تحليل رواية بداية ونهاية

تعد رواية بداية ونهاية لمؤلفها المصري نجيب محفوظ من الروايات الاجتماعية الواقعية، حسب ما ورد عن الباحثة خديجة قلي زاده في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.

تحليل رواية بداية ونهاية

حسب ما ورد عن الباحثة خديجة قلي زاده في قراءتها التحليلية لهذه الرواية حاول نجيب محفوظ فيها أن يصور حياة الطبقات الثلاث في المجتمع وصراعاتها، إذ يصور تطلعات کل من الطبقة الشعبية والمتوسطة والأرستقراطية وطموحاتها ليعبر عن التباين الموجود بينها، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

وغفًا لما ورد عن الكاتب والباحث شوقي بدر يوسف في دراسته لسيميائية العنوان عند نجيب محفوظ يُشكّل العنوان العتبة للدخول إلى النص الأدبي والغوص في أعماقه، وقد حمل محفوظ في عنوان روايته هذه مفارقة ثنائية في المعنى، إذ يحمل في هاتين المُفردتين ثنائية الموت وثنائية الحياة ببدايتها ونهايتها.

المكان

تدور أحداث رواية "بداية ونهاية" في منطقة بالقرب من شُبرا في مدينة القاهرة، ويُشار إلى أنّ المكان عند نجيب محفوظ في رواياته له أهمية كبيرة، كما أنّه يأخذ بُعدًا أعمق دلالةً.^[١]

الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية بداية ونهاية بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:^[٢]

• حسنين: يمثل نموذج الشخصية الدرامية المرسومة بحرص وإتقان، وهو البطل الأول في الرواية طالب في السنة الثالثة الثانوية، وهو شخصية مغرورة ومتعالية.
• حسن: هو شقيق حسن وحسنين شاب في الخامسة والعشرين من عمره، يعد شخصية مستهترة ومتواكلة، لم يكن يعبأ بالحياة ولا يعمل لها حسابًا، كل ما يهمه هو اللقمة والسترة.
• حسين: هو الأخ الأكبر لحسنين يكبره بعامين، يُشبه أمه في أخلاقها وصبرها ورجاحة عقلها، ويعد شخصية راسخة العقيدة عن وراثة وبعض العلم، وكان سلوكه متزنًا وعاقلًا.
• نفيسة: هي فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها شقيقة حسن وحسين وحسنين، لم تستكمل تعليمها، وتجيد مهنة الخياطة إلى حدّ ما.
• الأم: هي شخصية حزينة ومهمومة، لكنها قوية وحادة الطباع في الوقت نفسه، وقد استطاعت أن تحافظ على ترابط أسرتها بفضل شخصيتها القوية.

الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية بداية ونهاية بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٣]

• كامل علي (الأب): هو موظف حكومي محبوب من زملائه في العمل، وقد مات قبل بداية أحداث الرواية مباشرة وهو في الخمسين من عمره، ويُشار إلى أنّه كان مؤثرًا في الرواية والغائب الحاضر فيها.
• أحمد بك يسري: هو صديق مُقرب لكامل علي، يعمل مفتشًا في وزارة الداخلية، يتسم بالتواضع والاحترام، كما أنّه كان مبذرًا.
• بهية: هي فتاة جميلة في الخامسة عشر من عمرها، وقد عُرفت بأدبها وأخلاقها.
• فريد أفندي: هو موظف بسيط في الخمسين من عمره، متزوج ولديه ولدان؛ سالم وبهية، كان ميسور الحال وطيب القلب.
• سلمان جابر سلمان: هو شخصية مساعدة لبناء شخصية نفيسة، وقد كان دميمًا ووضيعًا.

الأحداث الرئيسية

تبدأ الرواية بضابط یذهب إلى مدرسة حسنين وحسين لإبلاغهما أن والدهما قد توفى وعليهما العودة إلى منزلهما فورًا، فيعود الاثنان وهما مذهولان؛ إذ تركاه في الصباح بعد أن تناولا طعام الإفطار معه وهو بصحة جيدة، ودخل الاثنان إلى حجرة أبيهم وهو ملقى على سرير الموت، فودعاه بحزن عميق، ثم خرجا من الغرفة بعد أن طلبت أمهما منهما ذلك، وبدأت وفود المعزين تتوافد، وبعض سويعات قليلة ذهب الأبناء الثلاثة وبصحبتهم ثلاثة رجال فقط لدفن والدهم، إذ كان حسنين حريصًا ألا یذهب أحد من الناس إلى المقابر حتى لا يروا قبر الأسرة المتواضع.^[١]

بدأت الأم تفكر في حال أسرتها بعد موت الأب، فالدخل لن يكفيهم بعد الآن، وأخبرتهم أنهم يجب أن يعيشوا حياة التقشف والفقر، وقررت الانتقال من شقتهم إلى شقة أرخص في الطابق الأرضي لترشيد النفقات، وطلبت من نفيسة العمل في الخياطة، أما حسن فقد وعدها أن يبحث عن عمل.^[١]

العقدة

ساءت أحوال الأسرة كثيرًا بعد وفاة الأب، واضطرت الأم إلى بيع كل أثاث الشقة تقريبًا، ومالت نفيسة إلى طريق الانحراف مقابل الحصول على المال، ويصبح حسن مطلوبًا للعدالة، وتنتقل الأسرة إلى شقة جديدة مستأجرة في حي مصر الجديدة.^[١]

الحل

تقبض الشرطة على نفيسة بسبب أعمالها المنافية للآداب وتُبلغ حسنين بذلك، فيقرر حسنين قتل نفيسة، إلا أنها تطلب منه أن تنفذ هي حكمها على نفسها، فتُلقي نفسها في نهر النيل وتموت على الفور، ثم يقرر حسنين هو الآخر الانتحار فيُلقي بنفسه وراءها.^[١]

السمات الفنية في رواية بداية ونهاية

بعد قراءة رواية بداية ونهاية يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:^[٤]

• استخدام اللغة العربية الفصيحة في سرد الأحداث.
• الاقتصاد في العبارة والدقة في الوصف والتعبير.
• الاعتماد على تقنية الأصوات المتعددة في نقل أحداث الرواية.
• استخدام أسلوب شيّق يجذب القارئ.

ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من الروايات الواقعية الاجتماعية: رواية الدروب الوعرة، رواية في بيتنا رجل.