تعد رواية الطريق لمؤلفها المصري نجيب محفوظ من الروايات الفكرية والفلسفية التي تحمل أبعادًا عميقةً، وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراستهم لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية الطريق

وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية ضمّن نجيب محفوظ في هذا العمل الأدبي رؤية فلسفية عميقة جسّد من خلالها الحيرة في البحث عن خلاص الإنسان ومصيره وحياته، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن لكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد جاء العنوان "الطريق" موجزًا ومختزلًا لكنه مُحمّل في نفس الوقت بالرموز والأبعاد الفلسفية، ليعبّر من خلاله عن طريق الإنسان في حياته والخيارات الصائبة أو الخائبة التي تفرض عليه طريقًا معينة للسير فيها.


المكان

وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في المجتمع المصري، فقد تنقل بطل الرواية في طريقه من مدينة (الإسكندرية) إلى مدينة (القاهرة).


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية الطريق بين عدد من الشخصيات الرئيسية، حسب ما ورد عن الكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • بسيمة: هي والدة صابر، اختارت طريق الانحراف للسير فيه، وقد دخلت إلى السجن ثم ماتت لتترك ابنها وحيدًا في طريقه للبحث عن والده.
  • صابر: يعد الشخصية المركزية في الرواية، كان شخصًا حائرًا فيه من الشر الكثير ومن الخير القليل، يبدأ طريقه عندما تخبره أمه قبل وفاتها أنّ والده حيّ يُرزَق.
  • كريمة: هي زوجة صاحب الفندق الذي نزل فيه صابر، ذات مرة تُفاجئ صابر في غرفته لتقنعه بأنها تحبه لكنها كانت تخطط للتخلص من زوجها العجوز، وهي بذلك تمثل عنصر الشر في الرواية.
  • إلهام: هي فتاة عصامية واعية تملك القدرة على فهم الحياة بتعقيداتها المختلفة، تدخل في علاقة حب مع صابر أثناء بحثه عن والده، وهي بذلك تمثل عنصر الخير في الرواية.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية الطريق بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • سيد الرحيمي.
  • خليل أبو النجا.
  • المحامي العجوز.


الأحداث الرئيسية

تبدأ الرواية بوفاة بسيمة عمران التي تركت زوجها منذ ثلاثين عامًا وسارت في طريق الانحراف، ولديها صابر الذي فاجأته قبل وفاتها بإخباره عـن والده بأنّه حيّ يُرزق، وقد أوصته بالبحث عنه للاعتماد عليه، فيترك صابر الإسكندرية متجهًا نحو القاهرة للبحث عن أبيه الذي سيكون الملجأ بالنسبة له والمُخلص له من الشقاء، ويمضي في طريقه هناك.[١]


العقدة

بعد أن يصل صابر إلى القاهرة يُقيم في فندق متواضع يتعرف فيه على كريمة زوجة صاحب الفندق، ثم يتعرف بإلهام التي تعمل في الجريدة وتقف إلى جانبه في البحث عن والده، لكن كريمة تنصب فخًا لصابر وتخدعه فتجعل منه وسلية للهرب من حياتها مع زوجها العجوز، فتخطط لجريمة قتل بشعة كان منفّذها صابر.[١]


الحل

يشكّ صابر في خيانة كريمة له، فيقتلها وينتهي به الأمر بإلقاء القبض عليه ودخوله إلى السجن، وبذلك يكون صابر قد ضاع في طريقه بين الخير والشر اللذين تجسّدا بشخصية إلهام وشخصية كريمة.[١]


السمات الفنية في رواية الطريق

يُشير العديد من النقاد والدارسين إلى أنّ رواية الطريق تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم جوهر في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • التركيز على عنصر اللغة والتنويع في الأساليب المستخدمة في الرواية.
  • إضفاء عنصر التشويق على الرواية من أجل جذب القارئ ودفعه للاستمرار بالقراءة.
  • تمتاز هذه الرواية بالعمق في المضمون.
  • تضمين الرواية العديد من الرموز والأبعاد الدلالية.
  • إطالة الحوار بين الشخصيات للكشف عن أبعادها ومكنوناتها.
  • استخدام تقنية الفلاش باك والمونولوج الداخلي بالاعتماد على إبراز التناقضات الداخلية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الفلسفية: رواية لاعب الشطرنج، رواية ملائكة وشياطين.

المراجع

  1. ^ أ ب ت زاهر أفضلي، فرامرز ميرزائي، جعفر زاده، أساليب استحضار الأفكار في رواية الطريق لنجيب محفوظ، صفحة 5. بتصرّف.