تحليل رواية الشيخ والبحر

يمكن أن تندرج رواية الشيخ والبحر لمؤلفها الأمريكي إرنست همينغوي ضمن الروايات الفلسفية التي تحمل أبعادًا رمزية إنسانية، وقد حازت على جائزة بوليتزر العالمية وجائزة نوبل للآداب، لذا شغلت حيزًا واضحًا من اهتمام النقاد والدارسين والقراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا بسيطًا لهذه الرواية.^[١]

تحليل رواية الشيخ والبحر

يُطلق على هذه الرواية أيضًا اسم "العجوز والبحر"، وقد أراد المؤلف من خلالها تصوير سعي الإنسان في حياته وجهوده في الوصول إلى طموحاته وتحقيق أهدافه، وذلك من خلال تجسيد الصراع القائم بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وقوى الطبيعة، وتم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية كما يأتي:^[٢]

العنوان

يُعدّ عنوان الرواية بسيطًا ومُختصرًا؛ فهو يتألف من مُفردتين "الشيخ والبحر" وفيهما إشارة إلى الشخصية المحورية في هذا العمل الأدبي والمكان المحوري الذي تتحرك فيه تلك الشخصية وتجري فيه الأحداث، وهما تحملان أيضًا دلالة على الرؤية التي أراد الكاتب التعبير عنها، وهي الصراع بين الإنسان والطبيعة، وبذلك شكّل العنوان مدخلًا مناسبًا وملائمًا هيّأ القارئ لما هو قادم بين السطور.

المكان

تدور الأحداث في رواية "الشيخ والبحر" بصورة أساسية على متن قارب صغير في البحر الكاريبي، وفي المنطقة الساحلية عند خليج المكسيك في دولة كوبا، وبذلك اتخذ الكاتب من "البحر" فضاءً رئيسيًا لسرد أحداث روايته، عبّر من خلاله عن الفكرة المحورية التي أراد إيصالها.

الشخصيات الرئيسية

تتمحور الأحداث في رواية "الشيخ والبحر" حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:^[٣]

• سانتياغو العجوز: هو الصياد الكوبيّ العجوز، والذي كان يعاني من سوء حظ بالرغم من خبرته الكبيرة في مهنة الصيد؛ إذ إنّه لم يتمكن من صيد سمكة مدة طويلة ويدخل في صراع كبير مع البحر.

الشخصيات الثانوية

ورد في رواية "الشيخ والبحر" عدد من الشخصيات الثانوية، منها الآتي ذكره:^[٣]

• مانولين: هو الغلام الصغير الذي كان مساعدًا للعجوز سانتياغو ويرافقه في الكثير من رحلات الصيد وتعلّم منه الكثير حول الحياة ومهنة الصيد.
• مارلين: هي السمكة الضخمة التي اصطادها سانتياغو ودخل في صراع كبير وطويل معها.
• ديماجيو: هو الشخص الذي كان يلجأ إليه سانتياغو عندما يحتاج إلى تحفيز وتشجيع؛ إذ يشكّل بالنسبة له مصر القوة والإلهام.
• مارتن: هو صاحب مقهى في القرية التي يعيش فيها سانتياغو، وكان يمتاز باللطافة والطيبة.

الأحداث الرئيسية

تدور الأحداث حول الصياد العجوز سانتياغو، الذي لم يستطع أن يصطاد سمكة واحدة مدة وصلت إلى 84 يومًا، وكان معه غلام صغير يُساعده ويتعلّم منه مهنة الصيد، لكن بعد فشله في الصيد طوال هذه المدة تركه ولم يعد يرافقه، وأصبح سانتياغو بنظر بعض الصيادين الآخرين منحوسًا، وبالرغم من ذلك لم يفقد إيمانه بنفسه، وظلّ واثقًا بقدراته، ويستيقظ كل صباح باكرًا وينطلق في مركبه الصغير في البحر بحثًا عن سمكة كبيرة، وفي اليوم الخامس والثمانين من رحلاته البحرية علقت بصنارته سمكة ضخمة اسمها "مارلين"، لكنها لم تكن صيدًا سهلًا، إذ تسببت ضخامتها بتحديات للعجوز سانتياغو حتى لا يتركها تفلت منه.^[٤]

العقدة

استمرّت المعركة بين سانتياغو والسمكة ومحاولة صيدها، وفي قرارة نفسه كان سانتياغو معجبًا بالسمكة "مارلين" لرفضها الاستسلام له، لكنّها في النهاية أُنهكت وتعبت، وهو صياد عليه أن يثبت قدرته على الصيد ويمحو صورة النحس الراسخة عند الصيادين عنه، فاصطادها وربطها بجانب قاربه، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان؛ إذ اقترب سمك القرش منها ونهشها وافترس كامل جسدها.^[٤]

الحل

يعود سانتياغو من رحلته البحرية إلى الشاطئ، ولم يكن سمك القرش قد ترك من سمكته "مارلين" سوى هيكلها العظمي، فنزل من قاربه متعبًا وعلامات الحزن على وجهه وتوجّه إلى كوخه، وعند الشاطئ حيث كانت توجد السّمكة تجمّع الصيادون والأهالي وبعض السياح حولها، وبعد ما تمّ قياس طولها أدرك الجميع أنّ العجوز سانتياغو اصطاد سمكة ضخمة لم يستطع أحد صيدها من قبل.^[٤]

السمات الفنية في رواية الشيخ والبحر

امتازت رواية الشيخ والبحر بمجموعة من السمات الفنية، يُذكر منها الآتي:

• تحميل الشخصيات الواردة في الرواية على قلّتها بالعديد من الرؤى الفلسفية التي أراد الكاتب التعبير عنها.
• تعدّ الحبكة التي تقوم عليها الرواية بسيطة لكنها في الوقت ذاته قيّمة وعميقة.
• تضمين هذا العمل الأدبي العديد من الرموز والأبعاد الفلسفية.
• استخدام أسلوب واضح وسلس في طرح الرواية للوصول إلى القارئ والتأثير فيه أكثر.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الفلسفية: رواية كانديد، رواية ذئب البراري.