تندرج رواية طشاري لمؤلفتها العراقية إنعام كجه جي ضمن قائمة الروايات الواقعية، ويُشار إلى أنها لاقت عناية واضحة واهتمامًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، لذا عرضنا لكم في هذا المقال تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية طشاري

تُشير الكاتبة إنعام كجه جي في روايتها هذه إلى فقدان الهوية والشعور بالانتماء عند اللاجئين والنازحين، مُجسدةً ذلك من خلال قصة بطلتها التي عصفت بها الرياح بعيدًا عن وطنها، واصفةً حياتها وذكرياتها التي عاشتها في بلادها،[٢] ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

اختارت الكاتبة لروايتها عنوانًا موغلًا في الخصوصية الوطنية والمحلية العراقية وباللهجة العامية أيضًا، إذ إنّ لفظ "طشاري" مُحمّل بدلالات عن الافتراق والضياع والتشتت، وهو ما طرحته الكاتبة بين سطور الرواية، مُشيرة إلى حال اللاجئين في بلاد المنفى.[٣]


المكان

تدور الأحداث في رواية "طشاري" بصورة أساسية في العراق ومُدنها، والمتمثلة بمدينة "الديوانية" التي تحتل جزءًا كبيرًا من أحداث الرواية، ومدينة "الموصل"، ومدينة "بغداد"، بالإضافة إلى مدينة "باريس" الفرنسية التي كانت حاضرة في حياة البطلة بعد الاغتراب، كما حضرت في الرواية أماكن ومدن أخرى، تمثلت بـ "كندا"، و"دبي"، و"هاييتي"، وهذا التعدد في الأماكن يُشير إلى مدى التشتت والضياع الذي عانت منه بطلة الرواية.[٤]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية طشاري حول شخصية محورية رئيسية واحدة، وهي:[١]

  • وردية إسكندر: هي طبيبة نسائية عراقية مغتربة، انتقلت إلى باريس بعد الأحداث التي شهدتها بلادها وهددت بقاء عائلتها فيها، فسردت في صفحات هذه الرواية قصة حياتها.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية طشاري بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث أحمد عواد الخزاعي، وهي:

  • براق.
  • ياسمين.
  • هندة.
  • إسكندر.
  • ابنة سليمان.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث مروان ياسين الدليمي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تحكي الكاتبة قصة وردية إسكندر، وهي طبيبة نشأت في بغداد ولم تعرف غيرها قبل عام 1954م، تذهب بها قرعة التعيين بعد تخرجها من كلية الطب في ذلك العام إلى مستشفى مدينة الديوانية في جنوب العراق، فتقضي خمسة وعشرين عامًا من عمرها في الديوانية قبل أن تعود إلى بغداد، وهناك في الديوانية تلتقي بالطبيب جرجس، ويتزوجا وتنجب منه أبناءها برّاق وهندة وياسمين.


وخلال رحلة وردية الطويلة التي قضتها في مجتمع غريب عنها -من ناحية الديانة والثقافة والطقوساً- بحميمية وتفاعل ستشهد تحولات جذرية في وعيها الذي شكّلته مفاهيم الطبقة الوسطى بثقافتها المدنية، وقد فضلت ورديّة البقاء وحيدة في العراق بعد مغادرة ابنها المهندس برّاق إلى إحدى مدن البحر الكاريبي بسبب عمله، وابنتها هندة إلى كندا، وابنتها الصغرى ياسمين إلى دبي.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث مروان ياسين الدليمي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تترك وردية بلدها العراق رغمًا عنها بعد أن تخطت العقد الثامن من عمرها، لتحطَّ بها رحلة اللجوء في مدينة باريس.


الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث مروان ياسين الدليمي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تُقيم وردية مدة مؤقتة في شقة ابنة شقيقها التي تعيش مع زوجها وابنها الشاب إسكندر، الذي يبتكر مقبرة إلكترونية في حاسوبه الشخصي، يجمع فيها عظام العراقيين، فيكبر إسكندر بأسرع مما تتوقع والدته وهو يصغي إلى أحاديث "ورديّة" عمّة والدته، بعدما يجمعُ عظام الموتى الذين فرقتهم الحروب والطائفية، فيرسم لهم أضرحة ينحت لها الشواهد، ويزرع حولها أزهارًا تختارها كل عائلة لميّتها.


السمات الفنية في رواية طشاري

بعد قراءة رواية طشاري يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]

  • اختيار نمط السرد الموضوعي لنقل أحداث الرواية.
  • تتسم الرواية بأسلوبها البسيط غير المتكلف.
  • استخدام لغة شعرية عالية في بعض فقرات الرواية التي تستدعي ذلك.
  • استخدام تقنية الاسترجاع في الرواية، وتداخل الأزمنة في ذهن البطلة.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية محاولة عيش، رواية زقاق المدق.

المراجع

  1. ^ أ ب ت تغريد عبد الخالق هادي، تشظي الهوية في الرواية النسوية العراقية رواية "طشاري" أنموذجًا، صفحة 4. بتصرّف.
  2. تغريد عبد الخالق هادي، تشظي الهوية في الرواية النسوية العراقية رواية "طشاري" أنموذجًا، صفحة 3. بتصرّف.
  3. تغريد عبد الخالق هادي، تشظي الهوية في الرواية النسوية العراقية رواية "طشاري" أنموذجًا، صفحة 3. بتصرّف.
  4. تغريد عبد الخالق هادي، تشظي الهوية في الرواية النسوية العراقية رواية "طشاري" أنموذجًا، صفحة 8. بتصرّف.