تعد رواية أرض النفاق لمؤلفها المصري يوسف السباعي من الروايات الاجتماعية الواقعية والخيالية في الوقت نفسه، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية أرض النفاق
وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد الخضر في قراءته لهذه الرواية فإنّ يوسف السباعي يطرح فيها تساؤلات حول سيادة النفاق واختفاء الأخلاق الحميدة في المجتمع، إلى جانب التساؤل عن الطريقة للعودة إلى الأخلاق الفاضلة، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمود فهمي عامر في قراءته النقدية لهذه الرواية جاء العنوان مُثيرًا للتساؤل في نفس القارئ حول ماهية هذه الأرض المضافة إلى النفاق وما قيمتها، وكيفية الخلاص من هذا النفاق، وكان العنوان بمثابة رسالة عمّا بين طيات هذه الرواية قبل قراءتها.
المكان
وفقًا لما ورد في قراءة تحليلية لهذه الرواية لمجموعة من الباحثين فإنّ الكاتب يوسف السباعي في روايته هذه يُسلّط الضوء على المجتمع المصري والمجتمعات بصورة عامة من خلال حديثه عن أرض النفاق والأحداث التي دارت فيها.
الشخصيات الرئيسية والثانوية
حسب ما ورد عن الكاتب محمود فهمي عامر لم يذكر الكاتب يوسف السباعي في روايته هذه شخصيات رئيسية أو ثانوية بعينها، إذ كان سرد الأحداث بلسان راوٍ هو البطل ولم يُذكَر اسمه، يقابل هذا الراوي في "أرض النفاق" تاجر الأخلاق، ومجموعة من الناس المنافقين من مختلف الفئات والطبقات، ساردًا ما يجري معه في هذه الأرض.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الكاتب مؤمن أبو جامع في تلخيصه لهذه الرواية يحكي الكاتب قصة البطل الذي ذات مرة دكّانًا صغيرة عليه لافتة مكتوب عليها "تاجر أخلاق بالجملة والقطّاعي"، فيدفعه الفضول ليدخل ويتكلَّم مع البائع ليكتشف أنّه يبيع مساحيق تُكسب من يتناولها أخلاقًا حميدة، وعرض عليه أن يجرِّب مسحوق الشجاعة ومدّة مفعوله عشرة أيام، وبعد تردّدٍ وتفكير أخذه وتناوله، وعاد إلى البيت وهو ما زال يشكُّ بأَّن ذلك البائع قد يكون عاقلًا، لكن بعد مدة قليلة تغيَّرت صفاته ولم يعد يسكت عن الخطأ، وأصبح ينتصر للضعيف.
لم يحتمل البطل الشجاعة كثيرًا، فعاد إلى تاجر الأخلاق وطلب منه أن يعطيه مسحوقًا آخر، فأعطاه مسحوق المروءة، فأصبح رقيق القلب يحزن على المحتاجين ويعطيهم كلَّ ما لديه ويصدِّق الجميع، حتى أنَّه خلع ملابسه ليعطيها لشابٍّ فقير، وقد تعرَّض لجميع أنواع الخداع من الآخرين حتّى شكَّ أهله بجنونه وقرّروا أخذه للمستشفى فهرب من البيت وذهب مرةً أخرى إلى التّاجر، وقرَّر أن يبقى عنده طوال العشرة أيام حتّى يزول مفعول المروءة منه، وفي الليل لاحظ البطل كيسًا موجودًا في الزاوية اكتشف أنّه كيس الأخلاق الذي لو شرب منه النّاس سيتحلّون بالأخلاق الحميدة وسيتخلَّصون من نفاقهم وريائهم، لكنَّ التّاجر حذره بأنَّ النَّاس سيكونون وقتها على حقيقتهم وسيظهر كرههم لبعضهم البعض وستنتشر المشكلات.
العقدة والحبكة
حسب ما ورد عن الكاتب مؤمن أبو جامع والكاتب محمود فهمي عامر في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية يأخذ البطل كيس الأخلاق ويلحق به التّاجر ويتعاركان بجانب النهر الذي يُغذّي المدينة، فيقع الكيس ويختلط بالمياه ليصل إلى الخزّانات في المدينة، فيتغيَّر حال النّاس ويُظهرون مشاعرهم الحقيقية لبعضهم البعض، وتنتشر المشكلات بينهم، ليصبح المجتمع بلا نفاق وتتكشف العلاقات الاجتماعية الزائفة والقبح الإنساني الدفين.
الحل
حسب ما ورد عن الكاتب مؤمن أبو جامع يعتقل الأمن البطل والتّاجر بعد أن سمعهما أحد المخبرين، لكنَّ المحقق يكون قد شرب من المياه المختلطة بمسحوق الأخلاق فيقف إلى جانبهم، وبعد المرافعة التي قدمها البطل أطلق سراحهما وخرجا من المحكمة والناس يهتفون للأخلاق.
السمات الفنية في رواية أرض النفاق
تتسم رواية أرض النفاق بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمود فهمي عامر في قراءته النقدية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- الاعتماد على تقنية السرد المتواتر من خلال الحدث الذي تكرر أكثر من مرة.
- تكرار بعض المعاني طريقة تعبر عن الواقع التكرر بأحداثه.
- الوصف الدقيق للفضاء المكاني وللشخصيات وملامحها وحالاتها.
- الاستعانة في بعض المواضع في الرواية بأسلوب السخرية أو النكتة القريبة من النفس الإنسانية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية حارسة الظلال، رواية بداية ونهاية.
المراجع
- ↑ رضا السيد العشماوي، رؤية المكان في روايات يوسف السباعي، صفحة 44. بتصرّف.