
السمات الفنية في رواية برق الليل
بعد قراءة رواية برق الليل يُلاحظ أنّها تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الدكتور زياد علي في دراسته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- بساطة الأسلوب في طرح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ.
- استخدام الكلمات والعبارات التونسية المحليّة في بعض مواضع الرواية.
- المزج بين التاريخ والخيال في أحداث الرواية.
- الاستفادة من الموروث الشعبي في بعض مواضع الرواية.
- التأثّر بحكاية ألف ليلة وليلة في بعض الأحيان.
- الحضور الديني الإسلامي في بعض أجزاء الرواية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية ليون الأفريقي، رواية سباق المسافات الطويلة.