تطرح رواية الحي اللاتيني للكاتب والروائي اللبناني سهيل إدريس موضوع الغربة والاغتراب، ويُشار إلى أنّها لاقت اهتمامًا واضحًا من الدارسين والنقاد ومن القراء أيضًا، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.[١]


تحليل رواية الحي اللاتيني

بناء على ما ورد عن الدكتور لحسن الكيري في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد تحدّث الكاتب سهيل إدريس فيها عن العلاقة بين الشرق والغرب، فعقد مقارنة بين العادات والتقاليد والمعطيات في كل من الحضارتين، وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها إلى القارئ تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كما يأتي:


العنوان

يتألف عنوان الرواية "الحي اللاتيني" من مفردتين تدلان على المكان الذي تدور فيه الأحداث، وتُشيران إلى الانتماء الأدبي والثقافي والحضاري إلى الغرب، مما يعطي للقارئ لمحة أولية عن الإطار العام للرواية.[٢]


المكان

تدور الأحداث في رواية "الحي اللاتيني" بصورة أساسية في مدينة "باريس" في فرنسا، وذلك بوصفها مكانًا يعكس الحضارة الغربية، ومنبعًا للعلوم والفنون المختلفة، ورمزًا للتقدم.[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية الحي اللاتيني بين عدد من الشخصيات الرئيسية، بناء على ما ورد عن الدكتور لحسن الكيري في قراءته التحليلية لها، وهي كما يأتي:

  • البطل: لا يحمل بطل الرواية اسمًا، وهو طالب عربي يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، حضر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي، وقد كان أصدقاؤه يلقبونه بالشاعر.
  • جانين مانترو: هي فتاة جميلة ورقيقة ومثقفة، تنتمي إلى أسرة متواضعة الحال، تتابع تعليمها في معهد الصحافة العالي، وتعمل في أحد المخازن لتوفير مصاريف تعليمها.
  • صبحي: هو طالب عربي انتقل إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق، وقد كان يجسد الشخصية المستهترة.
  • عدنان: جاء إلى باريس أيضًا لتحضير شهادة الدكتوراه في الحقوق، وهو يجسد الشخصية المتناقضة.
  • فؤاد: هو طالب يدرس في معهد اللغات الشرقية، يمتاز بإمكاناته المتنوعة وحسّه القومي المرهف.
  • فرنسواز: هي فتاة جميلة، تعمل أمينة في إحدى المكتبات في باريس، دخلت في علاقة حب مع فؤاد لكنهما انفصلا في النهاية.
  • أم البطل: كانت ملمة باللغة الفرنسية، وهذا ما سهل عليها الاطلاع على الرسائل التي كانت ترسلها جانين إلى ابنها.
  • ناهدة: هي فتاة لبنانية منعتها أسرتها من إكمال دراساتها العليا، إذ إنها ستتزوج من البطل عن قريب.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية الحي اللاتيني بين عدد من الشخصيات الثانوية، بناء على ما ورد عن الدكتور لحسن الكيري في قراءته التحليلية لها، وهي كما يأتي:

  • ربيع التونسي: هو طالب يدرس التاريخ، ألقت الأجهزة الأمنية الفرنسية القبض عليه بعد مشاركته في إحدى المظاهرات.
  • أحمد العراقي: هو طالب يدرس في كلية الطب، أقام علاقة حب مع فتاة تدعى أفيت.
  • تيريزا: هي امرأة أرملة تبلغ من العمر ستة وأربعين عامًا، تعمل في أحد الفنادق لإعالة أبنائها الأربعة.
  • كامل.
  • زهير.
  • أسعد.
  • نصري.
  • سامي.
  • مارغريت.
  • ليليان.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الطلاب العرب الذين انتقلوا من بلادهم إلى باريس لإكمال دراساتهم العليا، وعلى رأسهم البطل الشاب اللبناني، الذي غادر بيروت وانتقل إلى باريس للدراسة ورغبة منه في التحرر من عقدة الحرمان والخوف من المرأة، فيصل إلى الحي اللاتيني ويقابل العديد من طلاب الجالية العربية هناك، وتبدأ محاولات البطل بالظفر بامرأة يحبها وتحبه، حتى يجد جانين ويتعرف عليها وتبدأ العلاقة بينهما، فتعطي لحياته معنى جديدًا، لكن تنقطع العلاقة بينهما بعد عودة البطل إلى بيروت بسبب حبه واشتياقه لأمه ووطنه.[٤]


العقدة

بعد عودة البطل إلى بيروت يتلقى رسالة من جانين تُخبره فيها أنّها حامل منه، فيعود إلى باريس ليطلب منها الزواج لكنه لا يستطيع العثور عليها، فيقرر أن يكرّس حياته لدراساته في الأدب العربي.[٤]


الحل

يلتقي البطل بجانين مرة أخرى وقد غدت امرأة ضائعة فقيرة بعد أن أسقطت جنينها وذاقت المرارة والألم، فيعرض عليها الزواج مرة أخرى لكنها ترفض طلبه بحجة الاختلاف الحضاري بينهما، وتطلب منه العودة إلى شرقه ومجتمعه وماضيه، وبالفعل يعود البطل إلى بيروت ومعه شهادة الدكتوراه في الأدب العربي وسط استقبال عائلته وأصدقائه له.[٤]


السمات الفنية في رواية الحي اللاتيني

اتسمت رواية الحي اللاتيني بعدد من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لها، ومنها ما يأتي ذكره:

  • السير وفق خط سردي متسلسل تتخلله في بعض الأحيان العودة إلى الماضي، أو التفكير في المستقبل.
  • الموضوعية في السرد والابتعاد عن الذاتية.
  • المزاوجة بين اللغة العربية واللغة الفرنسية في الطرح.
  • التنوع في الشخصيات المطروحة في الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تناولت وضوع الغربة والاغتراب: رواية شرقية في باريس، رواية طشاري.

المراجع

  1. حامد صدقي، عبد الله حسيني، مشكلة الاغتراب الاجتماعي في المكان الضد، صفحة 4. بتصرّف.
  2. عبد الله حسيني، هومن ناظميان، صورة المكان الروائي عند سهيل إدريس في رواية الحي اللاتيني، صفحة 6. بتصرّف.
  3. عبد الله حسيني، هومن ناظميان، صورة المكان الروائي عند سهيل إدريس في رواية الحي اللاتيني، صفحة 9. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبد الله حسيني، هومن ناظميان، صورة المكان الروائي عند سهيل إدريس في رواية الحي اللاتيني، صفحة 7. بتصرّف.